في يومها الدولي.. الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة تحديات جديدة تواجه "الديمقراطية"

في يومها الدولي.. الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة تحديات جديدة تواجه "الديمقراطية"

 

يحتفل العالم باليوم الدولي للديمقراطية في 15 سبتمبر من كل عام، وهو يمثل فرصة لاستعراض حالة الديمقراطية في العالم، بهدف تعزيز مبادئ الديمقراطية والتمسك بها.

قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للديمقراطية، في عام 2007، ودعت جميع الدول الأعضاء والمنظمات للاحتفال بهذا اليوم بطريقة مناسبة تساهم في رفع الوعي العام.

وتعد الديمقراطية "عملية" بقدر ما هي هدف، ولا يمكن لمثال الديمقراطية أن يتحول إلى حقيقة واقعة يحظى بها الجميع في كل مكان إلا بالمشاركة الكاملة والدعم من قبل المجتمع الدولي والهيئات الحاكمة الوطنية والمجتمع المدني والأفراد، يمكن تحويل المثل الأعلى للديمقراطية إلى حقيقة ليتمتع بها الجميع في كل مكان.

وهذه القيم واردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما أنها مذكورة بالتفصيل في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يكرس مجموعة من حقوق الإنسان والحريات المدنية من شأنها أن تساند الديمقراطيات الهادفة.

تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "لكل شخص حق التمتُّع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود".

ويكرس العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية مجموعة من حقوق الإنسان والحريات المدنية من شأنها أن تساند الديمقراطيات الهادفة.

وشددت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن الديمقراطية هي قيمة عالمية تستند إلى إرادة الناس التي يتم التعبير عنها بحرية لتحديد أنظمتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومشاركتهم الكاملة في جميع جوانب الحياة.

كما حثت الجمعية العامة الحكومات على تعزيز البرامج الوطنية المكرسة لتعزيز الديمقراطية وتوطيدها، بما في ذلك من خلال زيادة التعاون الثنائي والإقليمي والدولي.

وفي هذا العام 2024، سيركز يوم الديمقراطية على أهمية حرية وسائل الإعلام للديمقراطية وللسلام ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في ظل انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بهذه المناسبة في رسالته إلى دول العالم أنه "مع ذلك فإنّ هذه الحقوق والقيم، تتعرض للهجوم في جميع أنحاء العالم"، موضحا "أن الحريات تُنتقص، والفضاء المدني يتقلص، والاستقطاب يزداد حدة، وانعدام الثقة آخذ في الازدياد".

وتشكل القيم المتعلقة بالحرية واحترام حقوق الإنسان ومبدأ تنظيم انتخابات دورية نزيهة بالاقتراع العام عناصر ضرورية للديمقراطية، والديمقراطية توفر بدورها تلك البيئة الطبيعية اللازمة لحماية حقوق الإنسان وإعمالها على نحو يتسم بالكفاءة.

وتقول المديرة العامة لمنظمة "اليونسكو" أودري أزولاي: "نحتفل باليوم الدولي للديمقراطية بأكثر من مجرد مبدأ تنظيم سياسي.. إننا نحتفل بتصور محدد للإنسان، فالديمقراطية تعد في الواقع مثلاً أعلى ينادي بالكرامة والمساواة والاحترام للذات الإنسانية، وهو المثل الأعلى الذي ينطوي عليه الميثاق التأسيسي لليونسكو".

الديمقراطية والذكاء الاصطناعي

وفي الوقت الذي يهيمن "الذكاء الاصطناعي" على جميع مناحي الحياة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن هذا ينطوي على القدرة على تعزيز وتعضيد المشاركة العامة الكاملة والفعالة، والمساواة، والأمن، والتنمية البشرية، وكذلك النهوض بالتثقيف بشأن العمليات الديمقراطية، وتشكيل فضاءات مدنية أكثر شمولاً حيث يكون للأفراد رأي في ما يتخذ من قرارات ويكون بوسعهم مساءلة متخذي هذه القرارات.

ولكنه دعا بالمقابل إلى تجنب المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي دون رادع، والتي قد تكون لها آثار وخيمة على الديمقراطية والسلام والاستقرار، من خلال انتشار المعلومات الزائفة والمضللة، وتنامي خطاب الكراهية، واستخدام ما يسمى بالتزييف العميق، مشددا على ضرورة "أن يخدم الذكاء الاصطناعي البشرية على نحو عادل وآمن ومواصلة العمل لبناء عالم أكثر شمولاً وعدلاً ومساواة".

وعلى الرغم من  أن الذكاء الاصطناعي له القدرة على المساعدة في إنقاذ أهداف التنمية المستدامة وفتح آفاق مستقبل أكثر استدامة وإنصافا، فإن فرص الذكاء الاصطناعي ليست متساوية، إذ تتركز قدراته حاليا في يد قلة من الشركات الكبيرة وعدد أقل من البلدان، وهو ما يتطلب التعاون والتضامن بهدف تسخير إمكانيات هذا الذكاء بشكل عاجل لسد الفجوة في البلدان النامية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية