نشطاء المناخ يقطعون مؤقتاً الحركة الجوية في جنيف
نشطاء المناخ يقطعون مؤقتاً الحركة الجوية في جنيف
تسبّب عشرات الناشطين في مجال التغيّر المناخي بوقف الحركة الجوية مؤقتاً في جنيف، الثلاثاء، قبل أن يتم إجلاؤهم من أكبر معرض لطيران الأعمال في أوروبا، بعدما قَيّدوا أنفسهم ببعض الطائرات الخاصة.
وقال مطار جنيف، في بيان، إن الحركة في ثاني مطار في سويسرا تعطلت لنحو ساعة، واستؤنفت تدريجياً ابتداء من الساعة 12:40 (10:40 بتوقيت غرينيتش)، وفق وكالة فرانس برس.
وعطل عشرات الناشطين معرض طيران الأعمال (يوروبيان بيزنس أفيايشن كونفينشن أند إكزيبيشن - EBACE)، الذي يقام هذا الأسبوع على أطراف مدارج المطار الدولي، وتُظهر صور نشرها مدافعون عن البيئة على تويتر ناشطين يرفعون لافتات وهم جالسون بالقرب من طائرات أو مانعون الدخول إلى المقصورة، وتمكن البعض من تقييد أنفسهم بالطائرات.
كذلك رفع المتظاهرون لافتات تشبه رسائل التحذير على علب السجائر للتعريف عنها كأشياء سامة، مع شعارات تحذر من أن «الطائرات الخاصة تحرق مستقبلنا» و«تقتل كوكبنا» و«تغذي أوجه عدم المساواة».
الناشطون القادمون من 17 دولة هم أعضاء في منظمات معروفة بعملها في هذا المجال، مثل «غرينبيس» و«ستاي غراوندد» و«إكستينكشن ريبيليون» و«سيانتيست ريبيليون»، وقال بيان صادر عن «غرينبيس»، بعد وقت قصير من بدء التحرّك، إنهم يطالبون بحظر الطائرات الخاصة.
وأشار مصور من وكالة «كيستون- إيه تي سي» إلى أن عشرات من عناصر الشرطة تدخلوا بسرعة لطرد الناشطين.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة، تيفاني كودري ماورو، إن شرطة جنيف أوقفت نحو 80 ناشطاً، ثم اقتيدوا للتحقق من هويتهم، وقال المطار إن عناصر الإطفاء التابعين له قدّموا الرعاية لـ4 أشخاص، بينهم ناشط وحارس أمن، شعروا «بإعياء أو أصيبوا بجروح».
ودخل الناشطون حرم المطار والمعرض من 3 نقاط مختلفة، وجاء في بيان مطار جنيف أنه «سيقدم شكوى، كما أعلن ذلك أيضاً منظمو المعرض وكثير من العارضين على مدرج المطار».
وأكد المتحدثون باسم الجمعيات المختلفة أنهم لم يهدفوا إلى تعطيل الحركة الجوية، بل المعرض فقط.
وقال جويل بيريه، المتحدث باسم منظمة «إكستينكشن ريبيليون» في جنيف: «اليوم كان الهدف حقاً استهداف الطائرات الخاصة التي تعد أكثر وسائل النقل الموجودة تلويثاً، والمتاحة فقط لأقلية من الناس، سينفقون ميزانية كربون جميع الأشخاص الآخرين الذين لا يستقلون الطائرة أبداً».
وتؤكد «يوروبيين بزنس دجيت أسوسييشن» (EBAA)، أنّ طيران الأعمال يمثل 2 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون جراء النقل الجوي، التي تمثل بحد ذاتها ما يزيد قليلاً على 2 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، أي 0.04 بالمئة من الانبعاثات العالمية.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.