لن نرضخ للتنمر التجاري.. «صناع الصين» يتحدون في وجه رسوم ترامب

لن نرضخ للتنمر التجاري.. «صناع الصين» يتحدون في وجه رسوم ترامب
احد المصانع الصينية- أرشيف

رفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستويات غير مسبوقة، وصلت إلى 145%، ما أثار صدمة في أوساط المصدرين الصينيين.

وأدى ذلك إلى اضطراب حاد في حركة الطلبات والصفقات، في مصنع لأشجار عيد الميلاد بمقاطعة جيجيانغ شرقي الصين، كان العمال يعملون تحت شمس ربيعية حارّة، في وقت تبدو فيه المخاوف حاضرة على خط الإنتاج.

مقاومة بالصبر والوحدة

وفقاً لتقرير نشرته وكالة فرانس برس، السبت، قالت مديرة المصنع، جيسيكا غو، إن حالة من التشاؤم خيمت على القطاع في البداية، لكنها أكدت أن الروح الوطنية بدأت تتصاعد بين المصنعين، مضيفة: "نشعر أننا لا نستطيع الخضوع لهذا التنمر، نحن على استعداد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة مع البلاد".

وفي المقابل، صعدت الحكومة الصينية من ردها بفرض رسوم جمركية انتقامية وصلت إلى 125%، في تصعيد ينذر بمزيد من التوتر في أكبر علاقة تجارية ثنائية في العالم.

ووفق التقرير تجمدت الطلبات الأمريكية في مصنع غو، فيما أُلغيت بعضها بالكامل، ما اضطر المصنع إلى الاعتماد بشكل أكبر على أسواق أخرى مثل غواتيمالا وتشيلي، حيث أشارت غو إلى أن المصنع قلّص اعتماده على السوق الأمريكية تدريجياً خلال السنوات الماضية، معدة ذلك قراراً استباقياً أنقذهم من أزمة أكبر.

وعلى بُعد ساعة تقريباً، في مصنع صغير للأدوات البلاستيكية التي تعمل بالطاقة الشمسية، أكدت البائعة كاسي أن 20% فقط من زبائنها الآن أمريكيون، مقارنة بـ80% قبل الجائحة.

وأضافت أن الرسوم المرتفعة دفعت العديد من الزبائن إلى تعليق أو إلغاء الطلبات، موضحة: "في البداية كنا نأمل أن نتحمل هذه التكاليف سويًا، لكن ارتفاع الرسوم بشكل مبالغ فيه فاق قدرة الجميع على الاحتمال".

ورغم التوتر، واصل العمال إنتاجهم، ومن بين الصناديق المعروضة برزت تماثيل لترامب موجهة للتصدير إلى أوروبا، في مشهد يحمل قدراً من السخرية الهادئة من سياساته.

ييوو.. سوق التنويع والمقاومة

في مدينة ييوو، التي تضم واحدة من أكبر أسواق الجملة في العالم، تنوعت ردود الفعل بين التجار، وأكدت وانغ شوشو، وهي تاجرة قديمة وسط أكشاك الدمى وحقائب الأطفال، أن التجار الصينيين يتعاملون مع التصعيد بـ"ثبات"، وقالت: "إذا تصاعدت الحرب التجارية علينا أن نتأقلم ونطوّر منتجات جديدة لأسواق أخرى".

وفي متجر قريب يعرض أقنعة لزعماء العالم، وُضع قناع دونالد ترامب إلى جانب شخصيات شريرة شهيرة، في إشارة ساخرة للوضع القائم.

وأنهت وانغ حديثها بثقة واضحة: "الشعب الصيني متحد بشكل كبير، نحن أكثر اجتهاداً ونقتصد أكثر.. لسنا خائفين من خوض حرب أسعار"، هذا الموقف يعكس توجهاً عاماً بين صناع الصين نحو تجاوز الأزمة عبر تعزيز التكاتف، وتوسيع الأسواق، والابتكار خارج الدائرة الأمريكية.

سياسة دونالد ترامب 

في إطار رؤيته الاقتصادية التي أطلق عليها "أميركا أولاً"، شرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الرئاسية الأولى منذ عام 2018 بفرض رسوم جمركية على مجموعة من الدول، أبرزها الصين، ودول الاتحاد الأوروبي، وكندا، والمكسيك، وغيرها، هدفت هذه السياسات إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي وتحفيز الصناعة المحلية، لكنها سرعان ما أثارت سلسلة من الردود المتبادلة واندلعت "حرب تجارية" شملت أكبر الاقتصادات العالمية.

وأخيراً، عاد ترامب خلال ولايته الثانية لفرض رسوم جمركية جديدة، وقد تسببت هذه الإجراءات في زعزعة ثقة الأسواق، وانخفاض قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية، وتوترات تجارية كبيرة مع الصين وأوروبا والعديد من دول العالم لتلقي بظلالها على الاستثمار الصناعي ومخاوف من الركود وارتفاع نسبة الفقر وتراجع النمو العالمي و اضطراب في سلاسل التوريد العالمية وانخفاض القوة الشرائية وارتفاع أسعار السلع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية