«سقطت في البحر».. تحطم طائرة صغيرة بهندوراس يودي بحياة 12 شخصاً

تحطّمت طائرة صغيرة تقلّ 18 شخصًا في مياه البحر الكاريبي خلال إقلاعها من جزيرة رواتان شمال هندوراس، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل، وفق ما أعلنت فرق الإغاثة، اليوم الثلاثاء.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن السلطات أن الطائرة، التابعة لشركة لانسا، أقلعت ليلاً من مطار خوان مانويل غالفيس متجهةً إلى مدينة سيبا على البرّ الرئيسي لهندوراس، لكنها انحرفت عن مسارها بعد وقت قصير وسقطت في البحر، ما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا.

وأوضحت فرق الإغاثة في بيان رسمي أن الحادث أسفر عن 12 قتيلاً حتى الآن، مع وجود شخص مفقود، فيما تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ 5 أشخاص آخرين من موقع التحطم.

تفاصيل الرحلة وأسباب الحادث

أعلن المسؤول في هيئة الطيران المدني، كارلوس باديلا، أن الطائرة، وهي من طراز "جت ستريم" بريطانية الصنع، واجهت مشكلة أثناء الإقلاع، حيث قامت بانعطاف مفاجئ نحو يمين المدرج قبل أن تسقط في البحر على بعد كيلومتر واحد فقط من المطار.

وأشار باديلا إلى أن التقارير الأولية تفيد بأن الحادث نجم عن خلل ميكانيكي أدى إلى فقدان أحد محركات الطائرة قوّته الدافعة، ما جعل الطيارين عاجزين عن استعادة السيطرة عليها.

وأضافت الشرطة في بيان لها أن الطائرة غرقت إلى عمق كبير نسبيًا، ما استدعى الاستعانة بغواصين لانتشال الجثث وإنقاذ الناجين.

مقتل موسيقي معروف

أكّدت وسائل إعلام محلية أن أوريليو مارتينيس، الموسيقي المعروف في هندوراس، كان من بين القتلى، ما أثار حالة من الحزن في الأوساط الفنية.

وأعلنت السلطات أن مواطنة فرنسية تبلغ من العمر 40 عامًا أصيبت بجروح خطِرة، وجرى نقلها على الفور إلى مستشفى في مدينة سان بيدرو سولا لتلقي العلاج.

وأمرت رئيسة هندوراس، شيومارا كاسترو، بتفعيل لجنة العمليات الطارئة، التي تضم القوات المسلحة، وفرق الإطفاء، والمؤسسات المختصة، بهدف تقديم المساعدة الفورية للضحايا وأسرهم.

وتواصلت فرق البحث عملياتها للعثور على الشخص المفقود، فيما بدأت السلطات المختصة تحقيقًا رسميًا لتحديد الأسباب الدقيقة وراء سقوط الطائرة، وسط تزايد التساؤلات حول معايير الصيانة وسلامة الطيران في البلاد.

حوادث طيران بهندوراس

شهدت هندوراس خلال السنوات الأخيرة عدداً من حوادث الطيران، خاصة تلك المتعلقة بالطائرات الصغيرة التي تُستخدم في الرحلات الداخلية والسياحية، وتُعد جزيرة رواتان، التي وقع فيها الحادث الأخير، من أبرز الوجهات السياحية في البلاد، حيث تجذب آلاف الزوار سنوياً بشواطئها الخلابة وأنشطتها البحرية.

وسجّلت هندوراس في الماضي عدة حوادث جوية مميتة، أبرزها تحطم طائرة عسكرية في عام 2022، ومقتل خمسة أشخاص في سقوط طائرة صغيرة بالقرب من العاصمة تيغوسيغالبا عام 2018.

ويُعرف مطار تونكونتين الدولي في العاصمة بكونه واحدًا من أخطر المطارات في العالم بسبب مدرجه القصير وتضاريسه الوعرة.

ويرجّح خبراء الطيران أن العوامل الجوية والأعطال الميكانيكية وسوء البنية التحتية لمرافق الطيران تلعب دورًا رئيسيًا في هذه الحوادث، ويأتي الحادث الأخير ليُسلّط الضوء مجددًا على أهمية تعزيز إجراءات السلامة الجوية، ولا سيما في الرحلات الداخلية التي تعتمد على طائرات صغيرة غالبًا ما تكون أقل تجهيزًا لمواجهة الظروف الطارئة.