تزوجت في سن الـ14 وبعد حملها طردها زوجها ورفض الاعتراف بابنتهما

رابحة الحيمر تروي لـ«جسور بوست» معاناتها بسبب زواج الفاتحة ورحلتها الشاقة لإثبات نسب ابنتها

رابحة الحيمر تروي لـ«جسور بوست» معاناتها بسبب زواج الفاتحة ورحلتها الشاقة لإثبات نسب ابنتها
المغربية رابحة الحيمر تتسلم الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة 2024

-شعرت بفرحة كبيرة وتقدير بعد فوزي بالجائزة وسأساعد نساء قرويات أخريات

-تم تزويجي لابن خالي بالفاتحة وعمري 14 سنة وبعد حملي طردني ورفض الاعتراف بابنته ولم أكن أملك وثيقة لإثبات الزواج

-طفلة تنجب طفلة والحياة لا ترحم.. كان الأمر صعباً جدّاً لكن بقوتي وإرادتي وبفضل الله حصلت على ثبوت زواجي ونسب ابنتي

-زوجي السابق ووالد ابنتي كان يطعن في شرفي ويشتمني ويقول لي "ابحثي عن والد ابنتك" ويصفها بابنة الحرام

-استغرق الأمر وقتاً طويلاً جدّاً لأن الملف مرّ بالعديد من المحاكم بسبب رفض والد ابنتي للأحكام إلى أن وصلنا لمحكمة النقض والإبرام التي أصدرت الحكم النهائي

-عدم توفري على وثيقة تثبت زواجي ورفض والد ابنتي الاعتراف بها صعَّبا علينا الاستفادة من حقوق أساسية وحرمنا من أخرى قبل حكم المحكمة لصالحي

-عندما كبرتْ ابنتي وجدْتُ عراقيل إدارية كثيرة لا أستطيع استخراج جواز سفر لها أو وثيقة تحتاج إليها في المدرسة أو فتح حساب بنكي لها إلا بحضور والدها

-شاركت في الفيلم الوثائقي "Bastards/ أولاد الحرام" لتقديم العبرة.. وبسببه تعرفت على الكثير من الناس وفتح لي أبواباً

-الأطفال الذين يولدون نتيجة زواج الفاتحة لا يتوفرون على أية وثيقة رغم أنه زواج حلال أمام الله.. وعندما تذهب للحصول على وثائق لهم يُعتبرون أبناء الشارع.. ولا تعترف بهم الدولة

-أتمنى ألا يبقى زواج الفاتحة وزواج البنات في السن الذي تزوجت فيه.. هذا ليس زواجاً بل اغتصاباً

-أتابع ورش إصلاح مدونة الأسرة المغربية وعندي ثقة كبيرة في جلالة الملك نصره الله.. وفي أن المدونة المقبلة ستحمل تغييراً جميلاً

-أقول للنساء المغربيات والعربيات “تمسكي بحلمك وادرسي” وأنصحهن بأن تحضن كل أم أبناءها وتوعيهم ولا تتركهم يسقطون في مشكلاتي نفسها

أجرى الحوار: سامي جولال

وهي طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، تم تزويجها لابن خالها زواجاً تقليديّاً بالفاتحة دون إبرام عقد زواج قانوني، لتودع مبكراً وغصباً عالمها الطفولي، وتغادر قريتها الواقعة نواحي مدينة بن احمد (وسط المغرب) باتجاه مدينة أكَادير (جنوب) حيث بيت الزوجية، الذي سيكون سجناً لها ستتعرض فيه للعديد من الصدمات، والاحتجاز، والعنف.

الصدمة الأولى كانت اكتشافها أن زوجها، الذي لم تقابله وترى وجهه إلا في أكَادير بعد زواجهما، لا يستطيع التحدث بسبب إعاقة، ما جعلها تجد صعوبة في التواصل معه، وبعدما عاشت 14 عاماً من حياتها في براح القرية، لم يكن يُسمح لها بمغادرة بيت الزوجية حتى من أجل شم الهواء، كانت تقوم بالأعمال المنزلية، وتتعرض للعنف الجسدي على يد زوجها، والعنف اللفظي من قِبل والديه.

