الغارديان: الاحتجاج على دعوة محاكمة نتنياهو يكشف ازدواجية معايير الغرب

قال الكاتب البريطاني سيمون تسيدال في تحليل له إن الولايات المتحدة وبريطانيا ترفضان محاولات محاسبة قادة إسرائيل بينما تدينان حماس والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مؤكدا أنه لا ينبغي أن يكون أحدا فوق القانون وفق صحيفة الغارديان.

وقال الكاتب في تحليل له تحت عنوان "الدعوة إلى محاكمة بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب تكشف ازدواجية تفكير الغرب الأخلاقي" إن الاحتجاجات الغاضبة التي قام بها القادة الإسرائيليون والأمريكيون بشأن القرار الذي اتخذه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي بطلب اعتقال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة، سلطت ضوءاً جديداً على واقع قديم: بالنسبة لأولئك الموجودين في القمة الذين يتمتعون بسلطة سياسية حاسمة، جميع الناس متساوون، ولكن بعضهم أكثر مساواة من الآخرين.

وفي قلب الاعتراضات على خطوة كريم خان الجريئة هناك الإشارة غير المعلنة إلى أن العنف ضد الفلسطينيين، وهم شعب محروم ومهمش ولا صوت له إلى حد كبير، هو أقل خطأ، أو إلى حد ما أكثر قبولا، من العنف ضد الإسرائيليين، المواطنين المتميزين والمحميين في دولة راسخة القومية، حيث إن الاعتراض هو بمثابة اتهام، بحماقة ولكن لا مفر منه، بمعاداة السامية.

واعتبر الكاتب أن الغضب الذي يبديه الساسة في الولايات المتحدة وإسرائيل، وبعضهم في أوروبا، أمر كاشف، ومثير للفزع، مشيرا إلى أن هجوم 7 أكتوبر كان مروعا وإجراميا ولا يغتفر، ولا بد من المعاقبة عليه، لكنه لا يبرر رد إسرائيل غير المتناسب وغير القانوني والقاتل بشكل عشوائي في غزة.

وأكد الكاتب أن حياة الفلسطينيين مهمة بقدر حياة أي شخص آخر، ولا يدري كيف يتسامح الساسة الغربيون بهذه السهولة أو يتجاهلون أو يدافعون عن مقتل نحو 35 ألف شخص، منهم 12 ألفاً على الأقل من النساء والأطفال (استناداً إلى أرقام الأمم المتحدة المنقحة)، من خلال قصف المنازل والمستشفيات وإغلاق وسائل الإعلام واستهداف الصحفيين والإعلاميين.

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون حسب تعداد يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم 252 شخصا لا يزال 121 منهم محتجزين في قطاع غزة بينهم 37 لقوا مصرعهم، وفق آخر تحديث للجيش الإسرائيلي.

وتردّ إسرائيل التي تعهدت بـ"القضاء" على حماس، بقصف مدمر أتبِع بعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بمقتل 35984 شخصا معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.