«لا مكان آمناً لهم».. خبراء يطالبون بتمكين الصحفيين من الوصول للحقيقة في غزة
«لا مكان آمناً لهم».. خبراء يطالبون بتمكين الصحفيين من الوصول للحقيقة في غزة
سلطت الندوة الدولية حول السلام في الشرق الأوسط، والتي نظمتها إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي في جنيف، اليوم الجمعة، الضوء على أوضاع الصحفيين في غزة والانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرضون لها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وركز المشاركون في الندوة، التي تُعقد سنويًا منذ أكثر من ثلاثة عقود، حول موضوع "حرية الصحافة وسلامة الصحفيين في زمن الحرب"، وجمعت صحفيين وخبراء ودبلوماسيين من مختلف الدول لمناقشة التحديات التي يواجهها الإعلام في المنطقة.
وأكد المشاركون، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضرورة حماية الصحفيين وإيصال الحقيقة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مشددين على أهمية العمل لتحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
فرص السلام في الشرق الأوسط
شهدت الجلسة الافتتاحية كلمة ترحيبية من وكيلة الأمين العام للاتصالات العالمية في الأمم المتحدة، ميليسا فليمنغ، التي أكدت أن السلام في الشرق الأوسط يبدو ضئيلاً، لكن لا يمكن التخلي عن الأمل.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة إلى الندوة، قال فيها إن الشرق الأوسط يشهد معاناة حادة، مشيرًا إلى مرور عام على هجمات 7 أكتوبر ودخلنا العام الثاني من المأساة في غزة التي تمتد آثارها إلى لبنان.
وشدد غوتيريش، خلال كلمته، على أن الوضع في الضفة الغربية والقدس آخذ في الانحدار مع تزايد الاعتداءات من قبل المستوطنين.
وأكد غوتيريش أن الصحفيين هناك شهدوا عمليات قتل غير مسبوقة، وأن الحظر المفروض عليهم يخنق الحقيقة، مضيفا: "تجب حماية أصوات الصحفيين، وموقف الأمم المتحدة ثابت وواضح، ويجب أن تتوقف الحرب وعلينا التقدم نحو حل الدولتين".
أهمية حماية الصحفيين
وأعرب شيخ نيانغ، الممثل الدائم للسنغال لدى الأمم المتحدة ورئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، في رسالة عبر الفيديو، عن أهمية حماية الصحفيين الذين يواجهون تحديات كبيرة في غزة.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي دمّر البنية التحتية الإعلامية وقام بتكميم الأفواه من خلال عمليات القتل والتهديد، مشيرًا إلى أن أكثر من 130 صحفيًا قتلوا في غزة.
وأشار نيانغ إلى الإفلات من العقاب في الانتهاكات ضد الصحفيين في فلسطين، مضيفًا: "لم يتم محاسبة المسؤولين عن قتل شيرين أبو عاقلة، ولكن الصحفيين في غزة لا يزالون ينقلون الصورة رغم المخاطر".
وعبّر عن قلقه حيال أوضاع الصحفيين في فلسطين، مشيرًا إلى المخاطر مثل الاعتداءات السيبرانية وتهديدات اختراق الأجهزة الحاسوبية للصحفيين.
الالتزام بالقوانين الدولية
أكدت المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، تاتيانا فالوفايا، أن المسار الوحيد لضمان عيش الفلسطينيين والإسرائيليين في سلام هو التشريعات والأطر الدولية التي وضعتها الأمم المتحدة.
وأعرب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الدكتور رياض منصور، عن امتنانه لكلمة الأمين العام، مشيرًا إلى أن قتل مئات الصحفيين في غزة ينتهك الحق في معرفة الحقيقة.
وأوضح منصور أن الصحفيين يتعرضون لهجمات مستمرة، وأن ممارسات الاحتلال تهدف إلى إسكات أصواتهم.
لا مكان آمناً للصحفيين
وأكدت الصحفية المستقلة، أميرة حرودة، أن العمل الصحفي في غزة يشكل خطرًا على حياة الصحفيين، قائلة "الصحفيون ليسوا مجرد أرقام، بل هم بشر من لحم ودم، وفي غزة، يُعتبر ضحايا الصحافة هم الأكثر عددًا في أي حرب، ولا مكان آمناً لهم".
وأشارت إلى شعورها اليومي بأن كل يوم قد يكون الأخير في حياتها، مُعبرة عن صعوبة العمل في ظروف غير إنسانية، داعية إلى السماح للصحفيين بالدخول إلى غزة.
وتساءلت أستاذة الصحافة الدولية والإذاعية في جامعة مدينة دبلن، كولين موريل، عن حقوق الفلسطينيين في العيش، مشيرةً إلى أن إسرائيل تدعي وجود حرية الصحافة بينما تغلق مكاتب الإعلام التي لا تتوافق مع رؤيتها.
وأوضحت موريل، أن حماية الصحفيين يجب أن تكون جزءًا من القانون الدولي.
قلق بشأن الانتهاكات
وأعربت الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، جودي جينسبيرج، عن قلقها بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في غزة وإسرائيل ولبنان، مؤكدةً أن الإحصائيات لا تستطيع إحاطة حجم الانتهاكات وآثارها على أسرهم.
في ختام الندوة، أكد رئيس قسم حرية التعبير وسلامة الصحفيين في اليونسكو، جيليرمي كانيلا، أن حرية الإعلام تتجاوز كل الحقوق الأخرى، موضحًا أن المنظمات الدولية مقيدة في مساعدتها للصحفيين في غزة.
وكشف كانيلا، عن إطلاق حملة عالمية بعنوان "هناك قصة خلف القصة" لتعبئة الدعم للصحفيين من أجل سرد قصصهم.