وعندما حملت طردها زوجها إلى بيت والديها، ورفض لاحقاً الاعتراف بابنته منها، ليبدأ الجزء الأكثر سواداً في القصة، وهو رحلتها الطويلة والشاقة المليئة بالمعاناة والكفاح في آن واحد، لإثبات زواجها من ذلك الرجل ونسب ابنتها إليه وهي لا تتوفر على أية وثيقة تثبت تلك العلاقة الزوجية، لتنجح بعد سنوات طويلة قضتها بين المحاكم في تحقيق ذلك، وهو ما كان سبباً في فوزها في 4 مارس الجاري بالجائزة الدولية للمرأة الشجاعة 2024، التي سلمتها لها السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية جيل بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال حفل نظم في البيت الأبيض، شهد أيضاً تتويج 11 امرأة متميزة أخرى من دول مختلفة بالجائزة نفسها.

هذه قصة المغربية رابحة الحيمر، التي تبلغ من العمر اليوم 37 عاماً، وتقطن رفقة ابنتها ذات الـ20 ربيعاً في مدينة طنجة (شمال) حيث تشتغل في المفوضية الأمريكية، وفي هذا الحوار المطول تفتح قلبها لـ"جسور بوست"، تتحدث عن فوزها بالجائزة، وتحكي بالتفاصيل قصتها، ومعاناتها هي وابنتها، وكفاحها الطويل وكيف نجحت في إثبات زواجها ونسب ابنتها، ورأيها اليوم في زواج الفاتحة، الذي كان سبب شقائها، كما تتحدث عن مشاركتها في الفيلم الوثائقي "Bastards/ أولاد الحرام"، للمخرجة البريطانية ديبورا بيركن، الذي يسلط الضوء على زواج القاصرات في المغرب، وعن ورش إصلاح مدونة الأسرة المغربية المفتوح حاليّاً، وفي الختام توجه رسالة مهمة إلى النساء المغربيات والعربيات.

وإلى نص الحوار:

-بداية، كيف شاركت في هذه الجائزة؟ وماذا يمثل بالنسبة إليك فوزك بها؟

أشكر السفارة الأمريكية، التي رشحتني في واشنطن، وأنا سعيدة لاختياري باعتباري مغربية وسط أولئك النساء من العالم اللاتي كُنَّ مشاركات، وشعرت بفرحة كبيرة وتقدير، وفي المستقبل سأقدم يد المساعدة لنساء قرويات أخريات.

-يعني ترشيحك للجائزة جاء عن طريق السفارة الأمريكية في المغرب؟

نعم.

-احكِ لنا قصتك، التي كانت سبباً في فوزك بالجائزة؟

أنا ابنة البادية، ووالدَايَ بسيطان وفقيران، وكانا ضد تعلم البنت مع أنها يجب أن تتزوج، وتم تزويجي لابن خالي وسني 14 سنة، وزواجي منه كان تقليديّاً، ولم أكن أملك أية وثيقة لإثبات ذلك الزواج، وبعدما حملت منه طردني وأرسلني إلى بيت والدَايَ، وبعدها أنجبت ابنتي بدون أية وثيقة، ثم غادرت قريتي الواقعة نواحي مدينة بن احمد (وسط البلاد) باتجاه مدينة الدار البيضاء، من أجل العمل، ولأحاول البحث عن حقوقي وحقوق ابنتي، ولأوفر لها العيش الكريم، الذي حرمت منه من طرف والدها، الذي رفض الاعتراف بها، هذا هو سبب ترشيحي في واشنطن، لأن لدي قصة مثل النساء الشجاعات، اللاتي كن مشاركات معي، وأنا شجاعة بينهن.

-وكيف تمكنت من إثبات نسب ابنتك؟ وما المسار الذي قطعته، والصعوبات التي واجهتها خلال هذه الرحلة؟

كانت نقطة سوداء في حياتي، تخيل طفلة صغيرة وفي الوقت نفسه أنجبت طفلة، والحياة لا ترحم، ولا أملك أية وثيقة تثبت زواجي ونسب ابنتي، كان الأمر بالنسبة لي صعباً جدّاً، ولكن بقوتي وإرادتي، وبفضل الله، بقيت متمسكة بأحلامي، وحصلت على ثبوت الزوجية، وثبوت النسب لابنتي، وسُجلَت في دفتر الحالة المدنية، وأصبحَت مواطنة تتوفر على جميع حقوقها.

