حريق يجتاح مناطق سياحية قرب أثينا ويتسبب في إجلاء العشرات
حريق يجتاح مناطق سياحية قرب أثينا ويتسبب في إجلاء العشرات
اندلع حريق غابات، اليوم الخميس، في منطقتي بالايا فوكايا وثيماري الساحليتين الواقعتين على بُعد 50 كيلومتراً شرقي العاصمة اليونانية أثينا، ما تسبب في إجلاء العشرات من السكان وإلحاق أضرار بعدد من المنازل، وفق ما أعلنته سلطات الإطفاء اليونانية وتقارير إعلامية محلية.
وأكّدت متحدثة باسم فرق الإطفاء في تصريح لوكالة فرانس برس، أن الحريق يُعدّ "صعبًا" للغاية بسبب سرعة الرياح، التي أجّجت ألسنة اللهب وساهمت في توسّع الجبهة المشتعلة بشكل كبير، وقالت: "الرياح القوية تُغذّي النيران وتجعل السيطرة عليها أكثر تعقيدًا".
بدأ الحريق في تمام الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت المحلي (09:30 بتوقيت غرينتش)، قبل أن يتّسع نطاقه بسرعة، حيث التهمت النيران الشجيرات الجافة وبساتين الزيتون والحقول الزراعية، واقتربت بشكل خطير من المناطق السكنية، مما استدعى تدخلاً سريعاً من وحدات الطوارئ.
وصرّح رئيس نقابة فرق الإطفاء كوستاس تسيغاس لقناة ERT الرسمية بأن "جبهة الحريق واسعة جداً، ونواجه صعوبات في محاصرتها"، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 عنصر إطفاء يشاركون في عمليات المكافحة، مدعومين بثماني طائرات قاذفة للمياه وخمس مروحيات.
وأفاد المسؤول بأن فرق الإطفاء نفذت إجلاء طارئاً لما لا يقل عن 50 شخصاً من مناطق التهديد المباشر، باستخدام المركبات والطائرات المروحية، بالتنسيق مع السلطات المحلية وخدمات الحماية المدنية.
أوامر إخلاء وتحذيرات
فعّلت الحماية المدنية نظام الطوارئ الوطني (الرقم 112) لإرسال رسائل نصية للسكان، تأمرهم بمغادرة مناطق الخطر فوراً. وأظهرت مشاهد بثتها قناة ERT عناصر إطفاء يحاولون إخماد النيران من فناء أحد المنازل قبل أن ينهار سقفه تحت وطأة الحرارة المرتفعة.
وامتدت سحب الدخان الأسود الكثيفة لتغطي سماء بالايا فوكايا، وصولاً إلى السواحل المحيطة بخليج سارونيك، ما تسبّب في اختناق جزئي وعرقلة حركة المرور في الشوارع المجاورة.
وأوقفت الشرطة اليونانية حركة السير في الجادة الساحلية الرئيسية التي تربط أثينا بمنطقة كيب سونيون، نتيجة تمدد الحريق على طول الطريق الحيوي الذي يُعد من أبرز الوجهات السياحية خلال فصل الصيف.
استنفار رسمي وتعبئة
أعلنت نائبة محافظ إقليم أتيكا، فيكي كافالاري، خلال مداخلة مباشرة عبر قناة ERT، أن السلطات الإقليمية في حالة استنفار كامل، قائلة: "إنه حريق عنيف وخطير. سيتم عقد اجتماع طارئ لوحدة التنسيق في الساعات القادمة لتقييم الوضع واتخاذ قرارات حاسمة".
وسارعت السلطات المحلية إلى تعبئة الموارد البلدية، حيث توجه العضو البلدي أبوستولوس باباداكيس إلى موقع الحريق لمساعدة السكان، لا سيما العائلات التي تملك حيوانات أليفة، على إخلاء منازلهم بشكل آمن.
وتواجه اليونان سنوياً حرائق مدمّرة خلال فصل الصيف، تعود في معظمها إلى مزيج من ارتفاع درجات الحرارة والرياح العاتية والجفاف، وهي عوامل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتغير المناخ.
أسوأ موسم حرائق
في صيف عام 2023، سجلت البلاد أسوأ موسم حرائق في تاريخها، حيث أتت النيران على عشرات آلاف الهكتارات من الغابات، وتسببت في عمليات إخلاء جماعية وخسائر بيئية واقتصادية كبيرة، وهو ما دفع الحكومة إلى زيادة ميزانية الطوارئ وتحديث منظومة الإطفاء.
ولا تزال فرق الإطفاء تواصل جهودها مساء الخميس لاحتواء الحريق الجديد شرق أثينا، وسط تحذيرات من امتداده إلى مناطق سياحية مأهولة، إذا لم يتم السيطرة عليه خلال الساعات المقبلة.