«في مجلس الأمن».. دعوات أممية حاسمة لإنهاء معاناة السودانيين

«في مجلس الأمن».. دعوات أممية حاسمة لإنهاء معاناة السودانيين
مساعدة الأمين العام لشؤون إفريقيا مارثا بوبي تقدم إحاطة لمجلس الأمن بشأن الوضع في السودان

 

جددت الأمم المتحدة تأكيدها على أهمية وقف إطلاق النار في السودان، مشددة على ضرورة التزام جميع الأطراف بتعهداتها وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. 

جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، التي عقدت الأربعاء لبحث الأزمة السودانية، حيث تم تسليط الضوء على تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد وسط غياب بوادر للحل القريب.

استمرار النزاع وتفاقم الأزمة الإنسانية

منذ 17 شهرًا، تعاني السودان من صراع مسلح يتسبب في معاناة إنسانية شديدة، خاصة في مدينة الفاشر التي تواجه حصارًا وعنفًا متصاعدًا. حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة عبر مساعدته مارثا بوبي على ضرورة وقف التصعيد العسكري في الفاشر وحماية المدنيين.

جهود الوساطة الدولية

تواصل الأمم المتحدة جهودها لإنهاء النزاع في السودان من خلال مبعوثها الشخصي رمطان لعمامرة، الذي قاد اتصالات مع الأطراف المتنازعة ودعم الوساطة الدولية، بما في ذلك تلك التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسويسرا، كما تم التأكيد على دور الأمم المتحدة في تنسيق الجهود الدبلوماسية لتعزيز الحوار.

وضع مأساوي في الفاشر

تحدثت جويس مسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، عن تدهور الوضع الإنساني في الفاشر، حيث يتعرض المدنيون للقصف المستمر الذي طال المستشفيات والمرافق الحيوية. 

ويواجه مئات الآلاف من السكان خطر العنف والمجاعة، مع تقارير تشير إلى وفاة طفل في مخيم زمزم كل ساعتين نتيجة سوء التغذية.

تحديات أمام إيصال المساعدات

العقبات اللوجستية، بما في ذلك القتال والفيضانات، تجعل إيصال المساعدات الإنسانية أمرًا بالغ الصعوبة. 

ورغم ذلك، تأمل الأمم المتحدة تحسين الظروف قريبًا لتتمكن من توصيل الإمدادات للمناطق المتضررة، وسط تصاعد القلق بشأن تفاقم المجاعة والنزوح المستمر.

دعوات للتحرك الدولي

اختتمت مسويا بدعوة مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الاجتماعات المتعددة رفيعة المستوى بشأن السودان، والمزمع عقدها خلال اجتماعات الجمعية العامة ستوفر فرصة لا يمكن تفويتها لإنهاء هذا الصراع، وإظهار تضامننا مع شعب السودان.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل نحو 17 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية