وسط أزمة غذائية حادة.. نقص الوقود يؤدي لتوقف 5 مخابز في غزة

وسط أزمة غذائية حادة.. نقص الوقود يؤدي لتوقف 5 مخابز في غزة

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن نقص الوقود الحاد في قطاع غزة أدى إلى توقف خمسة من أصل ستة مخابز -تعمل على توفير الخبز للمواطنين- عن العمل مؤقتاً، الأمر الذي فاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. 

بعد تخصيص بعض الإمدادات الاحتياطية من الوقود المتبقي في المستودعات شمال غزة، استأنفت أربعة مخابز عملياتها ولكن بقدرة محدودة للغاية، بينما ظل المخبز الخامس مغلقاً، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة. 

وتكفي كميات الوقود المتاحة حالياً لتشغيل المخابز المتبقية لمدة يومين فقط، وفقًا لما ذكره برنامج الأغذية العالمي.

الوضع الراهن والتداعيات

في حال عدم توفير وقود إضافي، فإن المخابز الخمسة المتبقية ستضطر إلى التوقف عن العمل، ما سيؤدي إلى أزمة غذائية حادة في شمال قطاع غزة، حيث يعتمد معظم السكان على هذه المخابز لتأمين احتياجاتهم اليومية من الخبز. 

وتعد المخابز مصدرًا حيويًا لتأمين الغذاء للأسر التي تواجه ظروفاً معيشية شديدة الصعوبة نتيجة القيود المفروضة على القطاع منذ سنوات، بالإضافة إلى القصف المستمر والتدمير الذي طال البنية التحتية، بما في ذلك محطات الكهرباء، ما أدى إلى تفاقم أزمة الطاقة بشكل عام.

الوضع الإنساني المتفاقم

إلى جانب أزمة الوقود والغذاء، يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن أوامر الإخلاء الجماعية التي أصدرتها إسرائيل لمناطق واسعة من القطاع، دون توفير أماكن آمنة كافية أو ملائمة للنازحين، أدت إلى تفاقم الوضع المأساوي الذي يعيشه مئات الآلاف من المدنيين. 

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، تم إصدار أكثر من 55 أمر إخلاء يغطي ما يزيد على 85% من سكان القطاع، ما تسبب في نزوح جماعي للسكان الذين يفتقرون إلى أماكن آمنة للجوء إليها.

هذا النزوح المتكرر يؤدي إلى فصل الأسر عن بعضها البعض، ويزيد من هشاشة أنظمة الحماية الاجتماعية، لا سيما بالنسبة للنساء والأطفال، الذين هم الأكثر عرضة للاستغلال والعنف. 

ويؤدي غياب الحماية الاجتماعية المناسبة إلى انهيار البنية الاجتماعية في ظل تفاقم الأزمات الإنسانية، ما يخلق وضعًا مأساويًا يتطلب تدخلاً عاجلاً.

جهود الأمم المتحدة وتحذيراتها

تعكس تصريحات ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، خطورة الأوضاع الإنسانية في غزة، فقد أشار إلى أن النزوح المتكرر لا يؤدي فقط إلى تدهور الحالة الإنسانية، بل يهدد أيضاً بالتسبب في انهيار كامل لأنظمة الحماية المجتمعية. 

في ظل هذه الظروف، تواجه النساء والأطفال مخاطر متزايدة على سلامتهم وأمنهم، ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً.

في هذا السياق، ناشدت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا بالسماح بإدخال الوقود والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لضمان استمرار عمل المخابز والمستشفيات والمرافق الحيوية، إلا أن القيود المفروضة على دخول الوقود والمساعدات تؤدي إلى تفاقم الأزمة يوماً بعد يوم.

انعكاسات طويلة المدى

يُعتبر توقف المخابز، بالإضافة إلى القيود المفروضة على الوقود والمساعدات، جزءًا من أزمة أكبر تعاني منها غزة، التي تواجه حصارًا مشددًا منذ أكثر من عقد. 

يضاف إلى ذلك التوترات السياسية والعسكرية المستمرة التي تؤدي إلى مزيد من الدمار والضغوط على السكان المدنيين.

كما أن الأزمات المتعددة في غزة، من نقص الوقود إلى تدهور الأوضاع الصحية والنقص الحاد في المياه النظيفة، تجعل الوضع قابلاً للانفجار في أي لحظة. 

وتعاني الأسر الفلسطينية في غزة من انعدام الأمن الغذائي، حيث يعتمد حوالي 1.3 مليون فلسطيني في القطاع على المساعدات الغذائية بشكل مباشر. 

وتؤدي القيود المفروضة على الاستيراد والتصدير، إلى جانب انهيار البنية التحتية الاقتصادية، إلى شلل في جميع القطاعات الأساسية.

في ضوء هذه الأوضاع المتفاقمة، يبقى السؤال حول إمكانية إيجاد حلول دائمة للأزمات الإنسانية في قطاع غزة، حيث يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لفتح ممرات إنسانية مستدامة لضمان توفير الوقود والإمدادات الغذائية والطبية. 

ويعتبر تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة خطوة أولية نحو الاستقرار، إلا أن الأمر يتطلب حلاً سياسياً شاملاً يضمن حقوق المدنيين وكرامتهم ويضع حدًا للمعاناة الطويلة التي يعيشها سكان القطاع.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية