فيراوبزرفر : السكان الأصليون في دول العالم يواجهون التمييز والقمع والاستغلال
فيراوبزرفر : السكان الأصليون في دول العالم يواجهون التمييز والقمع والاستغلال
يواجه غالبية السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، الذين يعيشون في أكثر من 90 دولة ويتحدثون أكثر من 4 آلاف لغة، ويبلغ عددهم نحو 370 مليون شخص، التمييز والقمع والاستغلال والطرد وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
وتسببت جائحة “كوفيد 19” في تفاقم الأزمات التي يعانيها السكان الأصليون الذين يمثلون نحو 5% من سكان العالم، من الفقر ونقص المياه النظيفة والوصول إلى الخدمات الصحية، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
ووفقا لتقرير نقله موقع “فيراوبزرفر”، يعاني السكان الأصليون في كثير من أنحاء العالم من ارتفاع معدلات البطالة وضعف التعليم والعنف المنزلي، غالبًا ما يتم استهدافهم لسوء المعاملة، وأن لديهم أقل إمكانية للحصول على الخدمات الصحية مقارنة بالفئات الأخرى، وعادة ما يتم سجنهم بشكل غير مناسب ويموت بعضهم في الحجز.
السكان الأصليون حول العالم
في أستراليا، يشكل السكان الأصليون نحو 3% من السكان، لكنهم يشكلون أكثر من ربع عدد نزلاء السجون، وأطفالهم أكثر عرضة للسجن 17 مرة من الأطفال غير الأصليين.
وفي الأمريكتين، يتعرض السكان الأصليون للتمييز والمضايقة والعنف، لا سيما في بلدان مثل الأرجنتين وتشيلي وباراجواي ونيكاراجوا، حيث يواجهون تهمًا لا أساس لها تشمل التخريب والإرهاب والقتل وهم معرضون بشكل خاص للاتجار بالبشر.
وفي الأرجنتين، يُحرم السكان الأصليون كذلك من حقوقهم في أراضي أجدادهم، وفي باراجواي، يتم طردهم وحرمانهم من أراضيهم، وفي بيرو، لا يتم تقديم قتلة السكان الأصليين إلى العدالة في كثير من الأحيان.
وبالمثل، قامت كندا والولايات المتحدة بالتمييز وإساءة المعاملة والتلاعب بالسكان الأصليين، وأساءت إليهم، واصلت كندا قمع سكانها الأصليين، ومصادرة أراضيهم والقضاء على ثقافاتهم.
مساهمات الأمريكيين الأصليين
يقول كاتب التقرير وهو مؤسس ورئيس منظمة السلام العالمية، وهي منظمة خيرية غير دينية وغير حزبية في الولايات المتحدة، الدكتور مهدي علوي، إن مساهمات الشعوب الأصلية في العالم لا تعد ولا تحصى.
وأضاف “علوي”: “جلب لنا الأمريكيون الأصليون وحدهم العديد من النباتات مثل الفول والفول السوداني والأناناس والأدوية العشبية، كما ساهموا بشكل كبير في ديمقراطيتنا، وألهموا الآباء المؤسسين في تشكيل حكومة الولايات المتحدة”.
وتابع: قدمت الدول الست، التي عرفها الفرنسيون باسم الإيروكوا، مثالًا رائعًا للديمقراطية التشاركية، حيث تأسست الحكومة بناء على موافقة المحكومين، كما استلهم المندوبون من المستعمرات الإنجليزية الـ13 من الأمريكيين الأصليين الذين تركوا تراثًا ثريًا على مدى آلاف السنين شمل تقديم المشورة بين كبار السن في شئون القبائل.
وفي عام 1744، نصح المتحدث باسم اتحاد الإيروكوا، كاناساتيجو، المستعمرين حول كيفية تشكيل اتحاد من أجل أن يصبح اتحادًا كونفدراليًا قويًا، واستمع المستعمرون إلى نصيحته في تشكيل ما أصبح يعرف بالولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1751، كتب بنجامين فرانكلين رسالة تلهم المستعمرات الثلاثة عشر لاتباع اتحاد الإيروكوا في تشكيل اتحاد.
وقال جون هانكوك، متحدثًا نيابة عن المؤتمر القاري لعام 1775: “إن الدول الست شعب حكيم، دعونا نلتزم بمجلسهم ونعلم أطفالنا أن يتبعوه “.
وفي عام 1988، أشاد مجلس الشيوخ الأمريكي أخيرًا بالأمريكيين الأصليين بالقول إن “اتحاد المستعمرات الثلاثة عشر الأصلية في جمهورية واحدة قد تأثر بالنظام السياسي الذي طورته كونفدرالية الإيروكوا كما كانت الحال بالنسبة للعديد من المبادئ الديمقراطية التي تم دمجها في الدستور نفسه”.
الشكر للأصليين
ويرى علوي، أن أولئك الذين يعيشون في ديمقراطيات اليوم، بما في ذلك الولايات المتحدة، مدينون بالكثير للأمريكيين الأصليين مقابل حريتهم، قائلاً: “لقد خدمنا السكان الأصليون بشكل جيد ويستحقون منا المعاملة باحترام، وأن يُمنحوا نفس الفرص وأن تقدر مساهماتهم في العالم”.
وأضاف: “يجب أن نعمل على ضمان تمتعهم بحقوق متساوية أينما كانوا، وإخراجهم من براثن الفقر، وتمكينهم من الوصول إلى المياه النظيفة، والنظافة والخدمات الصحية”.
وطالب علوي، المواطنين في الولايات المتحدة بشكر السكان الأصليين، قائلاً: “دعونا نجعل عيد الشكر هذا يومًا خاصًا من خلال احتضان الأمريكيين الأصليين لدينا، مما يمهد الطريق لعلاج بعض جروحهم”.
وأضاف: “ينبغي أن نتبع البلدان الأخرى في الأمريكتين من خلال استبدال يوم كولومبوس بيوم الشعوب الأصلية تقديراً لمساهماتهم”.