احتجاجاً على التلوث.. المئات يتظاهرون في مدينة قابس جنوب تونس

احتجاجاً على التلوث.. المئات يتظاهرون في مدينة قابس جنوب تونس
مظاهرات في تونس

تظاهر مئات التونسيين، مساء الأربعاء، في مدينة قابس جنوب البلاد؛ احتجاجاً على التلوث المتواصل الذي يتهمون المجمع الكيماوي الحكومي بالتسبب فيه، في مشهد أعاد إلى الواجهة واحدة من أقدم الأزمات البيئية المزمنة في تونس. 

ورفع المحتجون شعارات منها: “قابس تريد أن تعيش”، معبّرين عن سخطهم من استمرار الانبعاثات السامة وتصريف النفايات الصناعية في البحر، وما يرافق ذلك من تدهور صحي ومعيشي يطول آلاف العائلات، بحسب ما ذكرت صحيفة الإندبندت، اليوم الخميس.

وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع الذكرى الخامسة عشرة لانطلاق ثورة 2011، ما منح الاحتجاجات بعداً رمزياً وسياسياً، خاصة في ظل أجواء اجتماعية مشحونة تشهدها البلاد. 

ويحمّل سكان قابس السلطات المتعاقبة مسؤولية ما يصفونه بـ”الاغتيال البيئي”، مؤكدين أن الوعود الرسمية لم تترجم إلى حلول جذرية.

تصاعد الاحتقان وتآكل الثقة

ردّد المتظاهرون هتافات تطالب بتفكيك الوحدات الصناعية الملوثة ونقلها بعيداً عن المناطق السكنية، أثناء مسيرتهم نحو شط السلام حيث تتمركز منشآت المجمع الكيماوي. وأكد ناشطون بيئيون أن الانبعاثات أدت إلى ارتفاع ملحوظ في أمراض الجهاز التنفسي والسرطان، إضافة إلى الإضرار بالثروة السمكية ومصادر الرزق.

ورغم اعتراف الرئيس قيس سعيّد سابقاً بخطورة الوضع، ووصفه ما يحدث في قابس بـ”الاغتيال البيئي”، فإن المحتجين يرفضون الإجراءات المؤقتة، مطالبين بحلول دائمة، تشمل الإغلاق النهائي للوحدات الملوثة

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تواجه فيه الحكومة ضغوطاً اقتصادية متصاعدة، وإضرابات في قطاعات حيوية، وسط دعوات من الاتحاد العام التونسي للشغل لإضراب وطني مرتقب.

حشد مضاد ورسائل 

تزامناً مع احتجاجات قابس، خرج آلاف من أنصار الرئيس في العاصمة تونس لإحياء ذكرى الثورة، رافعين شعارات داعمة لقيس سعيّد، ومنددة بما وصفوه بالتدخلات الخارجية. 

وأكد المشاركون أن تحركهم “دعم للشعب والسيادة الوطنية”، في حين هاجموا خصوم الرئيس، وعلى رأسهم قيادات حركة النهضة.

ويعكس هذا المشهد المزدوج انقساماً حاداً في الشارع التونسي بين غضب اجتماعي وبيئي متصاعد، وحشد سياسي يدافع عن المسار الرئاسي الحالي. 

وفي ظل هذا التوتر المتعدد المستويات، تبدو قابس نموذجاً مكثفاً لأزمة أعمق، تتداخل فيها البيئة بالاقتصاد والسياسة، وتضع السلطة أمام اختبار صعب بين الاستجابة لمطالب اجتماعية ملحة، والحفاظ على توازن سياسي هش.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية