مانديلا.. حريتنا منقوصة من دون الحرية للفلسطينيين

مانديلا.. حريتنا منقوصة من دون الحرية للفلسطينيين
نيلسون مانديلا

يعتبر الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، أيقونة عالمية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الشخصية والمساواة والعدالة ورفض الفصل العنصري ،الذي كان يقيد بلاده، وعاش حياته ساعيًا إلى تعزيز قيم الديمقراطية رمزا للسلام والمصالحة والتعايش السلمي، وبالرغم من وفاته قبل سنوات عشر إلا أن مانديلا لايزال حاضرا بلا غياب في القيم والمبادئ الإنسانية الرفيعة التي شجع على تبنيها.

وأبرزت أزمة غزة الأخيرة أسم مانديلا مرة أخرى على الصعيد العربي، بسبب موقف التضامن الواضح والرافض لوحشية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تبنته دولة جنوب أفريقيا عندما قررت التحرك ضد تل أبيب في محكمة العدل الدولية.

نعتقد أن الرئيس الراحل نيلسون مانديلا سيبتسم في قبره لأنه من المدافعين عن اتفاقية الإبادة الجماعية . . هكذا علق وزير العدل الجنوب أفريقي ، على الحكم الذي أصدرت محكمة العدل الدولية في الدعوى التي أقامتها جوهانسبرغ ، وهكذا أيضا كان مانديلا حاضرا بعدما يزيد عن 10 سنوات من رحيله في عام 2013 في أكبر الأزمات الإنسانية كارثية ، منذ عقود بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

خطوة أحفاد مانديلا لم تكن إلا استكمالا لما حرص عليه هو في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وكيف لا وهو صاحب المقولة الشهيرة " نعلم جيدا أن حريتنا في الجنوب الأفريقي منقوصة من دون الحرية للفلسطينيين " وزيارته التاريخية في عام 1996 لدولة فلسطين .


" حان وقت اندمال الجراح وقت ردم الفجوة التي تفصل بيننا " كانت تلك أبرز كلمات مانديلا في خطاب تنصيبه أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عام 1994 ، ليشير إلى رحلة طويلة من الكفاح قطعها خطوة خطوة، ولد مانديلا في العام 1918 في إقليم ترانسكاي في جنوب أفريقيا ، وأطلق عليه اسم روليهلاهلا بمعنى " المشاكس " ونشأ كمختلف أبناء الإقليم راعيا قبل أن تلحقه والدته بمدرسة محلية وهو بعمر سبعة سنين ، ليحصل هناك على اسمه الأشهر نيلسون وواصل استكمال مراحل الدراسة المختلفة والتي ساهمت ظروفه في تكوينه فكريا بشكل كبير ، وبدأ مانديلا دراسته للحصول على درجة البكالوريوس في الآداب في جامعة فورت هير ، لكنه لم يكمل الشهادة هناك حيث تم طرده بسبب مشاركته في احتجاج طلابي .


وبعدها حط أقدام مانديلا في جوهانسبرغ وهناك عمل كضابط أمن منجم ونجح في الحصول على وظيفة كاتب في مكتب محاماة وفي الوقت نفسه ، بدأ الدراسة للحصول على ليسانس الحقوق في جامعة ويتواترسراند قبل أن يتركها في عام 1952 دون أن يتخرج .

وبالرغم من كونه كان منخرطا في العمل السياسي إلا أنه انضم إلى المؤتمر الوطني الأفريقي في عام 1944 ، وصعد في أروقة الحزب وتزوج من ابنة عم والتر سيسولو الناشط في الحزب وكان فعالا مع حزبه في حملة تحد لنظام الفصل العنصري عام 1952 ليعتقل بعدها ويعاقب بالحبس 9 أشهر معلقة التنفيذ لمدة عامين ، وساهم حصوله على دبلوم القانون في تأسيس أول مكتب محاماة مملوك للسود في جنوب أفريقيا . وبسبب نشاطه السياسي المتصاعد حظر على مانديلا ، لمدة ستة أشهر ، حضور الاجتماعات أو التحدث مع أكثر من شخص في وقت واحد وبعدها قدم خطابه الشهير " لا طريق سهل إلى الحرية " .

في 5 ديسمبر 1956 ، اعتقل مانديلا إلى جانب معظم المجلس التنفيذي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بتهمة « الخيانة العظمى قبل أن يتم تبرئته في 1961 وتصاعد الموقف العام بعدها وفي عام 1961 ، أسس مانديلا رمح الأمة مستوحيا الفكرة من حركة 26 يوليو التي قادها فيدل كاسترو وسافر بعدها خارج جنوب أفريقيا سرا في مختلف أنحاء أفريقيا وزار إنجلترا للحصول على دعم الكفاح المسلح وفور عودته قبض عليه وأدين وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات .


وفي 9 أكتوبر 1963 ، انضم مانديلا إلى 10 آخرين للمحاكمة بتهمة التخريب فيما أصبح يعرف باسم محاكمة ريفونيا ليلقي كلمته الشهيرة :

لقد حاربت ضد هيمنة البيض ، وحاربت ضد هيمنة السود اعتز بمثل المجتمع الديمقراطي الحر الذي يعيش فيه جميع الأشخاص معا في وئام وبفرص متساوية . إنه المثل الأعلى الذي أتمنى أن أعيش من أجله وأحققه.. ولكن إذا لزم الأمر ، فهذا هو المثل الأعلى الذي أنا على استعداد للموت من أجله .

وفي في 11 يونيو 1964 ، أدين مانديلا وسبعة متهمين آخرين وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة ودخل في مفاوضات للوصول إلى تسوية في العام 1985 دون جدوى وبعدها رحل بيتر ويليم بوتا الذي كان مفاوضاته مع مانديلا غير مجدية لتنتقل السلطة في جنوب أفريقيا إلى رئاسة الدولة من بوتا إلى دي كليرك الذي كان مقتنعا أن نظام الفصل العنصري لا يجب أن يستمر ليتم إطلاق سراح ماندلا 11 فبراير 1990 ، بعد تسعة أيام من رفع الحظر عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي . وفي 10 مايو 1994 تم تنصيبه كأول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب أفريقيا ووفاء بوعده ، تنحى مانديلا عن منصبه في عام 1999 بعد فترة ولاية واحدة كرئيس عمل خلالها على إصلاح شامل قاضيا على كافة أشكال العنصرية وتوفي في منزله في جوهانسبرج في 5 ديسمبر 2013.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية