«الصحة العالمية»: السل لا يزال يهدد حياة الملايين في شرق المتوسط
ضعف الوقاية يعمّق انتشاره
أكدت منظمة الصحة العالمية أن مرض السل لا يزال يمثل تهديدًا خطِرًا للصحة العامة في إقليم شرق المتوسط، مشيرة إلى أن الإقليم سجل 8.7% من إجمالي حالات الإصابة العالمية خلال عام 2023، وجاء هذا التحذير في بيان صدر عنها تزامنًا مع الجهود الدولية لمكافحة هذا المرض المزمن.
كشفت المنظمة في بيان، الاثنين، عن أرقام مقلقة تتعلق بمحدودية الوصول إلى العلاج الوقائي، رغم توافره وفعاليته، فلم يحصل سوى 21% فقط من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) على هذا العلاج، فيما لم يتجاوز عدد المخالطين المؤهلين الذين تلقوه نسبة 6%.
علاج بسيط ونتائج
أوضحت المنظمة أن العلاج الوقائي للسل هو برنامج قصير المدى وفعّال يُعطى للأشخاص الحاملين لبكتيريا السل قبل أن تتحول إلى مرض نشط.
وأكدت أن هذا العلاج يمثل أداة رئيسية لمنع تطور العدوى، لا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة، ما يسهم في الحد من انتشار المرض وإنقاذ الأرواح.
دعت المنظمة كل من خالطوا مرضى السل، والمتعايشين مع الإيدز، ومرضى غسيل الكلى أو من خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء، بالإضافة إلى العاملين في القطاع الصحي وسكان الدول ذات العبء المرتفع، إلى المسارعة بالحصول على العلاج الوقائي، حتى وإن لم تظهر عليهم أعراض، وأكدت أن هذا النوع من التدخل العلاجي قادر على كسر سلسلة العدوى قبل أن تبدأ.
خدمات مجانية
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن جميع بلدان إقليم شرق المتوسط توفّر خدمات التشخيص والعلاج المجاني لمرضى السل ضمن برامجها الوطنية.
وشددت على أهمية الفحص المبكر والتشخيص السريع للحد من تفشي المرض، داعية أي شخص يشتبه في إصابته إلى التوجه الفوري لأقرب مرفق صحي، لأن الاكتشاف المبكر والعلاج السريع هما خط الدفاع الأول.
ورغم التقدم الطبي، لا يزال السل من أخطر الأمراض المعدية على مستوى العالم، إذ يُصاب به ملايين الأشخاص سنويًا، ويُعدّ من الأسباب الرئيسية للوفاة الناجمة عن الأمراض المعدية، متقدماً أحيانًا على فيروس الإيدز.
وتُصنف منظمة الصحة العالمية السل كأحد "العبء الثلاثي" للأوبئة في الدول النامية، بجانب الإيدز والملاريا، وتشير الإحصاءات إلى أن المرض ينتشر بشكل خاص بين الفئات المهمشة والفقيرة، ما يجعل من مكافحته قضية إنسانية وعدالة صحية بامتياز.