وسط مخاوف صحية.. ظاهرة «صيدليات الإنترنت» تثير الجدل في المغرب

وسط مخاوف صحية.. ظاهرة «صيدليات الإنترنت» تثير الجدل في المغرب
ظاهرة «صيدليات الإنترنت» تثير الجدل في المغرب

برزت ظاهرة "صيدليات الإنترنت" في ظل التحول الرقمي الذي يشهده المغرب، كإشكالية قانونية وصحية مثيرة للقلق، خاصة في ظل الانتشار المتزايد لهذه الظاهرة. 

وأثار وزير الصحة والحماية الاجتماعية المغربي، أمين التهراوي، في مجلس المستشارين، مؤخرا، تحذيرا من هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن مكافحتها تشكل "تحديا قانونيا وصحيا كبيرا"، وفق صحيفة "هسبريس" المغربية.

وأكد التهراوي أن المؤشرات المتاحة تظهر بوضوح خطورة هذه الصيدليات الإلكترونية على صحة المستهلكين، حيث تتنوع المواقع ما بين مواقع بسيطة وأخرى معقدة تعمل بشكل غير قانوني خارج نطاق الرقابة. 

وأضاف أن ظاهرة "صيدليات الإنترنت" تتطلب معالجة شاملة، تُوازن بين تسهيل الوصول إلى الأدوية من خلال التحول الرقمي وضمان سلامة المواطنين.

تشديد الرقابة والعقوبات

يأتي هذا التحذير بعد سؤال من عضو مجلس المستشارين، لحسن حداد، حول مكافحة هذه الظاهرة، حيث لفت الانتباه إلى زيادة الإقبال على شراء الأدوية والمكملات الغذائية عبر الإنترنت، مما يثير قلق المهنيين والسلطات المحلية. 

وحذّر حداد من خطر الأدوية المغشوشة أو المنتهية الصلاحية التي قد تهدد سلامة المستهلكين، داعيا إلى تعزيز الرقابة وتكثيف التنسيق بين الجهات المعنية لمكافحة هذه الظاهرة.

تحذيرات مهنية وتداعيات قانونية

سبق للمهنيين في قطاع الطب والصيدلة أن نبّهوا إلى تزايد ظاهرة بيع الأدوية عبر الإنترنت، التي تستمر على الرغم من التحذيرات المستمرة حول مخاطرها. 

ويرى الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، أمين بوزوبع، أن غياب الرقابة الحدودية وضعف متابعة الشرطة الإلكترونية يسهمان في تفشي هذه الظاهرة. 

وأشار إلى أن 60% من الأدوية المنتشرة عبر الإنترنت هي أدوية مغشوشة، تحتوي أحيانا على مواد سامة مثل المعادن الثقيلة، وتُصنع في مختبرات غير قانونية.

صحة المواطنين في خطر

اعتبر بوزوبع أن استمرار هذه الظاهرة يعد "جريمة متعمدة" تهدد صحة المواطنين، حيث يستغل المروجون ضعف الوعي لدى المستهلكين لتحقيق أرباح غير مشروعة. 

وأكد أن الأدوية التي تباع في الصيدليات التقليدية تخضع لرقابة صارمة في جميع مراحل تصنيعها وتوزيعها.

تداوٍ ذاتي محفوف بالمخاطر

وربط الطبيب والخبير في السياسات الصحية، الطيب حمضي، استمرار هذه الظاهرة بفارق الأسعار بين الأدوية المصرح بها والأدوية التي تباع عبر الإنترنت بأسعار منخفضة للغاية. 

وأشار إلى أن العديد من المواطنين ينجذبون لهذه الأدوية بسبب سهولة الوصول إليها والوعود بالعلاج السحري. 

وحذّر من شراء الأدوية المحظورة أو غير المصرح بها والتي تُباع عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن 90% من هذه العمليات تتضمن عمليات تدليس.

ضرورة تطبيق القوانين بصرامة

وأكد حمضي أن ضعف القدرة الشرائية، إلى جانب غياب تغطية صحية فعالة وارتفاع أسعار الأدوية، يدفع المواطنين للبحث عن بدائل غير آمنة عبر الإنترنت. 

وشدد على ضرورة تطبيق القوانين بصرامة لأن "صيدليات الإنترنت" تشكل تهديدا حقيقيا للأمن الصحي في المغرب.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية