بلومبرج: يمكن للهجرة حل أزمة نقص أطقم التمريض في الولايات المتحدة

بلومبرج: يمكن للهجرة حل أزمة نقص أطقم التمريض في الولايات المتحدة

أفادت وكالة "بلومبرج" الأمريكية بأن الهجرة يمكن أن تحل أزمة النقص في عدد الممرضين بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مزيد من أخصائيي الرعاية الصحية، لا يبدو أن تهميش المُدربين في الخارج منطقيا.

ونوهت الوكالة الأمريكية إلى نزيف في كوادر التمريض في الولايات المتحدة؛ إذ استقال نحو 100 ألف ممرض أو تقاعدوا خلال الجائحة، في حين ألمح 800 ألف آخرين إلى "اعتزامهم الرحيل" بحلول عام 2027.

ومع ذلك تفشل الولايات المتحدة في الاستفادة من المجموعة المتوفر من العاملين بمجال الرعاية الصحية المؤهلين، وهم المهاجرين، بحسب "بلومبرج".

وقالت الوكالة إنه في حين لا يوجد حل لأزمة نقص الممرضين في الولايات المتحدة، فمن شأن نظام أكثر كفاءة لجلب المهنيين المٌدربين في الخارج أن يقطع شوطًا طويلاً نحو تخفيف الأمر.

ويشكل المهاجرون نحو 16% من الممرضين المسجلين، وكانوا جزءًا مهمًا من القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية منذ عقود، ومع ذلك، تفتقر الولايات المتحدة إلى مسار مخصص للممرضين المٌدربين في الخارج للعمل في البلاد.

ويأتي معظمهم من خلال نظام الهجرة القائم على العمالة، والذي يبلغ حده الأقصى 140 ألف بطاقة خضراء لجميع المتقدمين وأفراد عائلاتهم.

ومن بين هذا العدد، بحسب الوكالة، هناك نحو 40 ألف مخصصة "للعمالة والأخصائيين المهرة وغيرهم من العاملين"، وهو تصنيف يتضمن العاملين بالتمريض.

ونظرا لأن معظم تلك البطاقات الخضراء يحصل عليها العاملون الموجودون في البلد بالفعل، تتوفر ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف تأشيرة فقط سنويا للممرضين المٌدربين بالخارج.

وأشارت "بلومبرج" إلى أن هذا غير كافٍ لتلبية احتياجات أمريكا المتعلقة بالرعاية الصحية، موضحة أن نحو 60% من السكان يعانون أمراضا مزمنة، والخُمس سيتخطى الـ65 عاما بحلول 2030.

وبحسب مكتب إحصاءات العمل، ستحتاج الولايات المتحدة لشغل أكثر من 200 ألف وظيفة شاغرة للممرضين المسجلين سنويا، في المتوسط، خلال 2031.

وبدلا من السماح لمزيد من الممرضين بالذهاب إلى الولايات المتحدة، تصعب الحكومة الأمر أكثر.

ففي الشهر الماضي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ستؤخر إجراءات التأشيرات في ظل زيادة الطلب، الأمر الذي يترك آلاف الممرضين في وضع معلق.

وعلى مدار سنوات، قاوم المشرعون الأمريكيون الجهود المبذولة لتوسيع نطاق إمدادات العمال الأجانب المهرة، وذلك جزئياً خوفا من أن تؤدي الهجرة المتزايدة إلى خفض الأجور وتقويض ظروف العمل.

ورأت الوكالة الأمريكية أن مثل هذه المخاوف مفهومة، لكنها في النهاية تأتي بنتائج عكسية، لافتة إلى أن النقص في أعداد الممرضين خلال الجائحة دفع المستشفيات لإبرام عقود مع الممرضين وأدى ذلك إلى ارتفاع التكاليف.

وأشارت "بلومبرج" إلى أنه يمكن لمعدلات أعلى من الهجرة المساعدة في استعادة بعض التوازن مع إفادة الاقتصاد على نطاق أوسع.

وفي ظل غياب إصلاح شامل للهجرة، يجب على المشرعين اتباع خطوات هادفة لجلب مزيد من الممرضين الأجانب، وإعادة إحياء مقترح حزبي في الكونجرس يعود لفترة الجائحة.

واستهدف ذلك المقترح "استعادة" تأشيرات العمل غير المستخدمة للأطباء والممرضين من السنوات الماضية وإعطائهم الأولوية في إجراءات البطاقات الخضراء مما سيوفر 15 ألف تأشيرة إضافية للأطباء و25 ألفا للممرضين.

وقالت "بلومبرج" بما أنه تخصيص لتأشيرة لمرة واحدة، لن يكون له سوى تأثير محدود على سوق العمالة المحلي، بينما يعزز في الوقت نفسه قوة العمل المستنزفة.

وأشارت الوكالة إلى خيار آخر يتمثل في الاستفادة من الممرضين المدربين في الخارج الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة؛ إذ إن أكثر من 115 ألف مهاجر يحمل شهادات جامعية في التمريض يعملون دون مستوى مهاراتهم، والعديد منهم يعملون كمساعدين يتلقون أجورا متدنية، ويقدمون مساعدات بالرعاية الصحية المنزلية، ويعملون بالخدمة المنزلية.

وكان الكونجرس قد أصدر في سبتمبر الماضي، قانونًا يطالب وزارة العمل الأمريكية بدراسة العوائق التي تحول دون توظيف المهاجرين حملة المؤهلات الأكاديمية الأجنبية وإصدار توصيات بهذا الشأن.

ورأت "بلومبرج" أنه في وقت يتسم بالطلب غير المسبوق على نظام الرعاية الصحية بالولايات المتحدة، يعتبر إبعاد الممرضين المؤهلين المٌدربين بالخارج عن قوة العمل "قصر نظر"، حيث يمكن لسياسة هجرة أذكى وضع العاملين بالرعاية الصحية حيثما توجد حاجة إليهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية