لإخفاء جرائمها.. خبراء: إسرائيل تُصر على منع الصحفيين من نقل الحقيقة في غزة
لإخفاء جرائمها.. خبراء: إسرائيل تُصر على منع الصحفيين من نقل الحقيقة في غزة
تواصلت فعاليات ندوة الأمم المتحدة الإعلامية الدولية حول السلام في الشرق الأوسط، والتي تنظمها إدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة، في جنيف، اليوم الجمعة، كجزء من برنامجها الإعلامي الخاص بشأن قضية فلسطين.
وقال المحلل السياسي والمنتج الرقمي، عمر بدار، في كلمته بالجلسة الثانية للندوة، إن ما يحدث في غزة هي فظائع تاريخية، مشيرا إلى أن عدد موظفي الأمم المتحدة الذين قتلوا في غزة غير مسبوق، كما أن الصحفيين الذين قتلوا غير مسبوق.
عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان "ما وراء عناوين الأخبار في غزة.. التحديات الإعلامية والآفاق"، وأدارتها نانيت براون، مديرة قسم الحملات الاتصالية بإدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف بدار، أن المشاهد القادمة من غزة تشير إلى أن ما يحدث هو تدمير مجتمع كامل، حيث إن هناك قناصين يستهدفون الأطفال في غزة بشكل متعمد، مشيرًا إلى أن مواقف بعض الدول الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة- مشينة، لا سيما أنهم ينطلقون في مواقفهم باعتبار إسرائيل "بطل القصة والجانب الطيب في الصراع".
وأوضح أن ما يحدث من أعمال إسرائيلية في غزة ليس وليد الصدفة، ولكنه سياسة واستراتيجية متعمدة، مشيرا إلى أن مرتكبي الانتهاكات بحق الفلسطينيين يفلتون من العقاب.
وأكد بدار أن السبب الرئيسي لإفلات إسرائيل من العقوبات عن الجرائم التي ترتكبها في غزة يعود إلى حماية الولايات المتحدة المستمرة لها باستخدام الفيتو والدعم العسكري الذي جعل تل أبيب أكثر دول العالم حصولًا على دعم عسكري، وهذه أمور لا يطرحها الإعلام الأمريكي عن حرب غزة.
وقالت مديرة قسم حرية الصحافة في نقابة الصحفيين في إسرائيل، عنات ساراجوستي، إنها لا تمثل سياسة إسرائيل ولا حكومة إسرائيل، موضحة أن وسائل الإعلام الرئيسية في غزة محتواها لا يشمل الأزمة الإنسانية في القطاع، مشيرة إلى أن الجيش يتحكم في كل من يدخل إلى القطاع.
وضربت ساراجوستي مثالا بتغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية، قائلة إن "صحيفة هآرتس ليست جزءاً من هذا الاتجاه فهي تبذل جهداً لنشر قصص من جانب الآخر".
وأضافت أن “الإعلام الإسرائيلي لا يظهر ما يحدث في الميدان، والجمهور الإسرائيلي جاهل تمامًا بما يحدث، وإذا تجرأ صحفي إسرائيلي وانتقد الحكومة يتم التشهير به على وكل وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأوضحت ساراجوستي أن نقابة الصحفيين رفعت دعوى أمام المحكمة العليا من أجل المطالبة بالسماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن "مبررات الجيش غير مقبولة بالنسبة لنا".
استمرار الاعتداءات على الإعلام
أعرب محمد علي النسور، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقه إزاء استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين الفلسطينيين.
وأكد النسور أن تقارير المفوضية منذ عام 2008 تتضمن بندًا ثابتًا يشير إلى "استمرار الاعتداءات على الإعلام"، مستشهداً بمقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة وإقرار الحكومة الإسرائيلية بالواقعة دون محاسبة.
وأشار النسور إلى أن المفوضية باتت غير قادرة على إجراء تحقيقات داخل الأراضي الفلسطينية منذ عام 2020 بعد رفض إسرائيل منح تأشيرات دخول لموظفي المفوضية، مما أجبرهم على مباشرة عملهم من العاصمة الأردنية عمان.
وأضاف أن هناك حالة من "خيبة الأمل" في المنطقة، حيث يشكو البعض بسبب عجز الأمم المتحدة عن أداء دورها رغم أنها تعمل بقرارات الدول الأعضاء.
تضييق على الصحفيين
وأفادت الصحفية الاستقصائية المستقلة، ليلى حسن، بأن الصحفيين الذين انتقدوا العمليات الإسرائيلية في غزة واجهوا ضغوطًا بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث تم تقييد حرية استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن بعضهم تعرض لضغوط لانتقاد حركة حماس.
وأضافت أن العديد من الصحفيين قُتلوا بطرق وحشية في غزة، حيث وثقت حادثة قتل أحدهم بقطع رأسه وإصابة مصور آخر في عنقه، وهو الآن في العناية المركزة بعد رفض نقله للعلاج خارج القطاع.
واتهمت حسن إسرائيل باستخدام أخبار كاذبة للتأثير على الإعلام الدولي، مثل حادثة زعمت فيها قطع رؤوس أطفال في غزة، والتي اضطرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية لاحقًا للاعتذار عنها بعد ثبوت عدم صحتها.