"أيدي صغيرة تصنع الأمل".. أطفال السرطان في سوريا يحوّلون الألم إلى فنون

"أيدي صغيرة تصنع الأمل".. أطفال السرطان في سوريا يحوّلون الألم إلى فنون
الرئيسة المشتركة للهيئة الإنسانية الطبية، هدية عبد الله

تُبرز التطورات الصحية والاجتماعية في شمال وشرق سوريا، حجم الضغوط الهائلة التي يواجهها القطاع الطبي، في ظل تحديات اقتصادية وأمنية ممتدة منذ أكثر من عقد. 

وتُظهر مبادرة الهلال الأحمر الكردي أن الإصرار على العمل الإنساني ما يزال يتقدّم رغم كل الصعوبات، وخاصة فيما يتعلق برعاية الأطفال المصابين بالسرطان والثلاسيميا، وهم من أكثر الفئات هشاشة في المنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم السبت.

ويواصل الهلال الأحمر الكردي، وفق ما أكّدته الرئيسة المشتركة للهيئة الإنسانية الطبية، هدية عبد الله، نشاطه منذ تأسيسه عام 2012 عبر شبكة واسعة تشمل مراكز طوارئ، و60 سيارة إسعاف، ومنشآت صحية تعمل في مختلف المدن والمخيمات. 

وتوضح هدية عبد الله، أن الاستجابة للكوارث الطبيعية والحرائق والزلازل كانت دائماً من أولويات المنظمة، إلى جانب الدعم الطبي المستدام للمرضى المزمنين.

وتُشير إلى أن غياب مراكز لعلاج سرطان الأطفال طوال سنوات الحرب دفع الهلال الأحمر إلى المبادرة بإنشاء أول مستشفى متخصص في المنطقة لعلاج السرطان والثلاسيميا، وهو مستشفى بدأ العمل فعلياً ويضم أقساماً متطورة لوحدات علاج الحروق رغم أن بعضها ما يزال في طور التجهيز.

رعاية الأطفال المصابين 

تُوضّح الرئيسة المشتركة أن مرضى الثلاسيميا، ومنهم مئات الأطفال والشباب، يحتاجون إلى عمليات نقل دم مرة أو مرتين شهرياً، وهو أمر بالغ الحساسية في ظل نقص الإمدادات والوقود وصعوبة تنقّل الأهالي بين المدن. 

وتؤكد أن المستشفى الجديد يوفر بيئة علاجية مريحة ويسعى لتعويض سنوات من غياب الرعاية المتخصصة.

تُبرز كذلك التحديات النفسية، مشيرةً إلى أن الأطفال كانوا يدخلون غرفة العلاج وهم في حالة بكاء دائم بسبب الألم والخوف، ما دفع الطاقم الطبي إلى إنشاء غرفة مخصّصة مزوّدة بألوان ورسومات مبهجة، بهدف تحسين حالتهم النفسية وإشعارهم بالأمان. 

وتعتبر أن الدعم النفسي جزء أساسي من العلاج، لا يقل أهمية عن الدواء وأجهزة الحقن والتحاليل.

تنمية قدرات المرضى 

تُضيف هدية أن كثيراً من المراهقين المصابين اضطروا إلى ترك مدارسهم بسبب ظروف المرض والتنقل، الأمر الذي دفع الهلال الأحمر لإطلاق برامج تعليمية داخل المستشفى تشمل دروساً في اللغة الكردية واللغات الأجنبية، إضافة إلى مهارات الحاسوب والتوعية الصحية. 

وتُسهم هذه البرامج، بحسب قولها، في إعادة ثقة المرضى بأنفسهم وتخفيف آثار العزلة الاجتماعية التي يسببها المرض.

وتُعلن الرئيسة المشتركة أن الهلال الأحمر الكردي يستعد لتنظيم معرض إنساني توعوي في 20 نوفمبر في حديقة آزادي بمدينة قامشلو، مخصص لعرض أعمال يدوية وفنية أنجزها الأطفال المصابون بالسرطان والثلاسيميا. 

ويهدف المعرض إلى رفع معنويات الأطفال وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم عبر الفن، إضافة إلى جمع تبرعات لصندوق مخصّص لدعم علاجهم.

المعرض الأول من نوعه

تُؤكد هدية أن المعرض يُعد الأول من نوعه في المنطقة من حيث الطابع والهدف، وسيستمر ليوم واحد من الخامسة صباحاً حتى التاسعة مساءً، مع احتمال تكراره لاحقاً بحسب الحاجة. 

وسيتضمن تعريفاً بالمستشفى، وكلمة توعوية يقدمها أحد الأطباء حول طبيعة المرض، إلى جانب عرض لوحات ومجسمات وزهور وأعمال إبداعية صنعتها أيادي الأطفال الصغيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية