السفير الإيراني في جنيف: طهران سترد على العدوان الإسرائيلي بقوة ودون تردد
السفير الإيراني في جنيف: طهران سترد على العدوان الإسرائيلي بقوة ودون تردد
اتهم السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، اليوم الأربعاء، إسرائيل بشن "هجوم عدواني غير مبرر" على بلاده، مشيراً إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق مدنية مأهولة دون أي إنذار مسبق، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
جاءت تصريحات بحريني خلال جلسة خاصة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، عقب مداخلة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي أكد عدم وجود أي دلائل على وجود "جهد ممنهج" لتطوير برنامج تسليح نووي لدى إيران، في خطوة اعتبرها مراقبون تفنيداً لمحور الاتهامات الغربية تجاه طهران، وفق "روسيا اليوم".
وانتقد بحريني ما وصفه بـ"الغطاء السياسي والدبلوماسي" الذي توفره الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإسرائيل، قائلاً إن "الولايات المتحدة منحت إسرائيل الحصانة الكاملة، بينما تحاول الدول الأوروبية تبرير هذا العدوان بادعاءات لا أساس لها".
وأضاف السفير الإيراني أن الهجمات الإسرائيلية لم تستهدف مواقع عسكرية أو منشآت حساسة، بل استهدفت مناطق مدنية مأهولة بالسكان، دون تمييز، ودون أي إنذار مسبق، ما يشير إلى نهج متعمد لزرع الرعب وفرض سياسة الترهيب ضد الشعب الإيراني.
تصعيد في اللهجة الإيرانية
شدد بحريني على أن إيران "لن تبدي أي تردد في الدفاع عن شعبها وأرضها"، متوعداً بردّ قوي وجدي، قائلاً: "سنرد دون ضبط للنفس، وسندافع عن أمتنا بكل الوسائل المشروعة".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب موجة من التصعيد العسكري غير المسبوق بين تل أبيب وطهران، حيث أفادت تقارير دولية بقيام إسرائيل بتنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية خلال الأسبوع الماضي، وذلك على خلفية تصاعد التوترات في المنطقة بعد استهداف منشآت إسرائيلية من قبل جماعات موالية لطهران.
وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار التوتر حول البرنامج النووي الإيراني، الذي تتابعه الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سنوات.
ومع أن المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أكد مجددًا يوم الأربعاء أنه "لا توجد دلائل على سعي طهران لتطوير سلاح نووي بشكل ممنهج"، فإن إسرائيل تواصل اتهام إيران بالسعي لتجاوز العتبة النووية، وهو ما تنفيه الأخيرة باستمرار.
ويعد موقف غروسي دليلاً محورياً تستخدمه إيران للرد على اتهامات الغرب، إذ تعتبره تأكيداً على التزامها بالاتفاقيات الدولية، ورفضها لأي استخدام عسكري للتقنية النووية.
أجواء حرب إقليمية
يخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد اللفظي والميداني إلى اندلاع مواجهة إقليمية شاملة، خاصة مع التوترات المتزايدة في سوريا ولبنان والعراق، حيث تتمركز جماعات مسلحة حليفة لطهران.
وقد دعت الأمم المتحدة والعديد من الدول الأوروبية إلى ضبط النفس وتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة، لكن التصريحات الإيرانية والإسرائيلية الأخيرة تعكس اتجاهاً متزايداً نحو المواجهة المفتوحة.