"كونسيرن" تعلِّق أعمالها في السودان وتخطط لمساعدة الفارين نحو تشاد

"كونسيرن" تعلِّق أعمالها في السودان وتخطط لمساعدة الفارين نحو تشاد

أكدت منظمة "كونسيرن وورلد وايد" أنه تم إجلاء 10 موظفين غير سودانيين من السودان (بمن فيهم مواطن أيرلندي) على متن قارب من بورتسودان إلى جدة بالمملكة العربية السعودية.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، لا يزال 140 موظفًا سودانيًا آخر في البلاد وهم الآن بأمان، يحتمي البعض في منازلهم بينما انتقل آخرون إلى مناطق أكثر أمانًا، وأكدت “كونسيرن” أنها تقدم المشورة الأمنية وتحافظ على الاتصال اليومي معهم.

استجابة حدود تشاد

وقال الرئيس التنفيذي لـ"كونسيرن"، ديفيد ريجان: "بينما أجبرتنا الأعمال العدائية على إجلاء الموظفين وتعليق عملنا في الوقت الحالي، فإننا نخطط لتعبئة فرقنا في السودان وتشاد المجاورة لمساعدة آلاف الأشخاص الذين يعبرون الحدود هربًا من القتال".

وعبر أكثر من 20 ألف شخص الحدود إلى تشاد في الأسبوعين الماضيين، وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 100 ألف آخرين قد يتبعونها في الأيام المقبلة.

وقال "ريغان": "غالبية الفارين من النساء والأطفال.. لقد وصلوا بالملابس على ظهورهم وأي شيء يمكنهم حمله، إنهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والصرف الصحي.. تقوم فرقنا على جانبي الحدود بوضع خطط للاستجابة".

وأضاف: "على الرغم من أن الوضع الأمني على الأرض يمثل تحديًا كبيرًا، فإن (كونسيرن) عملت مع المجتمعات المحلية في السودان على مدار 37 عامًا الماضية وسنفعل كل ما في وسعنا للمساعدة في تجنب حدوث أزمة إنسانية".

وتقوم المنظمة الإنسانية التي تتخذ من أيرلندا مقراً لها باستكشاف جميع الخيارات لدعم البرامج التي تم تعليقها مؤقتًا بسبب القتال، وتشمل برامج  الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي وسبل العيش والأمن الغذائي. 

وتعمل شركة "كونسيرن" في غرب دارفور وغرب كردفان وجنوب كردفان.

اشتباكات عنيفة

استيقظ 45 مليون سوداني، السبت 15 إبريل، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى، على إثر الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات الجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها حليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

أسفرت الاشتباكات -وفق نقابة الأطباء السودانية- عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.

وطالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية وواشنطن وموسكو بوقف "فوري" للقتال في السودان. أما الجارة القوية مصر فدعت الطرفين إلى "التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس".

انسداد سياسي

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.

ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

كانت قوات الدعم السريع شكلت في 2013، وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير لقمع التمرد في إقليم دارفور.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية