بدء أعمال اللجنة العربية لحقوق الإنسان لبحث عدة قضايا.. أبرزها «حرق المصحف»

بدء أعمال اللجنة العربية لحقوق الإنسان لبحث عدة قضايا.. أبرزها «حرق المصحف»
جامعة الدول العربية

بدأت اليوم الأحد بجامعة الدول العربية أعمال الدورة الـ52 للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، والتي تناقش على مدار ثلاثة أيام عددًا من قضايا حقوق الإنسان، في مقدمتها ما تشهده الأرض الفلسطينية من انتهاكات واحتجاز لجثامين القتلى من قبل السلطات الإسرائيلية.

وتسعى اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان إلى بلورة رؤية عربية موحدة حول سبل نبذ الكراهية والعداوة والتمييز على أساس الدين والمعتقد، في ضوء ما تشهده بعض البلاد الغربية من حرق وتدنيس متكرر للمصحف الشريف، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتبحث اللجنة أيضا موضوع حماية الفطرة السليمة والقيم الإنسانية النبيلة عبر صد مفاهيم دخيلة على مجتمعنا العربي تمس قدسية مؤسسة الأسرة والزواج بين ذكر وأنثى.

وقالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة هيفاء أبوغزالة، في كلمتها في افتتاح الدورة: "لقد أضحت التحديات في قضايا حقوق الإنسان متعددة ومتنوعة ودقيقة، فمنها ما يمس ديننا، ومنها ما يمس أمننا واستقرارنا، ومنها ما يمس قيمنا المجتمعية، ولا خيار أمامنا سوى العمل الجاد".

وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني القابع تحت السيطرة الإسرائيلية محروم من أرضه وإنسانيته وأبسط حقوقه، والكتب السماوية تحرق وتدنس نهارا جهارا بحجة حرية التعبير، ومؤسسة الأسرة والزواج تجابه مفاهيم دخيلة على مجتمعنا العربي، مهد الديانات وموطن الحضارات، كما أن الأزمات الداخلية ببعض البلاد العربية وما يرافقها من نزوح يفاقم معضلة بيع الإنسان، هذه الجريمة الشنعاء، جريمة الاتجار في البشر، وما يتولد عنها من استغلال للمرأة والفتاة.

وشددت السفيرة هيفاء على أن مجابهة ما نشهده من تحديات يقتضي مضاعفة الجهد ووحدة الصف، وتوحيد الكلمة، وتعزيز التعاون والتشبيك، وإيلاء الأهمية القصوى للتدريب وبناء القدرات.

وأشارت السفيرة هيفاء إلى أن اجتماع اليوم يعقد غداة إيداع سلطنة عمان وثيقة الانضمام إلى الميثاق العربي لحقوق الإنسان، قائلة: "هذا حدث مهم.. نشكر الأشقاء في عمان على هذه الخطوة البناءة.. ونثمن القيادة الحكيمة والرؤية الصائبة للسلطان هيثم بن سعيد".

وقالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، إنه "لا شك بأن انضمام سلطنة عمان يشكل إضافة قوية لمنظومة حقوق الإنسان القائمة، تحت مظلة جامعة الدول العربية".

وتوجهت بالشكر إلى أعضاء لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المنتهية ولايتهم، مشيرة إلى أنه في 2 أكتوبر المقبل يعقد اجتماع للدول الأطراف مخصص لانتخاب أعضاء ثلاث للجنة.

55 عاماً على إنشاء اللجنة

من جانبه، قال رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان السفير طلال خالد المطيري، إن اجتماع اليوم يعقد وقد مرت 55 عاما على إنشاء اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان.

وأضاف المطيري أن هذا يلقي على عاتق أعضاء اللجنة مسؤولية تعزيز المرجعيات والحفاظ على المكتسبات، وتنسيق المواقف والنهوض بالشراكات، وتوحيد الصف والتصدي للتحديات.

وتابع: "نلتقي وقد اقتحم المستوطنون وما زالوا باحة المسجد الأقصى، نلتقي والاعتداءات على القرى الفلسطينية متواصلة، نلتقي ومشاعر الكراهية الدينية تتزايد على نحو مقلق، نلتقي وأطفالنا عرضة لما من شأنه المساس بقدسية مؤسسة الأسرة".

وأضاف: "التهديدات كبيرة، والتحديات جسيمة، ولا خيار أمامنا سوى توحيد الكلمة والتحرك على نحو منظم ومنسق والمبادرة دوليا بطرح مشاريع قرارات تخدم أولوياتنا ومصالحنا، وعقد ما نراه من فعاليات على هامش المحافل الكبرى لعرض جهودنا وطرح مرئياتنا وأولوياتنا".

وقال السفير المطيري: "لا شك أن جدول أعمال دورتنا يترجم مختلف شواغلنا، ففلسطين كانت وما زالت وستظل أولوية الأولويات في ظل ما تشهده من انتهاكات متواصلة على يد القوات الإسرائيلية، وعلى السلطات الإسرائيلية أن تنهي فورا سيطرتها على الأرض الفلسطينية، وأن تفرج فوراً عن جميع السجناء الفلسطينيين وجثامين الشهداء".

وقال إن "هذا صوت العقل وصوت المنطق وصوت القانون الدولي، كما يتوجب على المجتمع الدولي ضمان المسائلة والحد من الإفلات من العقاب والتحدي الصارخ للشرعية الدولية".

وأضاف "لا يمكن السكوت أمام وضع مستمر في التدهور ضحيته الإنسان الفلسطيني، ولا يمكن السكوت أيضا أمام تطاول البعض في الغرب على المصحف الشريف، هذا فعل مشين، هذا عمل مستفز هذا تصرف غير مقبول، هذا تطرف ديني ندينه ونستنكره". 

ورحب بالقرار الصادر يوم 11 يوليو عن مجلس حقوق الإنسان في جنيف، والذي يدين صراحة تدنيس القرآن الكريم، ويرفض على نحو قاطع هذه الأفعال، وثمن الجهد العربي في هذا الشأن.

وأضاف أن "حديثنا عن أرضنا المسلوبة في فلسطين، وعن المصحف الشريف وما يتعرض له من تدنيس، يقودنا لأمر جلل يمس الفطرة والوحدة الطبيعية للأسرة".

وتابع: "نشهد حملة إعلامية لم يسلم منها المجتمع الدولي، حملة تمجد المثلية وتطالب بتقنينها وتنادي بالدفاع عن حقوق المثليين، لم تسلم أرضنا، وعقيدتنا، وأضحت الفطرة محط تهديد أيضا".

جدول أعمال الدورة الحالية

ويتضمن جدول أعمال الدورة الـ52 الحالية للجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان عرض تقرير الأمانة العامة عن الإجراءات المتخذة لتنفيذ التوصيات الصادرة عن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في دورتها العادية 51، وبحث سبل التصدي للانتهاكات الاسرائيلية والممارسات العنصرية في الأراضي العربية وأوضاع الأسرى والسجناء العرب في السجون الإسرائيلية وجثامين القتلى الفلسطينيين والعرب المحتجزين لدى إسرائيل في مقابر الأرقام، والإعلان العربي لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة.

وتناقش اللجنة المبادئ التنفيذية للاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان، وإطلاق الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان.

ويتضمن جدول الأعمال بندا جديدا حول تعزيز التنوع الثقافي وحماية وصون مؤسسة الأسرة والزواج، وآخر حول تأثير التحولات المناخية على التمتع بحقوق الإنسان.

وتناقش اللجنة بندا حول نبذ الكراهية والعداوة والتمييز والعنف على أساس الدين والمعتقد (مقترح الأمانة العامة)، وآخر حول "تعزيز التعاون العربي وتعزيز الخبرات في مجال مكافحة الاتجار بالبشر بناء على اقتراح مقدم من المملكة الأردنية الهاشمية. 

وتبحث اللجنة إقرار شعار اليوم العربي لحقوق الإنسان لعام 2024 (16 مارس القادم)، بالإضافة إلى متابعة الأنشطة المزمع عقدها تخليدا لمرور (75) سنة على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك مرور (20) سنة على اعتماد الميثاق العربي لحقوق الإنسان. 

ومن المقرر أن ترفع التوصيات الصادرة عن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في دورتها العادية (52) للدورة العادية القادمة (160) لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري للنظر في اعتمادها (سبتمبر 2023).


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية