إسرائيل تستهدف مستشفيات غزة ومجلس الأمن يصوت على مشروع قرار جديد للهدنة

إسرائيل تستهدف مستشفيات غزة ومجلس الأمن يصوت على مشروع قرار جديد للهدنة

يواصل الجيش الإسرائيلي محاصرة 3 مستشفيات في شمال وجنوب قطاع غزة تحت وابل القصف والغارات الجوية التي لا تهدأ لليوم الواحد والسبعين بعد المئة من حربه مع حركة حماس، مخلفة عشرات الضحايا، فيما يستعد مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار جديد يدعو لهدنة خلال شهر رمضان.

ومشروع القرار الذي يطرح للتصويت الاثنين ويدعو لوقف "فوري" لإطلاق النار و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، هو نتيجة مفاوضات مع الولايات المتحدة لتجنب فشل آخر بعد أن أحبطت روسيا والصين مشروع قرار أمريكياً لا يدعو بشكل مباشر لوقف إطلاق النار.

ويدين مشروع القرار الجديد "كل الأعمال الإرهابية" لكنه لا يأتي على ذكر هجمات حماس، ومع ذلك توقع دبلوماسي الأحد أن "لا تصوت واشنطن ضده".

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية محمد أشتيه الاثنين "آمل أن ترتقي جميع الدول إلى مستوى شلال الدم النازف في غزة، وأن يتم التصويت بالإجماع على مشروع القرار، وأن يتم إلزام إسرائيل بتنفيذه" بحسب فرانس برس.

وأضاف أن "تصرف إسرائيل الإجرامي كدولة مارقة فوق القانون، وكدولة مجرمة، يجعل من يقف معها شريكا في الجريمة. مطلوب من الولايات المتحدة والدول الأعضاء الدائمة عدم استخدام الفيتو بحق القرار.. مطلوب وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والمال، مطلوب وقف ازدواجية المعايير".

 مستشفيات محاصرة 

وأكد الجيش شن عشرات الغارات في مناطق متفرقة من القطاع ومواصلة عملياته لليوم الثامن في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ولليوم الثاني في مستشفى الأمل ومحيطه في خان يونس جنوباً، مؤكداً أنه قتل عشرين مقاتلا في اشتباكات وضربات جوية في المنطقة من حيث أجلى مئات السكان الأحد.

ويقول الجيش إنه يستهدف تفكيك بنية حماس والقضاء على مقاتليها. لكن حركة حماس تنفي استخدام المستشفيات مراكز لعملياتها.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "قوات الاحتلال تحاصر كلّا من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر" الذي يبعد عنه 1,5 كلم في خان يونس "وسط قصف عنيف جدا وإطلاق نار كثيف". وأضاف أن "جميع طواقمنا تحت الخطر الشديد حالياً ولا تستطيع الحركة نهائيا".

وطالبت الجمعية "بتوفير ممر إنساني آمن لإجلاء الجرحى والطواقم" من مستشفى الأمل الذي أغلق الجنود بوابته بعد أن "أجبرتهم قوات الاحتلال مساء الأحد على إخلائه".

وقال الإعلام الحكومي التابع لحماس إن القصف المدفعي المكثف استهدف محيط مستشفى الأمل ومجمع ناصر، أكبر مستشفيات جنوب القطاع، كما استهدف الطوابق العليا في الشفاء والمباني المجاورة، في مدينة غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل نحو 500 شخص وصفهم بأنهم "على صلة بحماس والجهاد الإسلامي" وعثر على أسلحة في مجمع الشفاء. وذكر في بيانات سابقة أنه قتل 170 مقاتلا اشتبك معهم داخل المجمع وفي الأحياء المحيطة التي اقتحمها بالدبابات فجر 18 مارس.

وقال شهود عيان الاثنين إن الجيش طلب عبر مكبرات الصوت من الكادر الطبي والمرضى وجميع من يحتمون في مجمع الشفاء إخلاءه فوراً، لكن كثيرين قالوا إنهم "يخافون من إطلاق النار عليهم أو اعتقالهم إذا خرجوا".

وأفاد شهود عيان في المنطقة بـ"احتجاز عشرات المواطنين بينهم أطفال وإجبارهم على خلع ملابسهم وتقييدهم والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بهم، وإرغام عشرات النساء والأطفال على النزوح سيراً على الأقدام إلى المواصي في جنوب القطاع" لمسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً.

وقال الإعلام الحكومي إن الجيش "نسف بالمتفجرات أكثر من 19 منزلا ومبنى سكنيا وتجاريا في حي الرمال"، متحدثاً عن اشتباكات عنيفة في المنطقة تركزت في حي الرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إنه خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية "وصل إلى المستشفيات 107 شهداء، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، في مجازر الاحتلال وحرب الإبادة بحق المدنيين العزل، وما زال عشرات المفقودين وبينهم أطفال تحت الأنقاض".

وتحدثت عن مقتل 26 شخصًا وإصابة العشرات في غارات استهدفت 5 منازل في رفح، وعن مقتل 18 شخصًا لدى استهداف منزل عائلة سلمان في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وقالت السبعينية هدى عمر التي أصيبت إثر قصف منزل مجاور لمنزلها في رفح "لم يمر علينا مثل هذه الحرب... هذه إبادة ومسح يريدون التخلص منا".

وأضافت المرأة المولودة في 1947 إن "قتل المدنيين والأطفال طبيعتهم، هم كذلك، حتى يمسحوا فلسطين وخارطة فلسطين عن وجه الأرض... كل هذا حتى نهاجر، لن نهاجر سنبقى في الخيم. إذا متنا سنموت شهداء وإذا عشنا سنعيش بكرامة في بلادنا".

منع مساعدات الأونروا 

تفرض إسرائيل حصارا مطبقا على القطاع منذ بداية الحرب وتقول وكالات الإغاثة إنها تسمح بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات التي لا تلبي على الإطلاق الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة وصار معظمهم نازحين.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأحد أن إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة حيث يُقدر أن 300 ألف شخص ما زالوا فيه وهم محرومون من مياه الشرب ولا يجدون ما يأكلونه.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني "رغم المأساة التي تتكشف أمام عيوننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال... هذا شائن ويعني تعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة في ظل مجاعة من صنع الإنسان".

وأكدت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما أن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لهذا القرار، موضحة أن الأونروا لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى الشمال منذ 29 يناير.

لكن إسرائيل قالت الاثنين إن الأونروا "تخلت منذ فترة طويلة عن دورها في تسهيل وصول المساعدات إلى شمال غزة... نعمل مع منظمات الإغاثة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لتسهيل تقديم كميات كبيرة من المساعدات إلى الشمال".

ومع مواصلة الغارات التي تخلف دماراً هائلاً في ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه "كابوس لا ينتهي"، يقوم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بزيارة لواشنطن تتمحور حول الحفاظ على تفوّق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط و"سبل تحقيق أهدافنا المشتركة: الانتصار على حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم".

وتقول إسرائيل رغم معارضة دولية بما في ذلك من حليفتها الوثيقة واشنطن إن ذلك لن يتحقق سوى بشن هجوم بري على مدينة رفح، حيث يتكدّس نحو 1,5 مليون فلسطيني وفقا للأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون جراء الحرب.

اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية 1160 قتيلًا معظمهم مدنيون. كما خُطف حينها نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا حتفهم.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الاثنين ارتفاع الحصيلة إلى 32333 قتيلًا و74694 جريحًا معظمهم من الأطفال والنساء في القطاع بعد 5 أشهر ونصف من الحرب.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية