ترامب في ولايته الثانية.. 100 يوم تُعيد رسم ملامح الولايات المتحدة والعالم
ترامب في ولايته الثانية.. 100 يوم تُعيد رسم ملامح الولايات المتحدة والعالم
أطلقت وكالة فرانس برس، الاثنين، ملفاً إعلامياً شاملاً يرصد مرور 100 يوم على بدء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط أجواء سياسية داخلية متوترة وتحولات دولية عميقة.
ويأتي الملف في وقت يعيش فيه العالم حالة من عدم اليقين بسبب قرارات ترامب المثيرة للجدل وتداعياتها الممتدة على الساحة الدولية.
وسلطت الوكالة الضوء في تقريرها الرئيسي على الطريقة التي تجاوز بها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض حدود السلطة التنفيذية، حيث مارس نفوذاً شخصياً مباشراً على ملفات دولية كأزمة أوكرانيا، وقام بتوبيخ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت فتح فيه قنوات تواصل علنية مع الكرملين.
وأقدم على تهديد القضاء الأميركي، في محاولات فُسّرت بأنها ضغط لتقويض استقلالية المؤسسات.
وفي ممارسات وُصفت بـ"الهامشية"، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يتعلق بضغط مياه الاستحمام، ما أثار سخرية وانتقادات، وبدأ كذلك بإجراءات تؤسس لحرب تجارية عالمية جديدة، مستهدفاً شركاء اقتصاديين كبار، وفي مقدمتهم الصين.
وضع المعارضة الديمقراطية
في زاوية أخرى من الملف، تناولت فرانس برس وضع المعارضة الديمقراطية، التي ما زالت -بحسب التقرير- في حالة من التيه والصدمة بعد مرور مئة يوم على فوز ترامب بولاية ثانية.
وعجزت عن إنتاج خطاب سياسي جامع أو تقديم قيادة بديلة قادرة على التصدي لهيمنة ترامب المتصاعدة على المشهد السياسي الأميركي.
وأكدت الوكالة أن الرئيس أعاد تشكيل الحياة السياسية في واشنطن وفق مقاسه، محولاً المؤسسات إلى أدوات ضمن استراتيجيته التي تُعيد إحياء شعارات اليمين القومي المتشدد، وسط تراجع خطاب الوسط وغياب التوافق الحزبي.
في تغطية من العاصمة البولندية وارسو، لفتت فرانس برس إلى أن ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية "في غضون 24 ساعة فقط" من دخوله البيت الأبيض.
غير أن الواقع الميداني بعد مرور مئة يوم يشير إلى استمرار النزاع وتعقيد المشهد الدبلوماسي، خاصة بعدما أعاد ترامب فتح قنوات مع موسكو بشكل ثنائي، ما أضعف موقف كييف وقلل من فرص التوصل إلى تسوية قريبة.
الاقتصاد الأميركي يتأثر
وفي تقرير اقتصادي من مدينة كولومبوس الأميركية، سلطت الوكالة الضوء على التأثيرات المباشرة للتعرفة الجمركية التي فرضها ترامب على البضائع الصينية، لا سيما في قطاع الألعاب.
ويواجه هذا القطاع ضغوطاً كبيرة قبيل موسم الأعياد، مع توقعات بارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين، ما يُنذر بتأثيرات تمتد إلى قطاعات أوسع، في ظل تصاعد نبرة الحمائية الاقتصادية التي يتبناها ترامب في ولايته الجديدة.
وأشارت فرانس برس إلى أن هذا الملف الخاص سيُعرض على مدى ثلاثة أيام، ويشمل تحليلات وريبورتاجات من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا، تتضمن تقارير مصورة وبيانية تساعد على فهم أوسع لانعكاسات عودة ترامب إلى السلطة، ليس فقط داخل الولايات المتحدة، بل على توازنات العالم بأسره.
ويعكس هذا التوثيق الشامل إدراكاً متزايداً بخطورة المرحلة الراهنة، والتي يُعاد فيها رسم خريطة النفوذ العالمي، مع تحديات تطول الديمقراطية، والنظام الدولي، والاقتصاد العالمي، في ظل رئيس يعيد تشكيل السياسة الأميركية بأسلوب غير تقليدي، تملأه المفاجآت والمخاطر.