-في أية سنة تمكنت من إثبات نسب ابنتك؟

كانت ابنتي قد بلغت سن السادسة، والتحقت بالمدرسة، وأنا لم أحصل بعد على الحكم، وبعدها بنحو عامين أثبتت لي المحكمة نسب ابنتي، استغرق الأمر وقتاً طويلاً جدّاً، لأن الملف لم يمر في محكمة أو اثنتان فقط، بل في العديد من المحاكم، لأن والد ابنتي لم يكن يعجبه الحكم، إلى أن وصلنا إلى محكمة النقض والإبرام في الرباط، التي أصدرت الحكم النهائي، الذي أُثبت بموجبه نسب ابنتي.

-عاشت ابنتك سنوات بدون نسب الأب، ما المشكلات التي عانت منها في ما يخص التمدرس، والتطبيب، وغيرها من الأمور الأخرى، التي تتطلب هوية ونسباً أبويّاً؟

ابنتي كانت طفلة صغيرة لا تعرف أي شيء، ولا تعرف ماذا ينتظرها في الحياة، ولكن أمها هي التي عاشت المأساة، أنا أم سلمى (الابنة) حرمْتُ من التطعيم عندما كنت حاملاً، وعندما أنجبت ابنتي حرمَتْ من التطعيم في المستشفى القروي، الذي نتبع له، رفض تطعيمها، وبعد مساعدة كبيرة ومحاولات كثيرة مع زوجة الطبيب، أكملت تطعيمات ابنتي، ولم يكن لديها الحق في دخول المدرسة، لأنها لم تكن تتوفر على أية وثيقة، والتحقت بالمدرسة بضمانة من المحامية، التي كانت تترافع عني في القضية، وعندما كبرت أكثر قليلاً لم تكن تتوفر على بطاقة التعريف الوطنية، ولم تكن مسجلة في دفتر الحالة المدنية، حتى ثبت نسبها لوالدها وزواجه بي، وحكمت المحكمة لصالحي، عندها أصبحت ابنتي تتوفر على هذه الأمور، ولكن عندما كبرَتْ وجدْتُ عراقيل كثيرة في الإدارة، ليس لدي الحق في استخراج جواز سفر لها، يقولون لي يجب أن يحضر ولي أمرها (توضيح: لأن الولاية القانونية على الأبناء في المغرب للأب وليست للأم)، والأمر نفسه إذا أردت الحصول على وثيقة تحتاج إليها المدرسة، وإذا أردت فتح حساب بنكي لها، وأبوها كان رافضاً لهذا، ولم يكن يعترف لا بي ولا بابنتي.

-قلت خلال حلولك ضيفة على برنامج تلفزيوني مغربي إن ابنتك تبلغ من العمر 19 عاماً الآن.

في شهر (مارس 2024) أتمت 19 عاماً.

-إذاً تمكنت من الحصول على حكم ثبوت نسب ابنتك لأبيها منذ سنوات طويلة؟

المحكمة تتخذ الكثير من الإجراءات، وقضيتي استغرقت وقتاً، أنا قمت بدور الأم، عندما أنجبت بقيت أربي ابنتي وأرضعها لأكثر من عامين، حتى كبرت وبدأت تَعِي، ثم تركتها عند والداي، وذهبت إلى مدينة الدار البيضاء لأشتغل، وهناك كنت أذهب إلى المحكمة دون أن أتوفر على أية وثيقة، ولم يكونوا يستمعون إلي، كنت أحتاج إلى ما أثبت به هذا الزواج، حتى التحقت بجمعية عائشة الشنا التضامن النسوي في الدار البيضاء (أول وأكبر جمعية في المغرب تساعد الأمهات العازبات)، هم من وكلوا لي محامياً، وساعدوني، وكنت أمدهم بالوثائق التي كانوا يطلبونها مني، ولكن عندما دخل الملف إلى محكمة الدار البيضاء، لم يقبلوه هناك، لأنه يجب أن ينظر فيه في مدينة أكَادير (جنوب) حيث يوجد البيت، الذي كنت متزوجة فيه،  أعطوه الحق، المحامي الذي كان يترافع عنه أعطاه الحق (تقصد زوجها السابق ووالد ابنتها) في أن يعود الملف إلى المدينة الموجود فيها بيت الزوجية، وكانت رابحة تترك ابنتها وعملها، وتذهب إلى أكَادير لتحضر الجلسات، القضية استغرقت وقتاً طويلا، لأن ذلك الشخص (تقصد زوجها السابق ووالد ابنتها) لم يكن يعجبه أي حكم.

-كم سنة استغرق الأمر منذ البداية حتى صدور حكم محكمة النقض؟

لم أعد أتذكر كثيراً بالضبط، لكن مرّ الملف من مسطرة طويلة، كان هناك تأخير وتأجيل، ووصل حتى محكمة النقض والإبرام، تلك هي المحكمة الأخيرة، وحكمت لصالحي.

-يعني سنوات طويلة؟

نعم، سنوات طويلة، ذلك الشخص (تقصد زوجها السابق ووالد ابنتها) لم يكن يعجبه أي شيء.

-هل السبب وراء استغراق القضية سنوات طويلة راجع إلى مماطلة زوجك السابق ووالد ابنتك، الذي كان يرفض الأحكام، أم إلى القوانين المغربية؟

كان التأخير بسبب الأب، كان يطعن في الحكم كثيراً، وأنت تعرف القوانين، في المغرب المحكمة لن تحكم بتسرع لأي أحد.. أنا كنت أطالب باللجوء إلى L'ADN (الخبرة الجينية)، لأحاول تسريع المسطرة، لأحصل على ثبوت زواجي ونسب ابنتي، لكن هم (القضاء) كانوا يرون أن الزواج موجود، لأن هناك صوراً، وقراءة فاتحة، وعائلات، وأكثر من 12 شاهداً أرادوا الذهاب إلى المحكمة، للاشتكاء والشهادة بأنهم أكلوا من وليمة عرسي، ورأوا رابحة تتزوج من هذا الشخص، لكن الوثائق لم تكن مضبوطة.

-وفي النهاية، ما الأدلة التي اعتمدتم عليها، لإثبات زواجك ونسب ابنتك، في ظل عدم وجود أية وثيقة رسمية تثبت ذلك؟

كانت هناك ورقة تثبت تطعيم ابنتي، كانت لدي ورقة واحدة، لم أكن أتوفر على دفتر التطعيم، لأنه لم يكن لدي الحق في تطعيم ابنتي في المستشفى، وكان هناك 12 شاهداً أكلوا من وليمة عرسي، وكانت هناك الصور، وعقد ازديادي، الذي كان قد تسلمه أبي من عند العدول (العدول يقومون بتوثيق العقود، وكتابة جميع أنواع التصرفات العقارية، والمدنية، والتجارية، والأحوال الشخصية، والميراث)، ليتم تزويجي بعقد زواج، ووقتها أخبر العدول والدي بأنني لا أزال صغيرة في السن، ولا يمكن تزويجي بشكل قانوني، وأنه يمكن الانتظار حتى بلوغي السن القانونية وعندها أتزوج، ولكن أنت تعرف أن التقاليد تتغلب على الأمور الإدارية، فقاموا (عائلتها) بما يعرفونه، بالنسبة إليهم الزواج بالفاتحة سهل.

-ولم تلجؤوا إلى الخبرة الجينية؟ 

كنت أطالب بها، لكن المحكمة الموقرة لم تلفت إليها النظر، لم يثبتوا لي ما كنت أشتكي به، رغم أنه (زوجها السابق ووالد ابنتها) كان يطعن في شرفي، يمكنك مشاهدة الفيلم، ومعرفة الكثير من الأمور (تقصد الفيلم الوثائقي "Bastards/ أولاد الحرام"، الذي يسلط الضوء على زواج القاصرات في المغرب، وعرض قصتها وقصص نساء أخريات، وأخرجته المخرجة البريطانية، ديبورا بيركن)، وكان يشتمني، ويقول لي “ابحثي عن والد ابنتك”، ويصفها بابنة الحرام أمام العالم، الذي يرى الآن ذلك (الفيلم).

