"الغارديان": "إف بي آي" يفتح تحقيقاً مع شبكة إلكترونية تستغل القاصرين

"الغارديان": "إف بي آي" يفتح تحقيقاً مع شبكة إلكترونية تستغل القاصرين
مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) اليوم الاثنين، عن فتح تحقيقات مكثفة تطول أكثر من 250 شخصًا مرتبطين بشبكة إلكترونية خطرة تُعرف باسم "764"، تعمل على استدراج الأطفال والمراهقين عبر الإنترنت وتدفعهم إلى إنشاء محتوى جنسي صريح أو القيام بإيذاء أنفسهم وأحيانًا الآخرين.

وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن الاسم "764" قد يبدو للوهلة الأولى مجرد رقم، لكنه يخفي خلفه شبكة منظمة وشرسة من المعتدين السيبرانيين الذين يستهدفون ضحاياهم من الفئات الضعيفة، ويستخدمون وسائل التواصل وتطبيقات الألعاب للتواصل معهم واستغلالهم.

من لعبة إلى شبكة دولية

بدأت القصة مع مراهق يُدعى برادلي كادنهيد من تكساس، أطلق اسم الشبكة مستلهَماً من الرمز البريدي لمنطقته، حيث كان كادنهيد يقضي وقته في لعب "ماينكرافت" ومشاهدة محتوى عنيف، لكنه أسّس لاحقًا خادمًا على تطبيق Discord ليتحول إلى وكر لاستغلال القاصرين ونشر مواد مسيئة.

رغم إلقاء القبض عليه في عام 2023 والحكم عليه بالسجن 80 عامًا، فإن الشبكة لم تتوقف، بل انتشرت بشكل أكبر عبر مجموعات فرعية في عدة دول، وإحدى هذه المجموعات.

وتُعرف بـ"764 إنفيرنو"، كانت بقيادة شابين أحدهما يعيش في اليونان والآخر في ولاية كارولينا الشمالية، وقد وُجهت إليهما اتهامات بالتحريض على التعذيب النفسي والجسدي للأطفال، بما في ذلك دفعهم لإيذاء أنفسهم.

ضحايا في كل مكان

أحد أكثر الأمثلة إثارة للقلق وقع في ولاية كونيتيكت، حيث تم استدراج فتاة مراهقة عبر الإنترنت، وجرى ابتزازها لإرسال صور صريحة ومقاطع إيذاء النفس، ولاحقًا، تم استخدام معلومات حصل عليها الجاني منها لتوجيه تهديدات بوجود قنابل وهجمات على مدرستها. ورغم أن الشرطة وجهت لها تهمًا، فإنها اعتُبرت أيضًا ضحية لاستغلال نفسي معقّد، وهي الآن تخضع للعلاج والدعم.

بحسب المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين، شهد عام 2024 أكثر من 1300 بلاغ مرتبط بمجموعات على غرار "764"، بزيادة تفوق 200% مقارنة بعام 2023، ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى حد كبير إلى ازدياد الوعي العام، لا سيما مع تغطية إعلامية مكثفة لهذه الظواهر.

تحذر الجهات المختصة من أن الضحايا غالبًا ما يشعرون بالخوف من التبليغ عن الجناة، إما بسبب التهديد بنشر محتوى حساس أو الخوف من انتقام مباشر. وفي بعض الحالات، يلجأ المعتدون إلى ما يُعرف بـ"السواتينغ"، وهو الإبلاغ الكاذب للشرطة عن ضحية لجعلها تتعرض لمداهمة مسلحة.

تحذير للأهالي

وحذرت سلطات الأمن، من بينها شرطة نيويورك، من أن الشبكات مثل "764" تشكل خطرًا حقيقيًا وعابرًا للحدود، مؤكدة أنها أصبحت الآن أولوية في جهود الأمن القومي، وفي رسالة مؤثرة، كتبت قيادات الشرطة: "أيها الآباء، هل تعلمون ما يفعله أبناؤكم على الإنترنت؟ إن لم تعرفوا، فقد تُرعبكم الإجابة".

ولا تزال التحقيقات جارية، وجهود إنقاذ الضحايا مستمرة، في محاولة لوقف هذه الكارثة الرقمية المتصاعدة، وإعادة بناء حياة من سقطوا في شراك هذه الشبكات الإجرامية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية