مسؤولون بالاتحاد الأوروبي ينددون بالصمت تجاه غزة ويطالبون بمساءلة إسرائيل
مسؤولون بالاتحاد الأوروبي ينددون بالصمت تجاه غزة ويطالبون بمساءلة إسرائيل
وجّه أكثر من 2000 مسؤول يعملون في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، رسالة جديدة شديدة اللهجة إلى قادة الاتحاد، انتقدوا فيها "التقاعس والصمت المريب" إزاء الكارثة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة.
وجاءت الرسالة، التي أرسلت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمبادرة مجموعة "موظفو الاتحاد الأوروبي من أجل السلام"، التي سبق ووجهت انتقادات مماثلة في العام الماضي للمؤسسات الأوروبية بسبب "غياب ردود الفعل الفعّالة تجاه معاناة الفلسطينيين".
واتهمت الرسالة، الموجهة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام ثقله السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة أو الحد من مأساتها الإنسانية.
وأكدت الرسالة أن "الجمود الأوروبي وفشل الاتحاد في ممارسة ضغوط حقيقية أسهم بشكل مباشر في خلق مناخ الإفلات من العقاب، الذي سمح بتصعيد الغزو الإسرائيلي الكامل للقطاع، وزيادة حجم الانتهاكات دون مساءلة".
انتقادات للردود المتأخرة
ورحّبت المجموعة بخطوة الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي أعلنت مؤخراً مراجعة اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهي الاتفاقية التي تعود إلى عام 2000، لكنها اعتبرت أن هذه الخطوة جاءت "متأخرة للغاية، ولم تعد مجدية بالنسبة لآلاف القتلى في غزة"، بحسب نص الرسالة.
وبينما تستمر بروكسل في دراسة خياراتها القانونية والسياسية بشأن الاتفاق، أشارت الرسالة إلى أن بعض البنود الرئيسية، مثل التجارة ومشاركة إسرائيل في برنامج تمويل الأبحاث "هورايزون أوروبا"، يمكن تجميدها دون الحاجة لإجماع كامل بين الدول الأعضاء، بل من خلال "أغلبية مرجحة".
وتعكس الرسالة تصاعد التوترات الداخلية داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، حيث بات عدد متزايد من الموظفين الأوروبيين يعبرون عن استيائهم من الموقف الرسمي الذي يرونه "منحازاً وغير متوازن"، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف، وفق تقارير أممية.
وكانت المفوضية الأوروبية قد تعرضت خلال الأشهر الماضية إلى انتقادات حادة من منظمات حقوقية ونواب أوروبيين بسبب ما وُصف بـ"الصمت المطبق" حيال الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين، ورفض اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل.
دعوة لاتخاذ خطوات ملموسة
وفي ختام رسالتهم، شدد مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أن الوقت قد حان لـ"تحرك ملموس وجريء"، وليس مجرد مراجعة رمزية للاتفاقيات، مؤكدين أن استمرار الصمت الأوروبي يمثل تواطؤاً غير مباشر مع الانتهاكات.
ودعوا إلى تجميد فوري للتعاون مع إسرائيل في المجالات غير الإنسانية، وفرض عقوبات على المسؤولين عن تقويض حل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد القابل للحياة لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.