المفوضية الأوروبية توافق على تمويل خطة لدعم إنتاج الهيدروجين المتجدد بألمانيا
المفوضية الأوروبية توافق على تمويل خطة لدعم إنتاج الهيدروجين المتجدد بألمانيا
بموجب قوانين مساعدة الدول الأعضاء على تجاوز الأزمات المؤقتة، وافقت المفوضية الأوروبية، على خطة قدمتها ألمانيا بقيمة 350 مليون يورو لدعم إنتاج الهيدروجين المتجدد من خلال مزادات بنك الهيدروجين الأوروبي، وبما يتماشى مع أهداف خطة "ري باور إي يو" والخطة الصناعية الأوروبية الخضراء، وذلك ضمن التوجهات العالمية لمواجهة أزمة المناخ.
وذكرت المفوضية -في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، اليوم السبت- أن هذا الإجراء سيساهم في زيادة خفض واردات الوقود الأحفوري الروسي وتسريع عملية التحول الأخضر، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وجاء في البيان أن ألمانيا أخطرت المفوضية باعتزامها تقديم خطة بقيمة 350 مليون يورو لدعم إنتاج الهيدروجين المتجدد من خلال أداة "المزادات كخدمة" داخل بنك الهيدروجين الأوروبي، وسيدعم المخطط المعتمد بناء ما يصل إلى 90 ميجاوات من قدرة التحليل الكهربائي.
ومن المتوقع أن يحفز إنتاج ما يصل إلى 75000 طن من الهيدروجين المتجدد؛ مما سيساعد ألمانيا على تحقيق طموحها بالحصول على ما لا يقل عن 10 جيجاوات من قدرة التحليل الكهربائي المحلية بحلول عام 2030، والمساهمة في تحقيق هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في الحد الأدنى من إنتاج الطاقة المتجددة بنسبة 42.5% بحلول عام 2030 بهدف الوصول إلى 45%.
ووفق البيان سيجري منح المساعدة من خلال عملية مناقصة تنافسية تشرف عليها الوكالة الأوروبية للمناخ والبنية التحتية والبيئة (CINEA)، وسيكون الدعم المقدم بموجب هذا المخطط الألماني مفتوحًا للشركات التي تخطط لبناء محللات كهربائية جديدة في ألمانيا.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".