16 ألفاً منذ بداية العام.. البرازيل تكافح حرائق أججتها موجة الجفاف

16 ألفاً منذ بداية العام.. البرازيل تكافح حرائق أججتها موجة الجفاف

 

تكافح السلطات البرازيلية أعدادًا قياسية من الحرائق التي أججتها أسوأ موجة جفاف سُجلت في البلاد على الإطلاق، وبحسب البيانات الرسمية كافحت إدارة الإطفاء في ريو دي جانيرو 460 حريقًا يوم الخميس وحده.

ومنذ بداية العام الجاري، تعامل رجال الإطفاء مع أكثر من 16 ألف حريق، بزيادة قدرها 85% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وشكلت الحرائق تهديدًا لمدن كبرى مثل ساوباولو وريو دي جانيرو حسب ما ذكرت وكالة الأنباء البرازيلية.

وخلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2024، دمرت الحرائق في البرازيل 11.39 مليون هكتار، منها 5.65 مليون هكتار في أغسطس وحده، وهو ما يمثل 49 في المئة من إجمالي المساحة التي التهمتها الحرائق هذا العام.

وكانت غابات سيرادو والأمازون الأكثر تضررًا، حيث مثلت 43 في المئة و35 في المئة من إجمالي المساحة التي أتت عليها النيران في البرازيل خلال هذه الفترة.

وأفاد الرئيس لولا دا سيلفا، على منصة "بلوسكاي" التي تُستخدم في البرازيل بعد حظر منصة "إكس"، بأن الحكومة الفيدرالية تعمل بالتعاون مع حكومات الولايات والبلديات لمكافحة بؤر الحرائق. 

وتقول السلطات إن غالبية الحرائق التي امتد بعضها إلى أوروجواي أو الأرجنتين سببها إجرامي أو مرتبط بأنشطة زراعية. ويرجع الخبراء أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد إلى التغيرات المناخية بصفة خاصة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية