جانيت يلين.. أيقونة ترأست أقوى ثلاثة مناصب في الاقتصاد الأمريكي

جانيت يلين..  أيقونة  ترأست أقوى ثلاثة مناصب في الاقتصاد الأمريكي

 

“جانيت يلين” من أبرز القصص النسوية في عالم الاقتصاد الأمريكي، فبعد أن قضت نحو 50 عاماً في الأوساط الأكاديمية والخدمة العامة، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبيته، على تعيينها لمنصب وزيرة الخزانة، بناء على ترشيح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في الإدارة الأمريكية.

 

وتعد جانيت، أول شخص في تاريخ الولايات المتحدة يقود مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، ومجلس الاحتياطي الاتحادي، ووزارة الخزانة.

 

وباتت جانيت يلين أيقونة في عالم الاقتصاد، حيث استطاعت خلال مسيرتها أن تصعد للقمة في هذا المجال، وحصلت على إشادات واسعة بقيادتها بعد مغادرتها المجلس عام 2018، ويُنظر إليها على أنها قادرة على إرضاء الأعضاء التقدميين والوسطيين في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن.

 

إنجازات سابقة

 

ولدت جانيت يلين في بروكلين في 13 أغسطس 1946، وتخرجت كخبيرة اقتصادية في جامعة Brown، إحدى الجامعات الثماني التي تتألف منها Ivy League، وحصلت على الدكتوراه من جامعة Yale في عام 1971، أشرف على أطروحتها للدكتوراه جيمس توبين وجوزيف ستيجليتز، وهما من دعاة النظرية الكينزية، الداعية لتدخل الحكومة لدعم الاقتصاد، وحاصلين على عدة جوائز.

 

تزوجت يلين بجورج أكيرلوف، وهو كيميائي شهير حائز جائزة نوبل، والتقته أثناء عملها كباحثة في الاحتياطي الفيدرالي في السبعينيات، لديهما ابن واحد، وهو يعمل أيضًا أستاذ اقتصاد.

 

بدأت جانيت يلين، حياتها المهنية أستاذة في جامعة هارفارد عام 1971، وانتهى بها الأمر في عام 1980 في Berkeley، حيث سعت للتوفيق بين تفانيها في التدريس والمشاركة في مناصب مختلفة، داخل بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن تولت رئاسته بين عامي 2004 و2010.

 

تولت جانيت يلين، منصب نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي ترأسه وقتها الاقتصادي الأشهر “بن برنانكي”، وفي 1 فبراير 2014، تولت يلين رئاسة الفيدرالي عن عمر ناهز الـ67 عاماً، بناءً على اقتراح من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

 

ومع وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وتعيين جيروم باول رئيساً جديداً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2018، وضعا نهاية لعهد يلين في الفيدرالي.

 

وفي يناير من العام الجاري 2021، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بإجماع على تعيين “جانيت يلين” كأول أمريكية تتولى منصب وزير الخزانة الأمريكية، حيث تبلغ من العمر74 عامًا.

 

سياسات توسعية

 

ويُنسب إلى جانيت يلين المساهمة بشكل كبير في الانتعاش الاقتصادي الأمريكي، في أعقاب الأزمة المالية التي وقعت في عام 2007، والركود الذي أعقب ذلك.

 

وعُرفت يلين باهتمامها بتأثير سياسات البنك الفيدرالي على العمال، وعدم المساواة الاقتصادية المتزايدة في أمريكا.

 

وبنت جانيت يلين، سياساتها دائما على الاستمرار في السياسات التوسعية، رغم أنها سمحت وقتها برفع أسعار الفائدة حتى تجاوزت 1% مع انتهاء ولايتها، وكان هدفها في ذلك الوقت تطبيع الاقتصاد بعد التخفيضات المتتالية في أسعار الفائدة (التي اقتربت من الصفر)، والحفاظ على التيسير الكمي الذي بدأه برنانكي للتعامل مع الركود العظيم.

 

البطالة

 

يشير اسم “جانيت يلين” إلى “الحمائم” أولئك الذين يعبرون عن اهتمام أكبر بمكافحة البطالة أكثر من احتواء التضخم، في حين أن “الصقور” يكونون أكثر اهتماماً بالتضخم من البطالة، وبالفعل أنه خلال فترة ولاية “جانيت يلين”، انخفضت البطالة بأكثر من نقطتين (من 6.7% إلى 4.1%).

 

وشددت “جانيت يلين” على الحاجة الملحة للتحفيز الاقتصادي للتعافي من تأثير فيروس كورونا على أرقام البطالة.

 

وفي أوائل فبراير، وصفت يلين الولايات المتحدة بأنها “حفرة عميقة” مع تقديم أكثر من 779 ألف طلب لإعانات البطالة في أسبوع واحد وشاركت منذ ذلك الحين في تطلعها للعودة إلى التوظيف الكامل بحلول عام 2022 ودافعت عن خطة بايدن للبنية التحتية باعتبارها تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الطلب على الوظائف وخلقها.

 

التحدي الأكبر

 

يعتبر وزير الخزانة أهم مسؤول في الإدارة الأمريكية بعد وزير الخارجية، ويكتسب هذا المنصب أهمية استثنائية في الظرف الراهن، لأن القوة الاقتصادية الكبرى في العالم تعاني تداعيات جائحة “كوفيد 19”.

 

وتولت “جانيت يلين” المهمة وسط تفشي الجائحة العالمية بكل ما تسببت فيه من انكماشاً اقتصادياً في الولايات المتحدة، وتعثر المفاوضات في واشنطن حول حزم التحفيز الاقتصادي.

 

ومع انضمام ملايين الأمريكيين إلى سوق البطالة بسبب الجائحة، تشهد عملية خلق فرص عمل في الولايات المتحدة تباطؤاً بعد الانتعاش القوي الذي سجّلته حين أعيد فتح الاقتصاد بين مايو السابق، إلى جانب توقعات خبراء “جي بي مورغان” بتراجع معدلات نمو الاقتصاد بسبب تداعيات الموجات الوبائية المتتالية لـ”كوفيد19″ وما تبعها من ارتفاعات في أسعار السلع، وأسعار النفط.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية