"اليونيسف": الحرب تجبر أطفال أوكرانيا على قضاء 5 آلاف ساعة "تحت الأرض"

"اليونيسف": الحرب تجبر أطفال أوكرانيا على قضاء 5 آلاف ساعة "تحت الأرض"

اضطر الأطفال في مناطق الخطوط الأمامية في أوكرانيا على مدى العامين الماضيين إلى قضاء ما يصل إلى 5000 ساعة -أي ما يعادل سبعة أشهر تقريبًا- في الاحتماء تحت الأرض، فيما أبلغ نسبة كبيرة من الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و34 عامًا، مؤخرًا عن حاجتهم إلى دعم نفسي.

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فقد أُجبر هؤلاء الأطفال على قضاء ما بين 3000 و5000 ساعة -أو ما بين أربعة وسبعة أشهر تقريباً- في الاحتماء في الأقبية ومحطات المترو تحت الأرض، مع انطلاق إنذارات الغارات الجوية فوقهم.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في بيان: "إنهم بحاجة إلى أن ينتهي هذا الكابوس.. لقد عانى الأطفال لمدة عامين من العنف والعزلة والانفصال عن الأسرة وفقدان أحبائهم والنزوح وانقطاع التعليم والرعاية الصحية".

وأضاف المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "حاول أن تتخيل أنك قضيت 200 يوم في العامين الماضيين محتجزًا في قبو أو مخبأ أو ملجأ تحت الأرض.. هذا هو الواقع بالنسبة للعديد من الأطفال على خط المواجهة في أوكرانيا"، مشيراً إلى أن التحدي اليومي المتمثل في "الاحتماء من الصواريخ والطائرات بدون طيار يأتي بتكلفة عالية بالنسبة لهؤلاء الأطفال". 

الحصول على التعليم

ومنذ تصاعد الحرب في فبراير 2022، كان للهجمات المتواصلة -التي أسفرت عن حوالي 3500 إنذار بالغارات الجوية في منطقتي زابوريزهيا وخاركيف ونحو 6200 إنذار في منطقة دونيتسك- تأثير مدمر على الصحة العقلية للأطفال وقدرتهم على التعلم على نحو فعال.

وكانت أشهر الشتاء رهيبة بشكل خاص بالنسبة للأطفال، حيث لجأ الآلاف منهم إلى الأقبية الباردة والرطبة، حيث أدى تصاعد الهجمات إلى حرمان العديد من الأسر من التدفئة والحصول على المياه والكهرباء.

وعلى الصعيد الوطني، لا يحصل 40% من الأطفال الأوكرانيين على التعليم المستمر بسبب الافتقار إلى البنية التحتية، وفي المناطق القريبة من خط المواجهة، لا يحصل نصف الأطفال في سن المدرسة على التعليم.

وتشير أحدث البيانات إلى أن حجم فجوات التعلم التي شوهدت في عام 2022 مقارنة بعام 2018 يعادل خسارة عامين في القراءة وسنة واحدة في الرياضيات.

وأضافت "راسل": "التعليم هو ركيزة الأمل والفرص والاستقرار في حياة الأطفال، لكنه لا يزال معطلاً أو بعيد المنال بالنسبة لملايين الأطفال الأوكرانيين".

وفقا لبيانات مسح "اليونيسف"، فإن نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يعانون من اضطرابات النوم، وواحداً من كل خمسة لديهم أفكار متطفلة وذكريات الماضي، وهي مظاهر نموذجية لمتلازمة الإجهاد اللاحق للصدمة.

الدعم النفسي

وأبلغ ثلاثة أرباع الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و34 عامًا مؤخرًا عن حاجتهم إلى الدعم العاطفي أو النفسي، ومع ذلك، طلب أقل من ثلثهم المساعدة.

ووفقاً لليونيسف، حطمت الحرب في أوكرانيا الطفولة وألحقت أضراراً بالصحة العقلية للأطفال وقدرتهم على التعلم.

وفي ظل هذه الظروف، أبلغ الآباء الأوكرانيون عن مستويات عالية من القلق والخوف المفرط والرهاب والحزن، وانخفاض المشاركة في المدرسة، والحساسية للضوضاء العالية واضطرابات النوم لدى الأطفال.

تقول "راسل": "عندما تكون هناك حاجة ماسة إلى دعم الوالدين، يقول نصف الآباء الذين شملهم الاستطلاع إنهم يكافحون من أجل دعم أطفالهم".

وتضيف: "إن استمرار القصف يترك فرصة ضئيلة للأطفال الأوكرانيين للتعافي من المحنة والصدمة المرتبطة بالهجمات.. إن كل صفارة إنذار وانفجار يمثل مصدرًا إضافيًا للقلق".

منذ تصاعد الحرب قبل عامين، قامت "اليونيسف" بتوسيع عملها في أوكرانيا وهي موجودة حاليًا في كييف، ولفيف، وأوديسا، ودنيبرو، وبولتافا، وميكوليف، وخاركيف لتقديم المساعدة الإنسانية والدعم الأساسي للأطفال والأسر.

يركز عمل "اليونيسف" في أوكرانيا على حصول الأطفال على الرعاية الصحية والتحصين والدعم الغذائي والحماية والتعليم والمياه النظيفة والصرف الصحي والحماية الاجتماعية والدعم النفسي والاجتماعي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية