الأمم المتحدة: نساء وفتيات السودان يتعرضن لانتهاكات وجرائم غير مسبوقة
الأمم المتحدة: نساء وفتيات السودان يتعرضن لانتهاكات وجرائم غير مسبوقة
كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان، عن “جرائم مروعة” ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط السودان، تضمنت العنف الجنسي، والقتل الجماعي، والتهجير القسري.
وتطرق تقرير الصندوق الصادر، أمس الثلاثاء، إلى مشاهد صادمة عن قتل آباء أثناء محاولتهم حماية بناتهم من الاغتصاب، وسط تصاعد الهجمات منذ 20 أكتوبر الماضي.
وتحدثت مستشارات في الصندوق عن أوضاع النساء والفتيات اللاتي يواجهن تهديدًا مزدوجًا من الاعتداءات المسلحة والوصمة المجتمعية، مشيرة إلى أن بعض العائلات طلبت من بناتها حمل السكاكين لقتل أنفسهن إذا تعرضن لخطر الاغتصاب، بينما لجأت أخريات إلى الانتحار أو الهرب تجنبًا للعار.
تعرضت 6 مرافق صحية على الأقل لهجمات مسلحة أدت إلى توقف الخدمات الأساسية، حيث جرى نقل المرضى إلى مراكز بديلة.
ووثقت تقارير أممية عمليات نهب واسعة النطاق للمساعدات، مما دفع إلى نزوح مليون شخص على الأقل من مناطقهم.
جهود إنسانية لمواجهة الأزمة
أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان تقديم أكثر من 1,200 استشارة صحية للناجين من العنف الجنسي في ولايات مجاورة عبر فرق متنقلة، كما تم تزويد مستشفيات بالإمدادات اللازمة لعلاج الناجين، بجانب دعم 49 مركزًا آمنًا للنساء والفتيات في جميع أنحاء السودان.
وفقًا لمؤشر مخاطر الاستغلال والانتهاك الجنسي، صُنفت السودان في المركز السادس عالميًا بين الدول الأكثر عرضة لهذه الانتهاكات والجرائم الإنسانية، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لحماية المدنيين ودعم الناجين.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها، ويحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.