الإعصار بيريل يودي بأربعة أشخاص على الأقل في جزر الأنتيل

الإعصار بيريل يودي بأربعة أشخاص على الأقل في جزر الأنتيل

تسبّب الإعصار بيريل الذي اجتاح جنوب شرق جزر الأنتيل، الثلاثاء، بأضرار جسيمة وبمصرع 4 أشخاص، بينما من المتوقع أن يفقد بعض شدّته قبالة سواحل جامايكا الأربعاء، وفقاً للمركزي الوطني الأمريكي للأعاصير (NHC).

وأفاد المركز الوطني الأمريكي للأعاصير بأن الإعصار بيريل من الفئة الخامسة، ترافقه رياح تبلغ سرعتها القصوى 270 كيلومترا في الساعة، وفق وكالة فرانس برس.

وأعلن المركز أن الإعصار بيريل سيتحرك بسرعة عبر جنوب شرق ووسط البحر الكاريبي، ومن المتوقع أن يمر بالقرب من جامايكا الأربعاء وجزر كايمان، الخميس.

وتوقع المركز أن تتراجع قوة بيريل في وقت لاحق، لكنه حذر من أنه "ما زال يُتوقع أن يلامس شدة الإعصار الكبير".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، تعرضت جزيرة كارياكو في غرينادا لضربة مباشرة من "الجدار البالغ الخطورة لعين الإعصار"، مع رياح مستدامة تزيد سرعتها على 240 كيلومتراً في الساعة.

وقال رئيس وزراء غرينادا ديكون ميتشل للصحافة، إنّ شخصين قتلا هناك وآخر في جزيرة غرينادا المجاورة والتي تعدّ الجزيرة الرئيسية في الأرخبيل الصغير.

وأضاف "ليس لدينا أي اتصال تقريباً مع كارياكو خلال الـ12 ساعة الماضية، باستثناء فترة وجيزة هذا الصباح عبر هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية".

من جهته، قال سيمون ستيل مسؤول الأمم المتحدة المعني بالمناخ والذي تعرّضت ممتلكات عائلته في جزيرة كارياكو لأضرار، "من الواضح أن أزمة المناخ تدفع الكوارث إلى مستويات قياسية جديدة من الدمار". 

ووفق مكتبه، فقد دُمّر منزل جدّته الراحلة، كما تعرّض منزل والديه لأضرار جسيمة.

وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس، أنّ "أزمة المناخ تسير من سيئ إلى أسوأ، وبسرعة أكبر ممّا كان متوقعاً، الأمر الذي يتطلب استجابة "لعمل مناخي أكثر طموحاً من جانب الحكومات والشركات".

كذلك، خلّف بيريل خراباً وأسفر عن مقتل شخص على الأقل في الجزر القريبة، بما في ذلك سانت فنسنت وجزر غرينادين، وفقاً لرئيس الوزراء رالف غونسالفس.

وقال غونسالفيس في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك "للأسف، قُتل شخص. قد يكون هناك المزيد من القتلى، لسنا متأكدين بعد".

وأكد أن "90 بالمئة من المنازل تعرّضت لأضرار بالغة أو دُمّرت" في إحدى الجزر، حيث تحطم أيضا سقف المطار.

"سابقة مقلقة"

وفي باربادوس، غمرت المياه المنازل والشركات وتضرّرت قوارب الصيد في بريدجتاون، وقال وزير الداخلية والإعلام ويلفريد أبرامز في تسجيل نشر على الإنترنت إن بربادوس "تجنّبت الأسوأ" على ما يبدو لكنّها مع ذلك "تشهد رياحاً وعواصف".

وفي جزيرة المارتينيك الفرنسية التي وُضعت في حالة تأهب للعواصف الاستوائية، تماماً مثل جنوب هايتي وجمهورية الدومينيكان، اشتدت الرياح منذ بعد ظهر الأحد، مع هطول أمطار غزيرة مؤقتة، لكنها ليست استثنائية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في المكان.

وحُرم حوالي 10 آلاف شخص من الكهرباء في مناطق مختلفة في المارتينيك، وفقاً لشركة كهرباء فرنسا.

تعطي الشوارع التي غمرتها المياه وقارب تقطّعت به السبل على شاطئ في مدينة فور دو فرانس، صباح الثلاثاء، مؤشرات تدل على عنف الإعصار الذي اجتاح عاصمة المارتينيك ليلاً.

وفي غوادلوب المجاورة، تحطّمت بعض المراكب الشراعية بالكامل على الساحل وتضرّر عدد من المركبات في موقف للسيارات.

ويرى خبراء أن تشكّل عاصفة بهذه القوة في مثل هذا الوقت المبكر من موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي الممتد من مطلع يونيو حتى نهاية نوفمبر، ظاهرة نادرة جدًا.

وبيريل أول إعصار يبلغ الفئة 4 في يونيو منذ بدء تسجيلات المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، وأبكر إعصار يبلغ الفئة 5 في يوليو على الإطلاق.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن بيريل "يشكل سابقة مقلقة في حين يُتوقع أن يكون موسم الأعاصير نشطا جدا".

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد في تقرير عن الوضع "يشكل الإعصار بيريل تهديدا كبيرا للمجتمعات في منطقة البحر الكاريبي بعدما اشتد بمعدل متفجّر".

وتُعتبر الأعاصير من الفئة الثالثة أو أعلى على مقياس سفير-سمبسون بالغة الخطورة.

موسم استثنائي

وفي نهاية مايو، توقعت الوكالة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي موسمًا استثنائيًا وحدوث من 4 إلى 7 أعاصير من الفئة الثالثة أو أعلى.

واستشهدت الوكالة بدرجات حرارة المحيط الأطلسي الدافئة والظروف المرتبطة بظاهرة النينا في المحيط الهادئ لزيادة العواصف المتوقعة.

وفي السنوات الأخيرة، ازدادت وتيرة الظواهر الجوية القصوى نتيجة التغيّر المناخي.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية