يبحثون عن ملاذ آمن.. سكان غزة يعيشون مرحلة صعبة في مدارس الأونروا

يبحثون عن ملاذ آمن.. سكان غزة يعيشون مرحلة صعبة في مدارس الأونروا

نزح مئات الآلاف من سكان قطاع غزة المحاصر والفقير عن منازلهم مع اشتداد القصف الإسرائيلي على القطاع، وتركز الكثير منهم في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ظنا منهم أنها تشكل ملاذات آمنة.

وقالت "الأونروا"، إن 340 ألف فلسطيني من سكان غزة نزحوا عن منازلهم منذ اندلاع الحرب التي دخلت يومها التاسع، ودمرت خلالها إسرائيل أحياء بأكملها في القطاع، وفق وكالة فرانس برس.

وأضافت أن كثيرا من هؤلاء لجؤوا إلى مدارس الوكالة المنتشرة في غزة، وفي اعتقادهم أن هذه المنشآت التابعة للأمم المتحدة قد توفر لهم نوعا من الحماية النسبية، لكن الوكالة تقول إن هذه المدارس ليست في منأى عن القصف.

ويقيم أكثر من 250 ألفا من هؤلاء في أكثر من 90 مدرسة تابعة للوكالة.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثلثي سكان غزة، البالغ عددهم 2 مليون نسمة، هم من اللاجئين الذين هُجّروا من أراضيهم مع إقامة دولة إسرائيل عام 1984.

ويعاني اللاجئون في غزة أصلا وقبل اندلاع الحروب الإسرائيلية الأخيرة التي شنت على القطاع، من ظروف معيشية صعبة، حيث ينتشر الفقر الشديد والبطالة.

والقطاع واحد من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في العالم.

وبات هؤلاء يعيشون نزوحا جديدا فوق لجوئهم بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.

ويقول عيسى وهو طفل في 9 من عمره إنه لجأ مع عائلته إلى مدرسة تابعة لوكالة الغوث هربا من الحرب.

لكنه لم يتمكن مثلا من النوم طوال الليل من شدة القصف، ووصفه بالمرعب والمخيف وذلك في الشهادة التي أدلى بها لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف".

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، صورا تظهر تحول مدارس تابعة لـ"الأونروا" في جنوب القطاع وقد تحولت إلى ملاجئ مؤقتة.

ويحاول فيها النازحون -وهم في الأصل من اللاجئين- التأقلم مع الحياة الجديدة في القطاع، وتحولت الغرف الصفية إلى غرف معيشة تستوعب النساء والأطفال، بينما افترش الرجال ساحات تلك المدارس.

ملاجئ "الأونروا" لم تعد آمنة

وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة ترك منازلهم والنزوح صوب الجنوب، وهو أمر اعتبرته الأمم المتحدة "جريمة ضد الإنسانية".

وقالت "الأونروا" في بيان: "على الرغم من أمر إجلاء أكثر من مليون شخص من شمال غزة ومدينة غزة إلى جنوب القطاع، فإن الكثيرين وخاصة النساء الحوامل والأطفال والمسنين وذوي الإعاقة، لن يتمكنوا من مغادرة المنطقة.. لا يوجد أمامهم خيار ويتعين حمايتهم في كل الأوقات".

وذكرت الأونروا أن الحروب لها قواعد، وأن المدنيين والمستشفيات والمدارس والعيادات ومنشآت الأمم المتحدة لا يمكن أن تُستهدف.

وأكدت أنها لا تدخر جهدا في دعوة أطراف الصراع إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين، بمن فيهم الساعون للأمان في ملاجئ الأونروا.

وقالت الوكالة الأممية إن ملاجئها في غزة وشمال القطاع لم تعد آمنة، ما يعد أمرا غير مسبوق.

أزمة إنسانية

وبحسب المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، فإن حجم وسرعة الأزمة الإنسانية التي تتكشف، أمر تقشعر له الأبدان، واصفا مدينة غزة بأنها تحولت إلى حفرة من الجحيم، داعيا جميع الأطراف وأصحاب النفوذ إلى وضع حد لهذه المأساة وتوفير سبل الوصول الفوري وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والحماية للمدنيين، ومن بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.

وتلعب «الأونروا» دورا حيويا وبارزا كملجأ للفلسطينيين في غزة خلال الهجمات الإسرائيلية، بحيث توفر ملاذا «شبه آمن» للمدنيين الذين يتأثرون بالأحداث، كما يتمثل دورها الأساسي في تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية، مثل الطعام والمأوى والرعاية الصحية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين.

ويعمل نحو 5300 شخص من موظفي الأونروا على الأرض للاستجابة لحالة الطوارئ في ظل هذه الأحداث المشتعلة، التي أدت إلى تضرر 21 منشأة تابعة لها، فيما تتركز خدمات الوكالة، التي بدأت عملها عام 1950، إثر حرب 1948، على تقديم الدعم للفلسطينيين بشكل خاص.

ووفق المعلومات الواردة على صفحتها الرسمية فإن عدد المستحقين لتلك الخدمات ارتفع بمرور السنين من 750 ألفا إلى نحو 5.9 مليون فلسطيني.

ويعاني العاملون في وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين ظروفا صعبة، إذ وصل عدد القتلى في صفوفهم خلال هذه الأحداث إلى 12 شخصا، كما أصيب 33 نازحا كانوا يحتمون في مدارسها.

وتلوح أزمة المياه في ملاجئها بمختلف أنحاء قطاع غزة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ونقص الكهرباء اللازمة لتشغيل المضخات ومحطات تحلية المياه ومحدودية إمدادات المياه في السوق المحلية.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية