حركة 23 مارس تواصل التقدم شرق الكونغو وسط تصاعد المواجهات والنزوح
حركة 23 مارس تواصل التقدم شرق الكونغو وسط تصاعد المواجهات والنزوح
واصلت حركة 23 مارس تقدمها العسكري في مقاطعة كيفو الشمالية بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة جديدة في إقليم "ماسيسي"، بعد معارك عنيفة مع الجيش الكونغولي.
وأعلنت الحركة سيطرتها على مدينة "نيابيوندو"، عاصمة قطاع "أوسو بانيونجو"، التي تبعد نحو 110 كيلومترات شمال غرب مدينة جوما، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين.
وأدى سقوط "نيابيوندو" إلى موجة نزوح جماعي لسكان المدينة، الذين فروا تحت الأمطار الغزيرة نحو "كاشبيري" المجاورة، في ظل تصاعد حدة المعارك وتدهور الوضع الأمني.
استهداف الموارد الاقتصادية
ويزيد تقدم الحركة باتجاه منطقة "واليكالي" الغنية بالمعادن، حيث مقر شركة "ألفا ماينز" للتعدين، من خطورة الوضع، خاصة مع احتمال استهداف الموارد الاقتصادية للبلاد.
بالتزامن مع التصعيد العسكري، تدرس اللجنة الاقتصادية والمالية في الجمعية الوطنية الكونغولية ميزانية المجهود الحربي، حيث بدأت جلسات استماع مع أعضاء الحكومة لضمان توفر الموارد الكافية لقطاعي الدفاع والأمن.
ووفقًا لراديو فرنسا الدولي، تشمل هذه الجلسات لقاءات مع نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الخدمة المدنية، إضافة إلى مسؤولين كبار آخرين، من بينهم وزير الميزانية ومحافظ البنك المركزي.
زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري
شهدت ميزانية الأمن في الكونغو الديمقراطية ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقلت من 3% من الميزانية الوطنية في 2021 إلى 22% في 2023، كما يتضمن البرنامج الحكومي الخماسي لعام 2024 تخصيص أكثر من 18 مليار دولار لقطاعَي الدفاع والأمن، أي ما يعادل 20% من إجمالي الميزانية الوطنية، وذلك في محاولة لتعزيز قدرات الجيش الكونغولي أمام التهديدات المتزايدة.
رغم الجهود المبذولة لزيادة الإنفاق العسكري، تظل فعالية الجيش الكونغولي في مواجهة حركة 23 مارس موضع تساؤل، إذ يعاني نقص الموارد، ما دفع مجلس الوزراء منذ يناير 2025 لدراسة آليات تحسين رواتب ومكافآت العسكريين والشرطة لتعزيز أدائهم في الميدان.
معاناة إنسانية مستمرة
لا تقتصر التحديات الأمنية في الكونغو الديمقراطية على حركة 23 مارس، إذ تواجه البلاد تهديدات من أكثر من 120 ميليشيا مسلحة تنشط في شرقها منذ نحو ثلاثة عقود، من بينها "القوات الديمقراطية المتحالفة" التي يتبناها تنظيم داعش كفرع له في وسط إفريقيا.
ورغم العمليات العسكرية المشتركة بين الجيشين الكونغولي والأوغندي منذ نوفمبر 2021، فلم تتمكن هذه الجهود من إنهاء العنف والمجازر التي ارتكبتها هذه الجماعات.
نزوح جماعي وأزمة إنسانية متفاقمة
بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ارتفع عدد النازحين في الكونغو الديمقراطية إلى نحو 7.5 مليون شخص، إضافة إلى أكثر من مليون لاجئ فروا إلى البلدان المجاورة.
ويعود أكثر من 80% من حالات النزوح إلى الهجمات والمواجهات المسلحة الناجمة عن الأنشطة غير المشروعة للجماعات المسلحة المحلية والأجنبية، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في البلاد.
مع استمرار تقدم حركة 23 مارس وتصاعد أعمال العنف، تتزايد المخاوف بشأن استقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تواجه الحكومة تحديات كبيرة في تحقيق الأمن والاستقرار وتخفيف المعاناة الإنسانية لملايين السكان.