تحذير حقوقي من تدهور صحة سجينة إيرانية حُكم عليها بالسجن 15 عاماً
تحذير حقوقي من تدهور صحة سجينة إيرانية حُكم عليها بالسجن 15 عاماً
حذّرت منظمة حقوق الإنسان في الأهواز من التدهور المقلق في الوضع الصحي للسجينة السياسية زينب حزباوي (حزبابور)، عقب اعتقالها لتنفيذ حكم بالسجن لمدة 15 عاماً ونقلها إلى جناح النساء في سجن سبيدار بمدينة الأهواز.
وأكدت المنظمة أن حالتها الجسدية تشهد تراجعاً واضحاً في ظل ظروف احتجاز قاسية، وحرمان مستمر من أبسط حقوقها القانونية والإنسانية، وفي مقدمتها الحق في العلاج والرعاية الطبية المناسبة، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم السبت.
وأوضحت المنظمة، في بيان لها، أن نقل حزباوي إلى السجن ترافق مع فرض قيود مشددة عليها، شملت منعها من الوصول إلى محامٍ، وحرمانها من المتابعة الطبية اللازمة رغم حالتها الصحية، إضافة إلى تعرضها لضغوط نفسية وأمنية متواصلة، ما يفاقم من وضعها الإنساني داخل السجن.
محاكمة تفتقر للعدالة
أشارت المنظمة إلى أن زينب حزباوي أُدينت سابقاً بتهم ذات طابع سياسي، وصدر بحقها حكم بالسجن 15 عاماً، مؤكدة أن الإجراءات القضائية التي اتُّخذت بحقها لم تراعِ أدنى معايير المحاكمة العادلة المنصوص عليها في القوانين الدولية، بما في ذلك الحق في الدفاع، وضمانات الاستقلال القضائي، وعدم التعرض للاعتقال التعسفي.
وعدّت القضية تندرج ضمن نمط أوسع من الملاحقات السياسية التي تستهدف النشطاء والمعارضين، ولا سيما من أبناء القومية العربية في إقليم الأهواز، حيث تُستخدم الأحكام القاسية وسيلة لإسكات الأصوات المنتقدة وفرض مزيد من التضييق.
وسلط البيان الضوء على ما وصفه بـ”الحملة المنظّمة” التي تطال عائلة زينب حزباوي، مشيراً إلى أن الضغوط المفروضة عليها تزامنت مع صدور أحكام قاسية بحق زوجها وابنتها، في سياق يعكس اعتماد سياسة العقاب الجماعي ضد عائلات المعتقلين السياسيين العرب في الأهواز.
الضغط على العائلات
في هذا الإطار، لفتت المنظمة إلى أن المحكمة العليا الإيرانية صادقت، في 12 نوفمبر الماضي، على أحكام “الإعدام مرتين” بحق ثلاثة سجناء سياسيين هم مسعود جامعي (باوي)، وعلي رضا مرداسي (حميداوي)، وفرشاد اعتمادي فر.
وصدرت في القضية نفسها أحكام بالسجن بحق عدد من أفراد العائلة، من بينهم سامان حرمت نجاد الذي حُكم عليه بالسجن 12 عاماً، وداوود حرمت نجاد الذي صدر بحقه حكم بالسجن 15 عاماً.
كما أشارت المنظمة إلى الحكم الصادر عن محكمة الثورة في الأهواز بالسجن 12 عاماً بحق ناهيد جامعي، ابنة مسعود جامعي وزينب حزباوي، والبالغة من العمر 24 عاماً، معتبرة أن هذه الأحكام المتزامنة تشكل نمطاً واضحاً من الضغط الممنهج على العائلات.
انتهاك الالتزامات الدولية
أكدت منظمة حقوق الإنسان في الأهواز أن استمرار هذه الإجراءات يشكل انتهاكاً صارخاً لالتزامات إيران الدولية في مجال حقوق الإنسان، ولا سيما ما يتعلق بحظر التعذيب وسوء المعاملة، وضمان الحق في المحاكمة العادلة، وحماية النساء من التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وشددت على أن حرمان السجينة السياسية زينب حزباوي من الرعاية الصحية، في ظل تدهور وضعها الجسدي، يعرّض حياتها لخطر حقيقي، ويخالف القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، المعروفة بـ”قواعد نيلسون مانديلا”.
وفي ختام بيانها، دعت المنظمة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى التدخل العاجل، مطالبة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، ولجنة القضاء على التمييز ضد المرأة، والآليات الدولية المختصة بالاعتقال التعسفي، باتخاذ إجراءات فورية لحماية حياة زينب حزباوي وسلامتها.
وأكدت أن هذه المطالب تهدف إلى فتح تحقيقات دولية مستقلة وشفافة حول ظروف احتجازها، والتقييم المباشر لوضعها الصحي، وضمان حصولها غير المشروط على خدمات طبية متخصصة، إضافة إلى ممارسة ضغط جدي على السلطات الإيرانية لوقف الإجراءات التعسفية بحقها وبحق أفراد أسرتها، وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها بحق عائلات المعتقلين السياسيين.











