الإضراب مستمر.. أطباء كوريا الجنوبية يتمسكون برفض زيادة مقاعد كليات الطب
الإضراب مستمر.. أطباء كوريا الجنوبية يتمسكون برفض زيادة مقاعد كليات الطب
حث رؤساء كليات الطب في كوريا الجنوبية الحكومة، الأحد، على عدم زيادة عدد الطلاب المقبولين بكليات الطب للعام المقبل، من أجل إنهاء الإضراب المستمر للأطباء منذ 20 فبراير.
جاء اقتراح الرابطة الكورية لكليات الطب وكلية الطب العليا (KAMC) في الوقت الذي فشلت فيه الحكومة والأطباء في التوصل إلى انفراجة لإنهاء الإضراب المطول لأكثر من 10 آلاف طبيب بسبب توجه الحكومة لزيادة عدد مقاعد كلية الطب، البالغة حالياً 3058 مقعداً، بمقدار 2000 مقعد جديد بدءاً من العام المقبل.
واقترحت الحكومة إجراء حوار من خلال تشكيل لجنة رئاسية خاصة للإصلاح الطبي، مع السماح للجامعات بتحديد حصصها بنسبة تتراوح بين 50% و100% مما تحدده الحكومة للعام المقبل، لكن الأطباء رفضوا المقترحات، وطالبوا بإجراء محادثات مباشرة مع الحكومة.
وكانت المنظمة الرئيسية للأطباء في كوريا الجنوبية رفضت، السبت، اقتراحاً جديداً للحكومة بشأن إصلاح يهدف إلى تحسين الرعاية الطبية، وأدّت نسخة أولى منه إلى احتجاجات شديدة منذ 20 فبراير وفق وكالة يونهاب للأنباء.
ومنذ ذلك التاريخ، توقّف آلاف الأطباء المتدرّبين عن العمل، للاحتجاج على إصلاح حكومي يهدف إلى زيادة عدد الطلاب المقبولين في كليات الطب؛ لمواجهة نقص العاملين في المجال الصحي وشيخوخة السكان.
ونظرًا لوتيرة الشيخوخة السكانية السريعة في كوريا الجنوبية وقضايا أخرى، فمن المتوقع أن تعاني البلاد من نقص في عدد الأطباء بمقدار 15 ألف طبيب بحلول عام 2035، وفقًا لوزارة الصحة.
لكن الأطباء قالوا إن الزيادة المقررة في الحصص من شأنها أن تضر بجودة التعليم والخدمات الطبية وتخلق فائضاً في عدد الأطباء، ويجب على الحكومة أن تبتكر طرقاً لحمايتهم بشكل أفضل من دعاوى سوء الممارسة الطبية وتوسيع نطاق التعويضات.
تنازل حكومي
وقدّمت الحكومة، الجمعة، تنازلاً للمضربين من خلال اقتراح زيادة قدرها 1000 طالب فقط في مجال الطب لعام 2025، بعدما نص إصلاح أولي على زيادة قدرها 2000 طالب.
وقال المتحدث باسم الجمعية الطبية الكورية، كيم سونج جيون، لصحفيين: "نظراً لأن هذا ليس حلاً جذرياً؛ فإن لجنة الطوارئ التابعة للجمعية الطبية الكورية تعلن بوضوح أنها لا تستطيع قبوله".
ويرى الأطباء والمتدربون أنّ هذه التغييرات ستؤدي إلى انخفاض مستوى الأطباء في المستقبل، وستؤثر على جودة الخدمات الطبية.
وأعلن كيم سونج جيون أنه ما زال هناك "أسبوع واحد" لإيجاد حل.
تلويح بالاستقالة
وتحذر الجمعية الطبية الكورية من أنه إذا لم تتخل الحكومة عن إصلاحها، فسيبدأ كبار أطباء المستشفيات العامة بتقديم استقالاتهم في 25 أبريل، ما قد يؤدي إلى "انهيار" النظام الصحي، فضلاً عن أنّ الطلاب في مجال الطب قد يضطرون إلى إعادة عامهم الدراسي.
وأضاف كيم سونج جيون: "من أجل مستقبل بلادنا، ولحماية صحة المرضى الذين يعانون حالياً، نطلب من الرئيس إعادة المناقشات إلى المربع الأول".
وتسبب الإضراب، الذي بدأ في 20 فبراير، في اضطرابات خطيرة في النظام الطبي في البلاد، حيث اضطرت مستشفيات إلى إلغاء علاجات وعمليات جراحية كبرى.