"أوتشا" تحذّر: الرعاية الصحية بالسودان في مرمى العنف والكوليرا تفتك بالمدنيين
"أوتشا" تحذّر: الرعاية الصحية بالسودان في مرمى العنف والكوليرا تفتك بالمدنيين
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الأربعاء، عن قلق بالغ إزاء تزايد الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في إقليم دارفور بالسودان، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد تفشياً خطيراً لوباء الكوليرا.
وشدد مكتب أوتشا في بيان على أن الاعتداءات على المرافق الصحية في السودان تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي ينص بوضوح على حماية الجرحى والمرضى والعاملين الطبيين والمستشفيات في أوقات النزاعات، ودعا المكتب أطراف النزاع إلى احترام هذه القواعد الأساسية وعدم الزج بالرعاية الصحية في دائرة العنف وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وسبق أن أكدت منظمة أطباء بلا حدود أنها اضطرت إلى تعليق جميع أنشطتها الطبية في مستشفى زالنجي بولاية وسط دارفور، عقب تعرض المنشأة لهجوم بقنبلة يدوية يوم الثلاثاء، وأوضحت المنظمة أنها لن تتمكن من استئناف عملياتها إلا إذا توفرت ضمانات أمنية كافية لحماية المرضى والكوادر الطبية.
وكان المستشفى يشكل شريان حياة لآلاف المواطنين السودانيين، إذ قادت فيه المنظمة استجابة طارئة للكوليرا منذ بداية أغسطس، وعالجت أكثر من 160 مريضاً خلال أسبوعين فقط بالتعاون مع وزارة الصحة الولائية.
لقاحات تصل للملايين
في موازاة ذلك، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها دعم جهود وزارة الصحة السودانية لتوسيع نطاق حملات التطعيم الفموي ضد الكوليرا، وتشير السلطات إلى أن الحملة المقرر اختتامها هذا الأسبوع وصلت إلى أكثر من مليوني شخص في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار.
كما أسهمت منظمة اليونيسف بتوفير 7.6 مليون جرعة من اللقاح خلال النصف الأول من العام الجاري، في محاولة لاحتواء الوباء ومنع مزيد من الوفيات.
وفي تحول لافت، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه تمكن في 14 أغسطس من الوصول إلى المناطق الريفية بمحلية كتم في شمال دارفور للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في السودان، حيث وزع مساعدات غذائية طارئة على نحو 50 ألف نازح، واعتبرت أوتشا أن هذه الخطوة تمثل دعماً حيوياً لمجتمعات ظلت معزولة عن المساعدات الإنسانية لفترة طويلة.
مقتل آلاف المدنيين
يشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد أكثر من عشرة ملايين داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
ويعيش إقليم دارفور وضعاً بالغ التعقيد، إذ يجتمع فيه العنف المسلح مع تدهور الخدمات الصحية وتفشي الأمراض الوبائية، ما يجعل حياة الملايين مهددة بشكل مباشر.
وتقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكان السودان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية العاجلة، في وقت تواجه فيه منظماتها صعوبات لوجستية وأمنية هائلة في الوصول إلى المجتمعات المنكوبة.