-كيف أسهم الفيلم الوثائقي "Bastards/ أولاد الحرام"، الذي يسلط الضوء على زواج القاصرات في المغرب، وعرض قصتك وقصص نساء أخريات، وأخرجته المخرجة البريطانية، ديبورا بيركن، في التعريف بقضيتك؟

أنا لم أشارك في الفيلم من أجل هذه الأشياء التي وصلت إليها، شاركت فيه لتقديم العبرة، أردت أن يرى والدَايَ وسكان القرى ماذا حدث لرابحة، إذا حكيْتَ للناس ما جرى في المحكمة فلن يستمع إليك الجميع، ولكن عندما رأى الناس الفيلم أخذوا العبرة، الجميع أصبح يقول لا يجب أن نزوج أبناءنا قاصرين، حتى لا يحدث لهم ما حدث لرابحة، وشاهد سكان قريتي وقرى أخرى الفيلم، وبسببه تعرفت على الكثير من الناس، وفتح لي أبواباً، بسببه اشتغلت في المفوضية الأمريكية في مدينة طنجة (شمال)، وابنتي درست اللغة الإنجليزية، والكثير من الأشياء، والفيلم يشارك فيه الكثير من الناس، وليس أنا لوحدي، لكن قصتي كانت مختلفة عن قصص النساء الأخريات.

-بعد كل هذه المعاناة، التي تعرضت لها، بسبب ما يسمى بـ"زواج الفاتحة"، كيف تنظرين اليوم إلى هذا النوع من الزواج، الذي لا يزال مستمراً في المغرب حتى الوقت الحالي؟

بصراحة، أنا في جميع الحوارات أقول يا رب أتمنى أن يصل صوتي، وألا يبقى الزواج التقليدي بالفاتحة، وزواج البنات في السن، الذي تزوجت فيها وأنا أبلغ من العمر 14 عاماً، هذا ليس زواجاً بل اغتصابا، وفي الوقت نفسه تسبب في الكثير من المعاناة لي ولطفلات أخريات، أتمنى ألا يبقى في بلدي، وألا تعيش أية بنت مغربية الظروف نفسها التي عشتها.

-ما رأيك في ورش إصلاح مدونة الأسرة المغربية المفتوح حاليّاً؟ وما المضامين التي ترين أنه يجب تعديلها أو إضافتها؟

الحمد لله، أنا أتابع كل شيء، وعندي ثقة كبيرة في جلالة الملك نصره الله، فبعدما أنجبت طفلتي، وكان ملفي في المحكمة، استفدتُ ونساءً أخريات وحصل أبناؤنا على حقوقهم، وكان ذلك بفضله بعد صدور مدونة الأسرة في عام 2004 (هي التي يجري تعديلها حاليّاً)، وعندي ثقة كبيرة في أن المدونة المقبلة ستحمل تغييراً جميلاً، هذا ما أتمناه، وأتمنى أن يأخذوا بعين الاعتبار أن هناك أطفالاً يولدون ليس لديهم ذنب في هذه الحياة.

-تقصدين الأطفال، الذين يولدون نتيجة زواج الفاتحة؟

نعم، هم لا يتوفرون على أية وثيقة، رغم أنهم ولدوا نتيجة زواج تقليدي حلال أمام الله، حضره إمام المسجد، ووالدِي، والعائلة، ويوجد 12 شاهداً أكلوا من وليمة عرسي ذهبوا إلى المحكمة للشهادة، لكن عندما تذهب للحصول على وثائق، يعتبر ذلك الابن ابن الشارع، ولا يملك أية وثيقة، ولا تعترف به الدولة، رغم أنه نتيجة زواج الفاتحة.

-في الختام، ما الرسالة التي تودين توجيهها إلى النساء المغربيات بشكل خاص، والنساء العربيات ونساء العالم بشكل عام؟

أوجه لهن رسالة أقول لهن فيها تمسكي بحلمك، أولاً تدرُس، تدرُس كثيراً، أؤكد على الدراسة، وأن تحاول كل أُمٍّ أن تحضن أبناءها، وتوعيهم، ولا تتركهم يسقطون في نفس المشكلات التي سقطت فيها رابحة، رغم أنني قوية، وبقيت ثابتة في جميع العقبات والظروف، التي كنت أتعرض لها، بعيدة عن أهلي، وغير متعلمة، وابنة البادية، وسيطرت على كل شيء، وأخذت حقي وحق ابنتي، وحاولت أن أُكَوِّن نفسي وأنتقل من الأسوأ إلى الأحسن، هذه هي الرسالة، التي أهديها إلى المرأة المغربية وإلى جميع النساء العربيات.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية