الاتحاد الأوروبي: لا لتسييس المساعدات الإنسانية في غزة
الاتحاد الأوروبي: لا لتسييس المساعدات الإنسانية في غزة
شدّد الاتحاد الأوروبي، في بيان صادر عن الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس الأربعاء، على ضرورة عدم تسييس أو عسكَرة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة، مجدداً دعوته إلى استئناف فوري وآمن ودون عوائق لتقديم المساعدات بما يتناسب مع احتياجات السكان المدنيين.
وجاء في البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن الاتحاد الأوروبي "لا يمكن أن يتسامح مع العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في غزة، ولا مع الاستخدام غير المتناسب للقوة"، مشيراً إلى أن استمرار قتل المدنيين واستهداف البنية التحتية المدنية أمر غير مقبول.
وأكدت كالاس ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار كمدخل لإنهاء الأعمال العدائية، بما يفضي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وتهيئة الظروف للعودة إلى المسار التفاوضي.
إدانة عنف المستوطنين
وفي سياق متصل، أدان الاتحاد الأوروبي عنف المستوطنين المستمر في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، محذراً من أن حملات الترهيب، والاعتداءات الجسدية واللفظية، وتدمير الممتلكات والمنازل وإحراقها، قد تُفضي إلى تهجير مجتمعات فلسطينية بأكملها.
وطالب الاتحاد إسرائيل باتخاذ خطوات حاسمة وفورية لمحاسبة مرتكبي هذه الأعمال ومنع تكرارها.
كما نبّه البيان إلى أن التحريض على العنف، وترهيب السكان والصحفيين في القدس، يقوّض الطابع الخاص للمدينة، ولا سيما بلدتها القديمة التي تحظى بمكانة دينية وتاريخية فريدة.
التصعيد في غزة والضفة الغربية
تأتي تصريحات الاتحاد الأوروبي في ظل تصاعد غير مسبوق للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي بدأت في أكتوبر 2023 بعد هجوم مفاجئ شنّته حركة حماس، ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع، أسفرت عن عشرات آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية، مع حصار خانق أدى إلى أزمة إنسانية حادة.
وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد القرى والمجتمعات الفلسطينية، وسط تساهل أو تواطؤ من قوات الجيش الإسرائيلي، بحسب منظمات حقوقية دولية. وقد وثقت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي سلسلة من الاعتداءات الجسدية، وحملات التهجير القسري، وتدمير الممتلكات الفلسطينية.
ورغم محاولات دولية لفرض هدنة، بما في ذلك مبادرات من الولايات المتحدة ومصر وقطر، فإن المفاوضات تعثرت مراراً بسبب تباين المواقف حول وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، ومستقبل غزة ما بعد الحرب.