اليوم الدولي للمتطوعين.. مليار شخص يشكلون منصة عالمية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية

يحتفل به 5 ديسمبر من كل عام

اليوم الدولي للمتطوعين.. مليار شخص يشكلون منصة عالمية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية
متطوعون لحماية البيئة

يُحتفل باليوم الدولي للمتطوعين في الخامس من ديسمبر من كل عام، وهو مناسبة دولية أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1985، بهدف الاعتراف بمساهمات المتطوعين وتعزيز الوعي بأهمية العمل التطوعي على المستويات المحلية والوطنية والدولية.

يُعرف هذا اليوم اختصارًا باسم IVD، الذي يقدّم منصة عالمية لتسليط الضوء على دور المتطوعين في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويحمل اليوم الدولي للمتطوعين لعام 2025 شعارًا ملهمًا: "كل إسهام يصنع فارقًا"، ليؤكد على الدور الحيوي لكل فرد يكرّس وقته ومهاراته لخدمة مجتمعه والمساهمة في التنمية المستدامة، ويكتسب هذا العام أهمية خاصة، إذ يشهد الإطلاق العالمي الرسمي للسنة الدولية للمتطوعين من أجل التنمية المستدامة 2026، في خطوة تهدف إلى تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 وفقًا للقرار الأممي A/RES/78/127.

رحلة تأسيس اليوم الدولي

ترجع جذور اليوم الدولي للمتطوعين إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة A/RES/40/212 الصادر في 17 ديسمبر 1985، الذي دعا الحكومات للاحتفال سنويًا بهذا اليوم وتشجيع المواطنين على تقديم خدماتهم التطوعية داخل بلادهم وخارجها.

وتم الاحتفال بأول نسخة من اليوم الدولي للمتطوعين عام 1986، منذ ذلك الحين، أصبح اليوم فرصة لتقدير جهود المتطوعين وتعزيز مشاركة المجتمعات في المبادرات التطوعية.

ويشارك برنامج متطوعي الأمم المتحدة (UNV) في تنظيم فعاليات اليوم، بالتعاون مع متطوعي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، لتسليط الضوء على الحلول التي يقودها الناس في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويُظهر اليوم الدولي للمتطوعين كيف يمكن للعمل الفردي أن يتحوّل إلى قوة جماعية مؤثرة، قادرة على دعم التنمية الشاملة والسلام العالمي.

أهمية العمل التطوعي

العمل التطوعي هو أحد الركائز الأساسية لتحقيق التحولات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ويتيح التطوع للناس أن يكونوا شركاء متساوين في التغيير، وأن يساهموا في تعزيز ثقافة التضامن والمشاركة المجتمعية.

يُبرز برنامج متطوعي الأمم المتحدة القيم العالمية المشتركة التي يقوم عليها التطوع، بما في ذلك الإرادة الحرة، والالتزام، والإنصاف، والمشاركة، والتضامن، والرحمة، والتعاطف، واحترام الآخرين.

ويكشف تقرير حالة العمل التطوعي في العالم 2022 - وهو إصدار دوري يصدر كل ثلاث سنوات - عن مدى انتشار العمل التطوعي عالميًا وأثره في التنمية والسلام، أوضح التقرير أن الطرق التي يتفاعل بها المتطوعون مع السلطات والشركاء المحليين والدوليين ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وأن العمل التطوعي يشمل المبادرات المحلية، والمنصات الرقمية، والمشاريع الدولية التي تعزز التنمية الشاملة.

أرقام هامة

يقدّر عدد المتطوعين في العالم بحوالي مليار شخص، منهم 70% يقدمون خدماتهم بطرق غير رسمية مباشرة لمجتمعاتهم، فيما ينخرط 30% في مؤسسات وهيئات رسمية، ويعمل المتطوعون في ظروف متنوعة وصعبة، حاملين معهم قدراتهم الإبداعية وتعاطفهم وصمودهم في مواجهة التحديات.

ويجسد هذا التوزع العالمي مدى شمولية العمل التطوعي، الذي يتيح المشاركة لكل الأعمار والخلفيات والقدرات، ويؤكد أن التطوع حق متاح للجميع، مع القدرة على ترك أثر ملموس في التنمية المستدامة.

يُصادف اليوم الدولي للمتطوعين لعام 2025 الإطلاق العالمي للسنة الدولية للمتطوعين من أجل التنمية المستدامة 2026، من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو حدث عالمي يدعو الدول الأعضاء إلى دمج العمل التطوعي في استراتيجيات التنمية الوطنية، ويُشجع الإطلاق على حملات واسعة النطاق لتعزيز المشاركة التطوعية، ويتيح للمتطوعين من مختلف أنحاء العالم فرصة لعرض جهودهم ومبادراتهم.

وتؤكد الفعاليات الوطنية في مختلف الدول على أن العمل التطوعي لا يقتصر على الجانب الإنساني فقط، بل يشمل دعم مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما يعزز حقوق الإنسان ويُسهم في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وشمولًا.

المبادرات والبرامج التطوعية

من أبرز المبادرات التي تُسهم في تعزيز العمل التطوعي برنامج متطوعي الأمم المتحدة عبر الشبكة الإلكترونية، الذي يتيح للأفراد المساهمة في مشاريع التنمية والسلام عبر الإنترنت.

كما أطلقت الأمم المتحدة جائزة المتطوعين على الشبكة الإلكترونية 2012 لتكريم المتطوعين الذين يساهمون في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، من خلال تقديم خبراتهم ومهاراتهم لدعم المنظمات التنموية.

يسهم التطوع في تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال بناء جسور بين الأجيال والمجتمعات، ويعمل المتطوعون على تقديم الدعم للفئات الأكثر هشاشة، مثل الأطفال، والمسنين، والمجتمعات الريفية، واللاجئين، والأشخاص ذوي الإعاقة، بما يضمن حقوقهم في التعليم والصحة والحياة الكريمة.

ويُظهر اليوم الدولي للمتطوعين أن كل مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين، وأن العمل الجماعي التطوعي هو أحد أعمدة التنمية المستدامة والسلام العالمي.

وفي هذا اليوم تنظم العديد من المنظمات الدولية والوطنية، بما فيها الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فعاليات لتكريم المتطوعين، وتشجيع المجتمع على المشاركة في أنشطة الخدمة العامة، وتشمل هذه الفعاليات ورش العمل، وحملات التوعية، وبرامج التدريب، والمبادرات الرقمية التي تتيح للمتطوعين مشاركة خبراتهم وتجاربهم مع الجمهور العالمي.

وتؤكد الفعاليات أن التطوع ليس مجرد عمل إنساني، بل وسيلة لتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز العدالة والمساواة، وبناء مجتمعات أكثر شمولًا واستدامة.

أهمية مشاركة الشباب

ويؤكد اليوم الدولي للمتطوعين أهمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي، خاصة من خلال المنصات الرقمية التي تتيح الوصول إلى المجتمعات المحلية والدولية، والمساهمة في مشاريع التنمية والسلام عبر الإنترنت.

وتعد هذه المنصات أدوات فعالة لتعزيز التعلم، ونقل الخبرات، وبناء القدرات، بما يضمن مشاركة أوسع وأكثر شمولًا في العمل التطوعي.

اليوم الدولي للمتطوعين 2025 هو دعوة عالمية لتقدير كل مساهمة فردية، وتأكيد على أن التطوع يشكّل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

ويؤكد هذا اليوم على أن العمل التطوعي يربط بين المجتمعات، ويعزز حقوق الإنسان، ويدعم السلام والاستقرار، ويقدم نموذجًا حقيقيًا لكيفية تحويل الإرادة الفردية إلى تأثير عالمي ملموس.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية