"الأمم المتحدة" تدعو إلى سد الفجوات المالية للسكان الأصليين

"الأمم المتحدة" تدعو إلى سد الفجوات المالية للسكان الأصليين
زعيمة أمة أونونداغا، تادوداهو سيد هيل

بعد حفل الترحيب التقليدي لزعيمة أمة أونونداغا، تادوداهو سيد هيل، بدأ أكبر تجمع سنوي للشعوب الأصلية في العالم أعمال دورته الثالثة والعشرين، أمس الاثنين، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

ووفقا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، يجمع منتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بقضايا السكان الأصليين (UNPFII) أكثر من 2000 مشارك هذا العام، بمن في ذلك كبار مسؤولي الأمم المتحدة وشباب السكان الأصليين.

وسيسعون معًا إلى زيادة فرص حصول السكان الأصليين على التمويل، من أجل تمكينهم من ضمان حقوقهم في تقرير المصير، والتأكيد على حقوقهم، ومواصلة تنميتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتمويل هياكل حكمهم، على النحو المنصوص عليه في إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية.

وشدد عضو المنتدى الدائم للأمم المتحدة المعني بقضايا السكان الأصليين، عمرو إبراهيم على أن "إزالة العوائق أمام التدفقات المالية أمر بالغ الأهمية لضمان الوصول المباشر للشعوب الأصلية إلى تنفيذ إجراءاتنا وبرامجنا، والحصول على الوسائل اللازمة لتمويل استقلالنا والحفاظ على حقنا في تقرير المصير".

ومع ذلك، قال "إبراهيم"، وهو عضو في مجتمع مبورورو فولاني في تشاد، إن التمويل المقدم للشعوب الأصلية، وخاصة مساعدات المناخ والتنمية الدولية، لا يفي بكثير باحتياجاتهم.

دور السكان الأصليين 

وأعلن نائب رئيس دولة بوليفيا المتعددة القوميات، ديفيد تشوكيهوانكا، في افتتاح الجلسة: "يجب أن ننتقل من نهج يركز على الإنسان إلى نهج يركز على الحياة حتى يتمكن شبابنا من نقل أمنا الأرض إلى الأجيال القادمة بصحة أفضل".

وقال زعيم الأيمارا: "للقيام بذلك، من الضروري إعادة توجيه الموارد المالية مباشرة إلى أيدي السكان الأصليين، الذين هم حراس التنوع البيولوجي لكوكبنا".

على الرغم من أن الشعوب الأصلية هي المؤتمن على 80% من التنوع البيولوجي المتبقي في العالم، فإن تمويل حقوقهم في الأراضي وإدارة الغابات بين عامي 2011 و2020 يمثل أقل من 1% من المساعدات الدولية للمناخ، وربما لا تتجاوز الإيرادات الفعلية 0.13%، حيث يتم توجيه الأموال في كثير من الأحيان عبر وسطاء.

نساء وفتيات السكان الأصليين

وشدد المنتدى أيضا على إيلاء اهتمام خاص لتعزيز المبادرات التي تقودها نساء الشعوب الأصلية لتعزيز حقوقهن الاقتصادية، وزيادة تمكين نساء وفتيات الشعوب الأصلية، وتبديد الصور النمطية الضارة التي تعزز التمييز، ولا يزال نقص الاستثمار في نساء وفتيات الشعوب الأصلية حادا بشكل خاص.

وقال وزيرة الشعوب الأصلية البرازيلية، سونيا غواخاخارا: "إن مساهمات نساء الشعوب الأصلية لا تقدر بثمن بالنسبة لمجتمعاتنا" وشددت على أن "الأمر يتطلب منا أن نتحرك الآن لضمان حصولهم على التمويل والدعم على قدم المساواة، ومنحهم الوسائل اللازمة للقيادة والنجاح".

وتجلت الكلمات في تكريم رئيسة الهيئة لأمها وجدتها اللتين "علماها الكثير"، قائلة "لقد علماني الارتباط بالطبيعة ومعارفنا التقليدية، والتي سأنقلها ذات يوم إلى أطفالي والفتيات الصغيرات في مجتمعي.. كما علماني كيفية حماية حقوقنا والدفاع عن هويتنا وثقافتنا، وأنه على الرغم من التمييز، يجب علينا أن نأخذ زمام المبادرة"، مؤكدة أنها ستناضل في هذا الاتجاه “كل يوم، كل دقيقة، وكل ثانية”.

إنشاء آليات التمويل المباشر

وهناك أيضًا تحديات في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بأموال المانحين المخصصة للشعوب الأصلية، لا سيما عندما يتم دمجها مع مجموعات أخرى، ويسلط نقص البيانات المتاحة الضوء على عدم كفاية التمويل المباشر.

ولحل هذه المشكلة، تدعو الهيئة إلى إنشاء آليات تمويل مباشر للشعوب الأصلية وإزالة العوائق البيروقراطية، حتى تتمتع بالاستقلال المالي اللازم لتنفيذ مبادراتها.

وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، لي جونهوا: "نحن بحاجة إلى مزيد من التمويل المباشر والذي يمكن التنبؤ به وطويل الأجل للشعوب الأصلية، بما في ذلك من خلال آليات التمويل العامة والخاصة والتي يقودها السكان الأصليون والتي تعمل على إشراك نساء وشباب السكان الأصليين بشكل فعال".

وينبغي للدول الأعضاء والمؤسسات المالية العالمية والجهات المانحة والجهات الممولة الأخرى أن تعمل بشكل تعاوني مع الشعوب الأصلية لوضع استراتيجيات وترتيب أولوياتها لتعزيز التمويل التحفيزي والميسر والمختلط، مع تحديد معايير التقييم والنقاط المرجعية لدعم مبادرات الشعوب الأصلية.

كما يشجع المنتدى المؤسسات المالية العالمية على الاعتراف بالمعالم السياسية والقانونية، وخاصة تلك المتعلقة بملكية الأراضي والأقاليم، والتمثيل الاجتماعي، والتنمية الاقتصادية.

الذكرى السنوية لمؤتمر الشعوب الأصلية

وعلى هامش المنتدى، يعقد رئيس الجمعية العامة اجتماعا رفيع المستوى يوم الأربعاء 17 أبريل بقاعة الجمعية العامة، بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتماد الوثيقة الختامية للجلسة العامة رفيعة المستوى، اجتماع على مستوى الجمعية العامة، المعروف باسم المؤتمر العالمي للشعوب الأصلية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية