تصاعد الخسائر الزراعية الأمريكية بسبب رسوم ترامب الجمركية

تصاعد الخسائر الزراعية الأمريكية بسبب رسوم ترامب الجمركية
مزارعون أمريكيون

واجه المزارعون الأمريكيون، الأحد، شبح تراجع جديد في أسعار المحاصيل وفقدان حصصهم من الأسواق العالمية، نتيجة بدء تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على معظم الواردات الأجنبية بنسبة 10%. 

ومن المتوقع أن تشتد هذه الإجراءات اعتبارًا من التاسع من أبريل، لتطول عشرات الاقتصادات الكبرى، بما فيها الاتحاد الأوروبي والصين والهند، وفق وكالة "فرانس برس".

وأكد المزارع الأمريكي جيم مارتن، المنحدر من عائلة تمتهن الزراعة منذ 5 أجيال في ولاية إيلينوي، أن "الجميع كان يعلم أن هذه الرسوم قادمة"، لكنه أبدى قلقه حيال تداعياتها المحتملة، قائلاً: "نحن قلقون لمعرفة كيف سيتم حل كل هذا". 

وتشير الأرقام إلى أن أسعار المنتجات الزراعية الأمريكية بدأت بالانخفاض مباشرة بعد الإعلان عن الإجراءات الجديدة، وتراجعت أسواق الأسهم إثر ردّ بكين الانتقامي.

ردّ صيني يزيد الضغط

ذكرت وزارة الزراعة الأمريكية أن الصين، التي تعد ثالث أكبر مستورد للسلع الزراعية الأمريكية بعد كندا والمكسيك، أضافت رسومًا جديدة بنسبة 34% على المنتجات الأمريكية، تضاف إلى رسوم سابقة تبلغ 15%. 

وتضمنت الإجراءات الأمريكية بدورها رفع الرسوم على المنتجات الصينية إلى 34%، ما يجعل كلفة التبادل التجاري بين الجانبين مرتفعة وغير مجدية اقتصاديًا.

ويرى المزارع مايكل سلاتري، من ولاية ويسكونسن، أن الأسواق فقدت الحوافز لشراء فول الصويا الأمريكي، موضحًا أن "استيراده من البرازيل أرخص بكثير". 

وكانت الصين تشتري عادةً ما لا يقل عن نصف صادرات فول الصويا الأمريكي، إلى جانب الذرة الرفيعة، لكنها خفّضت وارداتها بنحو 15% العام الماضي، في ظل منافسة قوية من أمريكا الجنوبية، وفق وزارة الزراعة.

تكاليف البحث عن بدائل

أوضح كريستوفر باريت، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة كورنيل، أن فقدان السوق الصينية أمر حاسم، لأن "العثور على مشترين آخرين أمر مكلف". 

وقال إن ترامب في ولايته الأولى استهدف الصين وحدها، ما سهل احتواء تداعيات الرد، في حين أنه اليوم يستهدف كل الشركاء التجاريين، ما يعقّد إمكانية فتح أسواق جديدة.

حذّر اتحاد مكاتب المزارعين الأمريكيين من أن الرسوم الجمركية سترفع تكاليف الإمدادات الأساسية مثل الأسمدة والأدوات المتخصصة، إلى جانب تأثيرها في رفع أسعار المنتجات الأمريكية عالميًا بسبب الرسوم الانتقامية. 

ونبهت الرابطة الدولية لمنتجات الألبان إلى أن الإجراءات تهدد استثمارات بمليارات الدولارات أُجريت لتلبية الطلب العالمي.

مساعدات محدودة

وبين منتصف 2018 وأواخر 2019، تكبّدت الصادرات الزراعية الأمريكية خسائر فاقت 27 مليار دولار نتيجة الرسوم الجمركية، ما دفع وزارة الزراعة إلى ضخ 23 مليار دولار كمساعدات طارئة للمزارعين. 

إلا أن جيم مارتن عدّ هذه المساعدات مجرد "ضمادة"، قائلاً: "الرئيس يقول إن الأمور ستكون أفضل على المدى الطويل، لذا علينا أن نحدد مدى صبرنا".

ويأمل المزارعون الأمريكيون بإبرام صفقات تجارية مع شركاء آخرين غير الصين لتخفيف تداعيات الأزمة، لكن مارتن وسلاتري لا يُخفون تشاؤمهم. 

ويؤكد سلاتري أنه حاول بيع كميات كبيرة من محصولي فول الصويا والذرة قبل تطبيق الرسوم الجديدة، قائلاً: "أستعد لخسائر في العامين الحالي والمقبل".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية