وفاة سيدني بواتييه أول ممثل من أصل أفريقي يحوز جائزة الأوسكار
وفاة سيدني بواتييه أول ممثل من أصل أفريقي يحوز جائزة الأوسكار
توفي أول ممثل من أصول إفريقية يحقق نجومية في هوليوود، سيدني بواتييه، والذي حصد جائزة أوسكار أفضل ممثل، عن عمر ناهز الـ 94 عاماً.
ووصف نائب رئيس وزراء جزر بهاماس، تشستر كوبر، التي يحمل الممثل الأمريكي جنسيتها أيضاً، الجمعة بواتييه، بأنه “أيقونة وبطل ومحارب وكنز وطني”، وفقاً لفرانس برس.
وقال كوبر، “انتابتني مشاعر متضاربة تمزج بين الحزن الشديد والشعور بالاغتباط عندما تلقيت نبأ رحيل السير سيدني بواتييه”، “الحزن لأنه لن يعود موجوداً بيننا لنعبّر له عن مدى تقديرنا له، لكن الاغتباط أيضاً لأنه فعل الكثير، ليظهر للعالم أن الأشخاص من ذوي البدايات الأكثر تواضعاً يمكنهم تغيير العالم”.
وأضاف “سنفتقده كثيراً، لكنّ إرثه لن يُنسى أبداً”.
ووجه عدد من نجوم هوليوود بينهم ووبي غولدبرغ وفيولا ديفيس وتايلر بيري، رسائل مؤثرة تشيد بالممثل الذي أدى دوراً بارزاً للممثلين ذوي البشرة السمراء في السينما.
وكتبت غولدبرغ عبر تويتر “إلى الـسير.. مع الحب. أرقد بسلام سير سيدني بواتييه. لقد علمنا كيف نبلغ النجوم”، في استعارة إلى عنوان أحد أشهر أفلام بواتييه بعنوان “To Sir, with Love”.
وكتبت الفنانة ديفيس الحائزة جائزة أوسكار “بواتييه، وبفضل عنفوانه وطبيعيته وقوته وتميزه وطاقته الخالصة.. علمنا أننا نحن السود مهمّون”، في استعارة لاسم حركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة) المناهضة للعنصرية ضد السود.
وقال الفنان كولمان دومينغو “أنا مفجوع بسببه. لقد شقّ طريقاً هائلاً لممثلين من أمثالي. سأبقى ممتناً له إلى الأبد”.
وبدوره، وصف نجم “ويست وورلد” جيفري رايت الممثل الراحل بأنه “رائد” و”فريد من نوعه”.
ووجه مشاهير آخرون بينهم الممثل في “ستار تريك” جورج تاكي تحية إلى بواتييه واصفاً إياه بأنه ممثل “رائد سيحزن عليه كثر ممّن فتح أمامهم أبواب هوليوود”.
بواتييه المولود في 20 فبراير 1927 كان أول نجم أسود ينال ترشيحاً لجائزة أوسكار عن فيلم “ذي ديفاينت وانز” سنة 1958، كما أصبح بعد ست سنوات أول ممثل أسود ينال هذه الجائزة السينمائية الأرفع عن دوره في “ليليز أوف ذي فيلد”.
وقال خلال تسلمه التمثال المذهّب “الرحلة كانت طويلة للوصول إلى هنا”.
حقق بواتييه شعبية كبيرة بفضل سلسلة أدوار بارزة في مرحلة حرجة داخل الولايات المتحدة شهدت أوقاتاً عديدة من التوتر العرقي الشديد والتمييز العنصري خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين.
ورغم تلك العقبات نجح الممثل أسمر البشرة في إيجاد توازن بين النجاح وحس المسؤولية في اختيار مشاريع تتناول تاريخ الاستعباد.
أدى سيدني بواتييه البطولة في ثلاثة أفلام حققت إيرادات ضخمة على شباك الذاكر وهي (“غيس هوز كامينغ تو دينر” و”تو سير ويذ لاف” و”إن ذي هيت أوف ذي نايت”). وقد تخطى بشعبيته حتى ستيف ماكوين وبول نيومان.
بواتييه ترك بصمة مهمة لدى جمهور السينما آنذاك بأن السود قادرون على تأدية دور الطبيب أو المهندس أو المدرّس أو الشرطي، والتي كانت قاصرة على البيض فقط.
أبواب هوليوود
حصد بواتييه جائزة أوسكار فخرية سنة 2002 تقديراً لـ”أدائه الاستثنائي” على الشاشة الفضية وشخصيته المفعمة بـ”العنفوان والأناقة والذكاء”، حيث جسّد بواتييه شخصيات أيقونية في التاريخ المعاصر، بداية بنلسون مانديلا، أول رئيس أسود في جنوب إفريقيا، ثم أدى دور أول قاضٍ أسود في المحكمة العليا الأمريكية ثورغود مارشال.
عُيّن بواتييه عام 1997، في منصب شرفي كسفير للبهاماس لدى اليابان.
ونال عام 2009 ميدالية الحرية الرئاسية الأمريكية، وهي أرفع مكافأة مدنية في الولايات المتحدة، تكريماً له عن مشواره ورسالته الفنية، وذلك في عهد الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما.
بواتييه حتى وفاته كان متزوجاً من جوانا شيمكوس، وهي زوجته الثانية، وله ست بنات والكثير من الأحفاد وأبناء الأحفاد.