مع تفاقم الوضع الإنساني.. «الأونروا»: الوضع الصحي في غزة «كارثي»

مع تفاقم الوضع الإنساني.. «الأونروا»: الوضع الصحي في غزة «كارثي»

أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحذيرًا جديدًا، الاثنين، بشأن الأوضاع الصحية الكارثية في غزة، حيث يواجه السكان ظروفًا متفاقمة يومًا بعد يوم. 

ووفق الأونروا، تشكل الملاجئ المكتظة، ونقص المياه النظيفة، وتهديد الأمراض المعدية تحديات هائلة للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، حيث تتدهور الأوضاع الصحية بسرعة نتيجة الحرب والحصار المستمر، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

تشير الأونروا إلى أن الملاجئ التي لجأ إليها عشرات الآلاف من الأسر في غزة أصبحت مرتعًا للحشرات والقوارض بعد 11 شهرًا من القصف المتواصل. 

وأدى نقص مواد النظافة الأساسية إلى تفاقم المخاطر الصحية، حيث أصبحت الأسر عاجزة عن حماية نفسها من الأمراض المعدية التي تنتشر بسرعة في ظل تلك الظروف المزرية.

تأتي هذه التحذيرات وسط زيادة كبيرة في حالات الأمراض المرتبطة بالنظافة السيئة، مثل الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والجرب، والتهابات الجلد.

 ويعتبر الأطفال والنساء الحوامل، إلى جانب الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، الأكثر عرضة للخطر.

نقص المياه واستخدامها كسلاح ضد المدنيين

أكد خبراء حقوق الإنسان في اجتماع للأمم المتحدة في جنيف أن نقص المياه النظيفة في غزة هو نتيجة مباشرة لاستخدامها كوسيلة ضغط من قبل إسرائيل. 

وأشار المقرر الخاص لحقوق الإنسان في مياه الشرب والصرف الصحي، بيدرو أروجو أجودو، إلى أن سكان غزة يعيشون الآن على 4.7 لتر فقط من المياه يوميًا للفرد، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الموصى به في حالات الطوارئ وهو 15 لترًا. 

ويزيد هذا النقص الحاد في المياه النظيفة من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة، ما يعرض حياة السكان للخطر، وفق المسؤول الأممي.

وأشار أجودو إلى أن الطبقة الجوفية الساحلية، المصدر الطبيعي الوحيد للمياه العذبة في غزة، تعرضت لاستنزاف كبير بسبب الضخ المفرط، ما أدى إلى تلوث المياه الجوفية بالبحر وبالفضلات البشرية نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر. 

وقال المسؤول الأممي إن هذا التلوث يزيد من تعقيد الأوضاع، حيث باتت المياه غير صالحة للشرب أو الاستخدام البشري.

حصار يفاقم الأزمة

وأكدت الأونروا أن إسرائيل تمنع دخول 70% من المواد الضرورية لبناء وتشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي في غزة، معتبرة تلك المواد "ذات استخدام مزدوج". 

نتيجة لذلك، لا يمكن معالجة مياه الصرف الصحي بشكل صحيح، ما أدى إلى تلوث المياه الجوفية بالبراز، وزيادة مخاطر الأمراض التي تنقلها المياه الملوثة.

إلى جانب نقص المياه، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن أسعار منتجات النظافة الأساسية في غزة شهدت ارتفاعًا كبيرًا. 

على سبيل المثال، وصل سعر قطعة الصابون التي يبلغ وزنها 75 جرامًا إلى 10 دولارات، بينما أصبح الشامبو والمنظفات غير متوفرة ولا يمكن العثور عليها بسهولة. 

ويعرض هذا النقص الحاد في مواد النظافة المزيد من السكان لخطر الإصابة بالأمراض، خاصة في ظل الظروف الصحية المتردية.

نداءات إنسانية عاجلة

في ظل هذا الوضع المأساوي، طالبت الأونروا بالسماح بدخول خمس شاحنات يوميًا محملة بمواد النظافة الأساسية إلى غزة من أجل تلبية احتياجات السكان، ويأتي ذلك كجزء من جهود المنظمات الإنسانية لمنع انتشار الأمراض وتحسين الظروف الصحية.

إلى جانب ذلك، أكد خبراء حقوق الإنسان أن ناشطي المجتمع المدني في غزة باتوا غير قادرين على العمل بأمان، مشيرين إلى أن أقدم منظمة حقوقية في القطاع، "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان"، تعرضت لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي. 

وقتل عدد من موظفي المركز الفلسطيني، وتضررت مكاتبه بشكل لا يمكن إصلاحه، ما يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها المدافعون عن حقوق الإنسان في غزة.

في ظل استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي، تظل الأوضاع الصحية في قطاع غزة كارثية، وتزداد سوءًا مع مرور الوقت. 

وتحتاج غزة إلى استجابة إنسانية عاجلة لتلبية احتياجات السكان الأساسية، بدءًا من توفير المياه النظيفة وحتى إدخال مواد النظافة الضرورية. 

ومع تصاعد النداءات الدولية، تبقى حياة الملايين من المدنيين في خطر، ما يجعل ضرورة إنهاء الحصار ووقف العدوان أولوية قصوى للمجتمع الدولي.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية