"أطفال غزة تحت القصف".. تحذيرات من تصاعد الأرقام المأساوية لضحايا الحرب

"أطفال غزة تحت القصف".. تحذيرات من تصاعد الأرقام المأساوية لضحايا الحرب

في قلب الصراع المستمر بين قوات الجيش الإسرائيلي وقطاع غزة، يكمن الوجع والحزن العميق في مصير الأبرياء الذين يدفعون الثمن في هذه الأحداث المروعة. 

في صراع لا تتساوى فيه عدة وعتاد المتصارعين، تسقط رموز البراءة والأمل، أطفال غزة، تحت وطأة الحصار الإسرائيلي الذي يستمر في تكبيدهم المزيد من الألم والدمار. 

أمس لم يكن يومًا عاديًا في غزة، فالتدمير والخراب يلفّ المنازل، والصوت المرعب للقصف يعلو في الأفق، وسط هذا الجحيم، تنتشر الجثث الصغيرة على الأرض، تحت أنقاض المباني المنهارة، وتتصاعد رائحة الحزن والفقدان في كل زاوية. 

إنها مأساة تتكرر مرارًا وتكرارًا، حيث يخسر الأطفال أحلامهم وحقهم في حياة كريمة وآمنة. 

في الأيام الأخيرة، ارتفع عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي المدمر، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالمنطقة. 

وأعلنت منظمة الدفاع عن الأطفال، أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة ارتفع إلى 614، وتحذر المنظمة من أن هذا الرقم قد يزيد في الأيام القادمة. 

منذ بدء التصعيد العسكري في قطاع غزة، تعرضت المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات لقصف متواصل، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد كبير من الأطفال. 

وتوقعت المنظمة أن ترتفع الحصيلة في ظل منع إسرائيل الفلسطينيين في القطاع المحاصر من الحصول على الغذاء والماء والكهرباء والإمدادات الطبية.

وهناك تقارير من مستشفيات غزة تشير إلى وجود أطفال يعانون من جروح خطيرة ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، في حين يبقى الكثير منهم بلا مأوى وبلا طعام ولا ماء نظيف. 

عبر مقاطع فيديو منتشرة على الإنترنت، يحكي الشهود عن لحظات الرعب التي عاشها الأطفال وهم يسعون للنجاة من القصف العشوائي، وكيف أن أحلامهم وأمانيهم تحطمت في لحظة واحدة، لقد تحوّلت ألعابهم إلى أشلاء وأبسط حقوقهم إلى رماد.. هذه الأرواح الصغيرة التي تحمل في داخلها الأمل والبراءة، تفنى في صمت وضياع. 

يحدث ذلك وسط غضب عربي وبين رواد السوشيال ميديا، حيث يرون أن مصير الأطفال في غزة يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، فالصمت المريع يصنع مزيدًا من الألم والدمار، يجب أن ندعو إلى وقف فوري للحصار الإسرائيلي الذي يحرم الأطفال من الحقوق الأساسية ويعرض حياتهم للخطر. 

وهناك مطالبات بضرورة تحرك المجتمع الدولي بقوة وحزمة لوقف هذه المأساة الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الأطفال وضمان توفير العون الإنساني والدعم اللازم لإعادة بناء غزة وتوفير فرص الحياة الكريمة للأطفال الناجين.

وبحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، التي نقلتها وكالة "وفا" الرسمية الفلسطينية، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة حتى الأحد إلى 2670 وإصابة 9600 شخص.

تقرير أممي: استشهاد 500 طفل في غزة منذ بدء العدوان على القطاع - شفقنا العربي

 منظمة الدفاع عن الأطفال تحذّر

رعاية الأرواح البريئة وتأمين مستقبل يليق بهم مسؤولية العالم، فليمنحهم فرصة للعيش بكرامة وسلام، ولنضع حدًا لمأساتهم اليومية في ظل الحصار الإسرائيلي القاسي.. على المجتمع الدولي التحرك خاصة في ظل تحذيرات من تزايد عدد القتلى منهم.

وفقًا لتقارير المنظمة الدولية، فإن الأطفال يشكلون نحو 40% من إجمالي عدد الضحايا في هذه الحرب الدموية، وتعبر منظمة الدفاع عن الأطفال عن بالغ قلقها إزاء تصاعد العنف وتداعياته الكارثية على حياة الأطفال الفلسطينيين.

وتشير المنظمة إلى أن الأطفال يعانون من إصابات خطيرة ونفسية جراء القصف المستمر والخسائر البشرية التي لحقت بعائلاتهم وأحبائهم. 

ويرى خبراء ضرورة استجابة فورية والتحرك العاجل من المجتمع الدولي لحماية حياة الأطفال الأبرياء وتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة. 

من جانبها، دعت المنظمة الحكومات والهيئات الدولية عبر وسائل الإعلام إلى زيادة الضغط لوقف العنف الفوري وإنهاء هذا الصراع الدموي، وتعهدت منظمة الدفاع عن الأطفال بتقديم كل الدعم والمساعدة الممكنة للأطفال الفلسطينيين المتضررين، من خلال تقديم المساعدة الطبية والنفسية والاجتماعية اللازمة. 

وتعمل المنظمة على توعية المجتمع الدولي بحقوق الطفل وضرورة حمايتها في جميع الأوقات، وتدعو للتضامن والتعاون العالمي لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. 

إجراءات واجبة

وأعرب عميد كلية حقوق القاهرة، الدكتور محمود كبيش، عن قلقه إزاء ما يحدث في غزة، مشيرا إلى أن حماية حقوق الطفل وضمان سلامته ورفاهيته يجب أن يكون أولوية قصوى للمجتمع الدولي، مؤكدا أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات جادة وفعالة من أجل وقف هذه المأساة والعمل نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومنها  ملاحقة المسؤولين عن مقتل الأطفال دوليًا لانتهاك حقوق الطفل الفلسطيني عمدًا. 

وأضاف "كبيش"، في تصريحات لـ"جسور بوست"، يمكننا اتخاذ عدة خطوات وتبني إجراءات لمساعدة الأطفال الفلسطينيين المتضررين، تهدف إلى تحسين أوضاعهم وتلبية احتياجاتهم، منها تقديم المساعدة الإنسانية.. يجب توفير المساعدة الإنسانية العاجلة للأطفال الفلسطينيين المتضررين، بما في ذلك تأمين الغذاء والماء النظيف والإسكان والرعاية الصحية اللازمة.

وقال إن مصر وبعض الدول العربية تلعب دورًا مهمًا في تنسيق وتقديم هذه المساعدة، كذلك يجب توفير الرعاية الصحية الشاملة للأطفال الفلسطينيين المتضررين، بما في ذلك الرعاية الطبية العاجلة والأدوية والعلاج النفسي، كذلك يمكن تعزيز التعاون مع المؤسسات الصحية المحلية والدولية لتوفير الخدمات الصحية اللازمة، وينبغي أن يتم توفير فرص التعليم الآمنة والمناسبة للأطفال الفلسطينيين المتضررين، ويمكن تقديم الدعم لإنشاء وتحسين المدارس وتوفير المواد التعليمية والتدريب للمعلمين. يجب أن تكون البيئة التعليمية آمنة ومحفزة لتشجيع الأطفال على الاستمرار في التعلم. 

محمود كبيش: على الوزارة الحالية تقديم استقالتها حتى يشكل الرئيس الجديد  حكومته - بوابة الأهرام

عميد كلية حقوق القاهرة، الدكتور محمود كبيش

واستطرد، ينبغي مراقبة الانتهاكات ضد الأطفال وتوثيقها والعمل على تقديم المسؤولين عنها للعدالة، وأن تعمل المنظمات غير الحكومية والجهات الحكومية على تعزيز الوعي بحقوق الطفل وتشجيع المجتمع الدولي على العمل من أجل حماية حقوق الطفل الفلسطيني، كذلك تعزيز التوعية بالقضايا التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون المتضررون وآثارها على حياتهم، فيمكن تنظيم حملات إعلامية وفعاليات توعوية لنشر الوعي وجمع التبرعات لدعم الجهود الإنسانية والتنموية للأطفال الفلسطينيين

وأكد عميد كلية حقوق القاهرة ضرورة التعاون والتنسيق مع المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية والدول الأخرى، لتعزيز الجهود المبذولة لمساعدة الأطفال الفلسطينيين المتضررين.
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية