وصلت "يوسلين" و"ييني"، من فنزويلا، إلى أوروغواي في عام 2018 على أمل بدء عملهما التجاري الخاص، بعد أن أدى تدهور الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحقوق الإنسان في جمهورية فنزويلا البوليفارية إلى مغادرة الكثيرين، إلى أجزاء أخرى من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

نقل الموقع الرسمي للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، عن "يوسلين" و"ييني": "تركنا منزلنا وسط الخوف وعدم اليقين تجاه المجهول، ولكن كان لدينا أمل وإيمان بأن كل شيء سيكون على ما يرام".

وفي السنوات الخمس الماضية، واجهت المنطقة أكبر تدفق للاجئين والمهاجرين في تاريخها، لقد غادر أكثر من 6 ملايين فنزويلي بلدهم الأصلي، ويعيش ما يقدر بنحو 84% في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وحدها.

ومنذ عام 2017، شهدت أوروغواي، حيث هاجر إليها "يوسلين" و"ييني"، زيادة تدريجية في عدد اللاجئين والمهاجرين القادمين من فنزويلا، وتدعم الدولة وجيرانها في أمريكا الجنوبية سياسة الباب المفتوح تجاه استقبال اللاجئين والمهاجرين من فنزويلا واستمرارهم.

وفي ذروة جائحة كوفيد-19، ظهرت التداعيات الاقتصادية كما هي الحال في البلدان الأخرى، مع تسجيل حالات بطالة متزايدة، وكان لهذا أثر سلبي لا سيما على الفئات الضعيفة من السكان بمن فيهم المهاجرون، وتحديدا النساء والفتيات، مما يعرضهم لمخاطر الاستغلال.

استدعت الحاجة المتزايدة لفرص مدرة للدخل للمهاجرين مشروع سبل العيش التابع للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) في أوروغواي الذي سعى إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي والعمالي مع تلبية احتياجاتهم اليومية.

استهدف هذا المشروع النساء المهاجرات اللائي يحصلن في أوروغواي على رواتب أقل، ولديهن معدل بطالة أعلى، ويعملن في قطاعات ذات إنتاجية منخفضة وممثلة تمثيلا زائدا في القطاع غير الرسمي.

استفاد "يوسلين" و"ييني" من هذه الفرصة وحددا صنع "معجون الثوم" كفرصة تجارية، بعد أن أتقنا هذه الممارسة في الوطن ولم تكن هناك مثل هذه المشاريع من حولهما.

وتلقى الفتاتان مساعدة نقدية من المنظومة الدولية للهجرة لإنشاء الشركة التي أطلقوا عليها اسم Andina Alimentos "أندينا أليمينتوس" أو (طعام الأنديز، بالإسبانية)، كجزء من المشروع، شمل دعم المستفيدين وضع خطة تدريب، وتقديم المشورة الفنية والمساعدة النقدية لدعم رواد الأعمال.

ومن خلال هذا، قامت "يوسلين" و"ييني"بتحسين أعمالهما وعلامتهما التجارية، وقامتا أيضًا بإجراءات التسجيل، واشترتا المواد الخام للشركة، بما في ذلك الثوم وزيت الزيتون والتوابل الجافة وآلة المعالجة ومواد التعبئة والتغليف.

وكان إنشاء شركة مجرد "خطوة واحدة، ثم عملت الفتاتان على العلامة التجارية لجعل العمل معروفًا في المتاجر العادية، والحصول على عملاء في المناطق الداخلية من البلاد وعرض المنتج في الأسواق والمعارض، وأدى شغفهم وأدوارهم التكميلية إلى نمو أعمالهم وتعلم الكثير، في رحلة كانت ممتعة ومريحة لكليهما.

تلقت "أندينا أليمينتوس" ردود فعل إيجابية من الفنزويليين في أوروغواي، ولكن المزيد والمزيد من الأوروغواي يشترون أيضًا معجون الثوم.

تقول "يوسلين" و"ييني": "نحن نساء الأنديز نبني حلمًا ونراهن على أوروغواي، والآن نشعر أنها بلدنا!".

"يوسلين" و"ييني"، هما جزء من 230 فردًا، مدعومين بالمساعدة النقدية لإنشاء أو تعزيز عملهم الذاتي وخلقوا فرصًا حسنت نوعية حياة المهاجرين وعززت الاستقلال الذاتي والاندماج الاقتصادي، وتم تنسيق المشروع مع منظمات وسلطات المجتمع المدني لتحديد رواد الأعمال وتطوير التدريب.

وفي عام 2021، دعمت المنظمة الدولية للهجرة ما يقرب من 1.9 مليون متلقٍ للمساعدات من خلال التدخلات القائمة على النقد في 119 دولة.