آلاف الإسبان يتظاهرون للمطالبة بخفض إيجارات السكن
آلاف الإسبان يتظاهرون للمطالبة بخفض إيجارات السكن
شهدت مدينة برشلونة، مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المحتجين، للمطالبة بخفض تكاليف الإيجارات في المدينة التي تُعد ثاني أكبر المدن الإسبانية.
جاءت الاحتجاجات، مساء السبت، ضمن سلسلة من التحركات الشعبية التي تشهدها مدن إسبانية كبرى بسبب أزمة السكن وارتفاع تكاليف المعيشة، وفق وكالة "فرانس برس".
وانطلق المتظاهرون من وسط برشلونة حاملين لافتة كبيرة كُتب عليها: "خفّضوا الإيجارات"، مدعومين بأحزاب ونقابات يسارية.
وقالت المتحدثة باسم اتحاد المستأجرين الكتالونيين، كارمي أركارازو، إن هذا التحرك يهدف إلى إطلاق "دورة سياسية جديدة" في ما يتعلق بسياسات الإسكان.
استغلال سوق العقارات
وأكدت أركارازو أن النقابة ستكافح المستثمرين الذين "يستغلون" سوق العقارات، مما يجعل نصف رواتب السكان تُستنزف في الإيجار.
وطالب المحتجون بخفض الإيجارات بنسبة 50%، وعقود إيجار غير محددة المدة، بالإضافة إلى حظر بيع العقارات لأغراض المضاربة.
ولوّح المتظاهرون بإمكانية اللجوء إلى إضراب شامل عن دفع الإيجارات كوسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم.
استجابة حكومية محدودة
ورغم الضغوط المتزايدة بسبب أزمة الإسكان، تبنت الحكومة الإسبانية في عام 2023 تشريعاً يهدف إلى زيادة مشاريع الإسكان الاجتماعي، وتقييد الإيجارات في المناطق التي تعاني من ارتفاع الطلب، وفرض عقوبات على المالكين الذين يتركون عقاراتهم شاغرة.
إلا أن تطبيق هذه الإصلاحات واجه تحديات كبيرة، حيث استمرت الإيجارات في الارتفاع، ما أثار غضب السكان.
وتعرضت الحكومة لانتقادات لعدم تطبيق التشريعات بشكل كامل على المستوى المحلي والإقليمي.
أزمة السكن في إسبانيا
وتعاني إسبانيا منذ سنوات من أزمة في قطاع الإسكان، حيث أدى الارتفاع الكبير في الإيجارات وأسعار الشقق إلى إثقال كاهل المواطنين، خصوصاً في المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة.
ويُرجع خبراء هذه الأزمة إلى عدة عوامل، منها التدفق الكبير للاستثمارات العقارية الدولية وازدياد انتشار شقق العطلات السياحية، ما أدى إلى تقليص العرض المتاح للإيجار طويل الأجل.
وتأتي هذه المظاهرات في وقت تسعى فيه الحكومة الإسبانية إلى تحقيق توازن بين مصالح السكان والضغوط الاقتصادية التي يفرضها المستثمرون في قطاع العقارات.