نصف السكان في مرحلة حرجة.. "الفاو": الوضع الغذائي بالسودان يدعو للقلق
نصف السكان في مرحلة حرجة.. "الفاو": الوضع الغذائي بالسودان يدعو للقلق
أكد مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، عبدالحكيم الواعر، أن الوضع الأمني الغذائي في السودان يواجه تحديات خطيرة تستدعي الانتباه والجهود العاجلة.
جاء ذلك خلال تصريح له لقناة "الحرة" الأمريكية، اليوم الأربعاء، حيث سلط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد بسبب الصراع المستمر والتحديات البيئية.
وأوضح الواعر أن نصف سكان السودان يعيشون في مرحلة حرجة من نقص الغذاء، بسبب استمرار الصراع المسلح الذي أثر بشكل كبير على القدرة على الوصول إلى المحتاجين.
وأضاف: يفاقم من هذه الأزمة هطول الأمطار الغزيرة وزيادة الفيضانات، التي حالت دون وصول القوافل الإنسانية إلى المناطق المتضررة في ولايتي دارفور وكردفان في غرب السودان، لافتا إلى أن هذا الوضع خلق صعوبات كبيرة في تقديم المساعدات الغذائية والإنسانية الأساسية للمجتمعات المحلية.
جهود "الفاو" في مواجهة الأزمة
في إطار جهودها للتخفيف من حدة الأزمة، أوضحت منظمة الفاو أنها قد بدأت العام الماضي بمبادرة لتوزيع 10 آلاف طن من البذور مع بداية موسم الأمطار، وذلك كخطوة لإنقاذ السودان من المجاعة المحتملة.
وأشار الواعر إلى أن المنظمة استهدفت هذا العام مليوناً و200 ألف مزارع، إلا أن الوصول إلى العديد منهم، خصوصاً في المناطق الغربية، قد واجه صعوبات كبيرة بسبب الأوضاع الأمنية والبيئية.
وأضاف أن المنظمة تعمل بشكل عاجل على توفير البذور اللازمة للموسم الشتوي القادم، الذي يبدأ في نهاية هذا الشهر وبداية الشهر المقبل، حيث يشمل ذلك بذور الخضراوات والفواكه والقمح، في محاولة لتعزيز الإنتاج المحلي وتخفيف حدة النقص الغذائي.
الحاجة للدعم الدولي
وأشار الواعر إلى أن الجهود الحالية ليست كافية لمواجهة حجم الأزمة، حيث إن هناك طلبا كبيرا على الدعم الدولي والأممي لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
في هذا السياق، وضعت منظمة الفاو خطة استجابة طارئة لعام 2024، تتطلب 104 ملايين دولار لتوفير المستلزمات الضرورية لتفادي المجاعة، ومع ذلك، لم تتمكن المنظمة حتى الآن من تأمين نصف هذا المبلغ من خلال المساعدات الدولية المتاحة.
وتؤكد تصريحات الواعر الحاجة الملحة إلى استجابة دولية منسقة لمواجهة أزمة الأمن الغذائي في السودان.
وتوضح هذه الأزمة مدى الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين نتيجة النزاعات المسلحة والتحديات البيئية، وتبرز أهمية تقديم دعم إنساني مستدام وفعّال للحد من تفاقم الأزمة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمجتمعات المتضررة.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.