«الأونروا» تحذر من الحصار الأطول منذ بدء الحرب على غزة: الوضع يزداد سوءاً

«الأونروا» تحذر من الحصار الأطول منذ بدء الحرب على غزة: الوضع يزداد سوءاً
قوات إسرائيلية تقتحم مقراً للأونروا - أرشيف

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، أنها تدير حاليًا 115 مركز إيواء منتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة، تحتضن في داخلها أكثر من 90 ألف نازح، في وقت يزداد فيه الوضع الإنساني سوءًا نتيجة القصف المستمر والحصار المشدد الذي تفرضه القوات الإسرائيلية.

اتهمت الوكالة الأممية، عبر منشور على منصة "إكس"، إسرائيل بمنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية والتجارية، منذ نحو سبعة أسابيع، مشيرة إلى أن هذا الحصار يُعد أطول بثلاث مرات من الحصار السابق الذي فُرض خلال اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، في أعقاب الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" ضد المستوطنات المحاذية.

وأوضحت الأونروا أن الحصار الإسرائيلي الحالي يمنع دخول اللقاحات الخاصة بالأطفال والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومضخات المياه، ويضاعف من معاناة السكان، خصوصًا في ظل انهيار البنية التحتية وخروج 70% من المراكز الصحية عن الخدمة.

أوامر نزوح متكررة

وثقت الوكالة صدور ما لا يقل عن 20 أمر نزوح من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الممتدة من 18 مارس حتى 14 أبريل، ما أدى إلى اتساع رقعة التهجير، وارتفاع المناطق التي تخضع لأوامر الإخلاء أو تُصنف ضمن "المنطقة المحظورة" إلى نحو 69% من مساحة قطاع غزة.

وقدّرت الأمم المتحدة أن نحو 420 ألف شخص نزحوا مرة أخرى مؤخرًا، منذ انهيار وقف إطلاق النار المؤقت، ما يعكس واقعًا مأساويًا يُجبر العائلات الفلسطينية على التنقل القسري المستمر، دون مأوى آمن أو خدمات أساسية.

وجددت الأونروا، أمس السبت، دعوتها إلى وقف إطلاق النار الفوري، وضمان الإفراج الكريم عن جميع الرهائن، والسماح بتدفق غير مقيّد للمساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى القطاع المحاصر. 

وأشارت إلى أن استمرار العمليات العسكرية يحول دون تقديم خدمات الإغاثة الحيوية، ويزيد من معاناة السكان المدنيين.

وأكدت الوكالة استنادًا إلى تقارير ميدانية أن الحرب أودت بحياة ما لا يقل عن 51 ألف فلسطيني، كما أدت إلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص، معظمهم يعيشون حاليًا في ظروف إنسانية كارثية، في ظل الافتقار للماء والغذاء والرعاية الصحية والمأوى. 

كارثة إنسانية دون أفق للحل

رصدت الأونروا مؤشرات خطيرة لتدهور الأوضاع الصحية، إذ تفشت الأمراض والأوبئة في الملاجئ المزدحمة، وارتفعت نسب وفيات الأطفال والرضع بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية.    

وحذرت من أن تدهور الوضع سيؤدي إلى كارثة صحية شاملة ما لم يتم السماح فورًا بدخول الإمدادات الأساسية.

ويأتي هذا في وقت تواصل فيه إسرائيل فرض قيود صارمة على جميع المعابر الحدودية، بما فيها معبر رفح الحدودي مع مصر، والذي ظل مغلقًا أمام شاحنات الإغاثة والوفود الطبية منذ أسابيع، ما يعمّق من مأساة نحو مليوني فلسطيني محاصرين داخل القطاع. 

يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر للعام 2023 عن استشهاد أكثر من 51 ألف شخص وإصابة أكثر من 116 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية