الاتحاد الأوروبي يناقش «تحولاً جذرياً» في نظام التجارة العالمي بسبب «رسوم ترامب»
الاتحاد الأوروبي يناقش «تحولاً جذرياً» في نظام التجارة العالمي بسبب «رسوم ترامب»
ناقش وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، في اجتماع عُقد في لوكسمبورغ، تداعيات ما وصفه مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش بـ"التحول الجذري" في نظام التجارة العالمي، وذلك في ضوء الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أحدثت هزّة كبيرة في الأسواق العالمية منذ الأسبوع الماضي.
وأكد سيفكوفيتش في تصريحاته للصحفيين قبيل الاجتماع، أن الوزراء سيناقشون موقع أوروبا في مواجهة هذه التحولات الكبرى، مشيراً إلى أن القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على واردات من الاتحاد الأوروبي يستدعي "تحضيراً دقيقاً لخطواتنا المقبلة في العلاقة مع واشنطن"، إضافة إلى إعادة تقييم داخلية للنظام التجاري الأوروبي بما يضمن منع حدوث تحولات ضارة في مسارات التجارة، وفق وكالة "فرانس برس".
انقسام داخل الاتحاد الأوروبي
ورغم مساعي بروكسل لتقديم موقف موحد، ظهرت تباينات واضحة بين الدول الأعضاء، خاصة فيما يتعلق بكيفية الرد على الإجراءات الأمريكية، فقد دعت فرنسا وألمانيا إلى استهداف التجارة في قطاع التكنولوجيا والخدمات، وهو ما عبّر عنه وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن بقوله: "ينبغي ألا نستبعد أي خيار، بما في ذلك الرد العدواني عبر أدوات مثل أداة مكافحة الإكراه".
تدور النقاشات حول أداة جديدة أقرتها بروكسل في 2023، تُعرف بـ"أداة مكافحة الإكراه"، وتهدف إلى معاقبة الدول التي تستخدم التهديدات الاقتصادية للضغط على الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه الأداة لم تُستخدم حتى الآن.
وأشار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إلى ضرورة "الاستعداد الكامل لتفعيل هذا السلاح إذا تطلب الأمر"، واصفاً تصريحات ترامب بأنها "هجوم على النظام التجاري القائم على القواعد".
تحفظ أيرلندي على التصعيد
في المقابل، أعربت أيرلندا، التي تعتمد على استثمارات أمريكية ضخمة في قطاعي التكنولوجيا والأدوية، عن تحفظها على المسار التصعيدي، حيث حذر وزير التجارة سايمن هاريس من أن "استهداف الخدمات سيكون تصعيداً غير عادي في وقت يتعين فيه خفض التوتر لا تعزيزه".
إلى جانب العلاقة مع الولايات المتحدة، ناقش الوزراء كذلك مستقبل العلاقة التجارية مع الصين، إذ تخشى بروكسل من أن تؤدي القيود الأمريكية إلى تدفق فائض البضائع الصينية إلى السوق الأوروبية، ما قد يضر بالصناعات المحلية، لكنها تسعى في الوقت ذاته إلى تجنب صدام مباشر مع بكين في هذه المرحلة الحساسة.
ويسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذا الاجتماع إلى توجيه رسالة موحدة تفيد بأنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام تهديدات تجارية متزايدة من الولايات المتحدة، في وقت يتعزز فيه الشعور داخل التكتل بالحاجة إلى إعادة هندسة النظام التجاري الأوروبي ليتلاءم مع التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة.