احتجاجات في بوخارست بعد استبعاد مرشح رئاسي من السباق
احتجاجات في بوخارست بعد استبعاد مرشح رئاسي من السباق
اندلعت احتجاجات واسعة في العاصمة الرومانية بوخارست بعد قرار المحكمة الدستورية رفض ترشيح السياسي كالين جيورجيسكو للانتخابات الرئاسية، وفقًا لما أوردته قناة "Realitatea Plus TV"، اليوم الاثنين.
وبدأت الاحتجاجات عقب إعلان لجنة الانتخابات المركزية عدم السماح له بخوض السباق الرئاسي، مشيرة إلى عدم استيفائه الشروط اللازمة للتسجيل.
وكان جيورجيسكو قد قدم يوم الجمعة الماضي جميع الوثائق المطلوبة لمكتب الانتخابات المركزي، غير أن المحكمة الدستورية تلقت في اليوم ذاته شكويين ضد ترشحه، ورفضتهما، لكنها قررت إحالة القرار إلى لجنة الانتخابات المركزية، التي أيدت بدورها استبعاده، ما أثار موجة من الغضب في صفوف أنصاره الذين تجمعوا أمام مقر اللجنة للاحتجاج.
اشتباكات مع قوات الأمن
تخللت المظاهرات أعمال عنف، حيث أقدم بعض المحتجين على هدم الحواجز الأمنية التي وضعتها قوات الدرك، وألقوا الزجاجات والأشياء الأخرى، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع قوات الأمن.
وانقسم المتظاهرون إلى مجموعات صغيرة انتشرت في أنحاء وسط العاصمة، فيما عمد البعض إلى إشعال النيران في الطريق الرابط بين ساحة الجامعة وساحة الوحدة.
المعارضة تتعهد بمواصلة الاحتجاجات
أعلنت عدة أحزاب معارضة عن استمرار الاحتجاجات يوم الاثنين، داعية أنصارها إلى التزام السلمية وعدم الانجرار وراء الاستفزازات.
وفي السياق، أعرب جورج سيميون، رئيس "حزب التحالف من أجل وحدة الرومانيين"، عن ثقته في أن أعداد المشاركين ستزداد في الأيام المقبلة، مؤكدًا أن 99% من المتظاهرين هم مدنيون وليسوا محرضين.
وقال سيميون في بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "باستثناء عدد قليل من المحرضين الذين أرسلهم النظام، فإن ما يحدث هو مجرد محاولة لصرف الأنظار عن القرار غير القانوني للجنة الانتخابات المركزية".
انتخابات رئاسية مثيرة للجدل
شهدت رومانيا في نوفمبر الماضي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي تصدرها كالين جيورجيسكو، مرشح مستقل، بحصوله على 22.94% من الأصوات، مستفيدًا من حملة انتخابية نشطة على منصة "تيك توك".
وحلت إيلينا لاسكوني في المرتبة الثانية بنسبة 19.18%، حيث ركزت في حملتها على تعزيز العلاقات مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.
غير أن المحكمة الدستورية ألغت نتائج الانتخابات في 6 ديسمبر، مستندة إلى ما وصفته بـ"انتهاكات جسيمة"، قالت إنها استندت إلى وثائق رفعت عنها السرية من قبل مجلس الأمن الأعلى.
اتهامات بالتدخل الأجنبي
عقب إلغاء الانتخابات، فتح مكتب المدعي العام تحقيقًا بشأن مزاعم تدخل خارجي في الحملة الانتخابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في حين أشارت أجهزة المخابرات الرومانية إلى "تورط روسي محتمل" في دعم جيورجيسكو، وهو ما نفاه الأخير، واصفًا القضية بأنها "اضطهاد سياسي".
وفي تصعيد آخر للأزمة، ألقت الشرطة الرومانية القبض على جيورجيسكو في 26 فبراير الماضي، خلال توجهه إلى مكتب الانتخابات المركزي لتقديم أوراق ترشحه مجددًا، ما زاد من حدة التوتر السياسي في البلاد.