فيضانات تضرب جنوب الصين وتتسبب في مقتل 6 أشخاص وإجلاء عشرات الآلاف

فيضانات تضرب جنوب الصين وتتسبب في مقتل 6 أشخاص وإجلاء عشرات الآلاف
فيضانات الصين - أرشيف

أكدت السلطات الصينية المختصة بشؤون مواجهة الكوارث الطبيعية، أن ستة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم نتيجة الفيضانات الشديدة التي اجتاحت مقاطعة في إقليم قويتشو جنوب غرب البلاد، في أحدث فصل من سلسلة أحوال جوية متطرفة تضرب الصين منذ بداية الصيف.

وأوضحت وكالة أنباء شينخوا الرسمية، اليوم الخميس، أن فرق الإنقاذ لا تزال تواصل عمليات البحث والإغاثة في المناطق المتضررة، في وقت تُبذل فيه جهود كبيرة لإعادة فتح الطرق المتضررة، وإصلاح شبكات الكهرباء والمياه التي تضررت بفعل الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.

وكانت سلطات المقاطعة قد أصدرت أوامر إجلاء عاجلة لأكثر من 80 ألف شخص يوم الأربعاء، إثر ارتفاع منسوب المياه في الأنهار وتدفق السيول إلى البلدات والقرى، ما هدد سلامة السكان والبنية التحتية.

الطقس القاسي يُحاصر الصين

تشهد الصين في الأيام الأخيرة حالة فوضى مناخية شاملة، إذ تتعرض مناطق الجنوب والجنوب الغربي لعواصف مطرية كثيفة تسببت في فيضانات مدمرة، بينما تعاني مناطق أخرى شمال ووسط البلاد من موجات حرّ شديدة ودرجات حرارة غير مسبوقة.

ووفقًا لتقارير الأرصاد الجوية الصينية، فإن الأمطار التي ضربت قويتشو هذا الأسبوع تجاوزت المعدلات الموسمية المعتادة بنسبة تفوق 60%، وهو ما فاقم من سرعة تدفق السيول وانهيار التربة.

في المقابل، سجلت مدن مثل بكين وتيانجين وشنغهاي درجات حرارة تخطت 40 درجة مئوية، وسط تحذيرات صحية من تعرض السكان للإجهاد الحراري.

أزمة مناخية متكررة

تعكس هذه الكوارث المتكررة تزايد حدة تأثيرات التغير المناخي على الصين، حيث أصبحت الفيضانات وموجات الحر والطقس المتطرف ظواهر معتادة في السنوات الأخيرة.

وشهدت الصين في عام 2021 فيضانات كارثية في مقاطعة خنان أودت بحياة أكثر من 300 شخص، مما دفع الحكومة الصينية إلى اعتماد خطة وطنية جديدة لإدارة الكوارث والوقاية منها، إلا أن التطبيق العملي لتلك الإجراءات يواجه تحديات كبيرة أمام ظواهر الطبيعة المتسارعة.

تُعد مقاطعة قويتشو واحدة من أكثر المناطق ذات التضاريس الجبلية تعقيدًا في الصين، مما يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ أثناء الكوارث الطبيعية. وبحسب المسؤولين المحليين، تم نشر مئات من عناصر الجيش والشرطة وفرق الطوارئ للمساعدة في عمليات الإغاثة والإجلاء وترميم البنية التحتية.

وتم تفعيل خطة الطوارئ الوطنية للفيضانات، بما يشمل توزيع مواد غذائية وإمدادات طبية على السكان في مراكز الإيواء المؤقتة.

الدعوة لتسريع الاستجابة

وسط هذه الأحداث المتسارعة، حذرت منظمات بيئية وخبراء طقس في الصين من أن البلاد بحاجة إلى تسريع وتيرة التكيّف المناخي، وتعزيز البنية التحتية في المناطق الريفية والجبلية، لا سيما في ظل التوقعات التي تشير إلى أن الطقس المتطرف سيستمر طوال شهري يوليو وأغسطس.

ودعا الخبراء إلى مراجعة سياسات إدارة الموارد المائية، وبناء سدود مرنة، واستخدام أنظمة إنذار مبكر فعالة للحد من الخسائر البشرية والمادية في المستقبل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية